الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 10 ديسمبر 2025 03:49 صباحاً - في تطور مذهل يضع المملكة على خريطة التقنية العالمية، تمكنت مكة المكرمة من تسجيل ملايين الاتصالات والبثوث المباشرة يومياً من بقعة واحدة في الأرض، محققة إعجازاً تقنياً حقيقياً. بـ40 ريالاً فقط، يحصل المعتمر على خدمة إنترنت فائقة السرعة لأسبوعين كاملين - أقوى من معظم العواصم العالمية وأرخص من وجبة طعام واحدة في باريس أو لندن.
شهدت شوارع مكة المكرمة تحولاً جذرياً إلى خلية نحل تقنية مذهلة، حيث انتشرت عشرات الأكشاك المتنقلة في شارع الخليل وحده، تقدم خدمات تضاهي أرقى العواصم التقنية. معين الله مجيب، المعتمر الباكستاني، يروي دهشته: "التنافس الإيجابي بين شركات الاتصالات ساهم في جودة الخدمات وخفض الأسعار - لم نر مثل هذه التقنية في بلداننا!". الأرقام تتحدث بوضوح:
- 40 ريال = أسبوعان من الاتصال بالعالم
- 85 ريال = ثلاثة أسابيع من الإنترنت فائق السرعة
- سرعات 50-300 Mbps في الفنادق المتوسطة
ضمن رؤية 2030 الطموحة، شهدت البنية التحتية للاتصالات في المملكة تطوراً هائلاً جعل من مكة المكرمة نموذجاً عالمياً للمدن الذكية. كما كانت مكة مركزاً تجارياً يربط شرق العالم بغربه في الماضي، باتت اليوم مركزاً تقنياً عالمياً يربط ملايين القلوب بالحرم الشريف رقمياً. "ما تحقق في مكة يضعها ضمن أذكى 5 مدن في العالم تقنياً"، يؤكد د. سامي الشبكي، خبير الاتصالات، مشيراً إلى أن شبكات الـ5G في الحرم تتفوق على معظم العواصم الأوروبية والآسيوية.
يحيى حسين، المعتمر الذي جاء مع عائلته، يشارك تجربته المدهشة: "السرعات العالية تدعم الألعاب الإلكترونية والبث المباشر - أطفالي تمكنوا من بث مناسك العمرة مباشرة لأجدادهم دون انقطاع لثانية واحدة!". فاطمة الإندونيسية تضيف: "شعرت وكأن عائلتي معي في الحرم عبر البث المباشر - تقنية لا تصدق!". هذا التحول أثر على الحياة اليومية بشكل جذري: المعتمرون يديرون أعمالهم، يتواصلون مع عائلاتهم، ويستخدمون التطبيقات الحكومية الذكية لإدارة كامل رحلتهم الروحانية بسهولة مطلقة.
مع استمرار هذا التطوير المذهل، تترسخ مكة المكرمة كنموذج عالمي للمدن الذكية الدينية، مما يفتح فرصاً ذهبية للاستثمار في القطاع التقني السعودي. زهدي اليافعي، فني الاتصالات، يكشف السر: "نعمل 16 ساعة يومياً لضمان عدم انقطاع الخدمة - حتى المصاعد مغطاة بالإنترنت!". السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت مكة حققت هذا الإعجاز التقني في خدمة ضيوف الرحمن، فماذا ستحقق باقي مدن المملكة في المستقبل القريب؟
أخبار متعلقة :