موجة ضباب واسعة تضرب عدة مناطق في السعودية… الأرصاد تصدر تنبيهات مبكرة وتوضح تفاصيل الحالة الجوية

الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 10 ديسمبر 2025 08:53 صباحاً - في تطور مناخي يحبس الأنفاس، استيقظ 25 مليون سعودي هذا الصباح على عالم مختلف تماماً، حيث لف جدار ضباب كثيف 9 مناطق رئيسية كستارة بيضاء عملاقة تخفي معالم الحياة. المركز الوطني للأرصاد يعلن حالة إنذار أحمر: "رؤية منعدمة تماماً" في مناطق تضم ملايين السكان، بينما تتراقص أرقام الحرارة في جنون مناخي يسجل فارقاً مذهلاً 24 درجة مئوية بين أبرد وأحر منطقة في المملكة.

Advertisements

في الرياض، يروي أحمد المطيري قصة رعب حقيقية: "خرجت للعمل كالمعتاد، لكنني وجدت نفسي أقود في عالم من العدم. اختفت السيارات، اختفت الإشارات، حتى الرصيف لم أعد أراه". هذا المشهد المرعب يتكرر عبر مساحة تعادل فرنسا وألمانيا مجتمعتين، حيث تشهد مكة والمدينة وجدة والطائف وتبوك وحائل والمنطقة الشرقية انعداماً شبه كامل للرؤية. د. محمد الجوية من المركز الوطني يؤكد بقلق: "هذه أقوى موجة ضباب نشهدها هذا العام، مصحوبة بأمطار رعدية وصواعق تضرب المملكة بقوة إعصار".

 

 

الأرقام تحكي قصة مناخية لا تُصدق: بينما تبوك وحائل تحتضنان برودة 6 درجات فقط، تشهد جازان ونجران حرارة 30 درجة مئوية في اللحظة ذاتها. هذا التفاوت الجنوني ليس مجرد أرقام، بل يعكس تأثير منخفض جوي استثنائي يضرب شبه الجزيرة العربية بقوة لم نشهدها منذ سنوات. خبراء الأرصاد يؤكدون أن التغيرات المناخية الموسمية تتضافر مع تضاريس المملكة المتنوعة من مرتفعات جبلية إلى سواحل استوائية، لتخلق هذا المزيج المناخي الفريد والمرعب.

فاطمة السالم من مكة المكرمة تصف الرعب بكلمات مرتجفة: "لم أر شيئاً مثل هذا الضباب من قبل، البيوت المجاورة اختفت تماماً، وصوت الرعد يدوي كأنه داخل منزلي". السيناريو الكارثي يخيم على الشوارع حيث تحولت الرياض لأنهار من المطر مع رياح تندفع بقوة تعادل إعصاراً، بينما شوارع مكة تشهد شللاً تاماً في الحركة. المطارات تعلق الرحلات، والمدارس تؤجل الدوام، وملايين السعوديين محاصرون في منازلهم انتظاراً لانجلاء هذا الكابوس الجوي. قطاع النقل يسجل خسائر بالملايين، بينما المزارعون يحتفلون بصمت بأمطار قد تكون نقطة تحول لموسم زراعي استثنائي.

 

 

المستقبل يحمل بصيص أمل وسط هذا الجنون المناخي، حيث يتوقع خبراء الأرصاد تحسناً تدريجياً خلال 48 ساعة مع استمرار أمطار متقطعة مفيدة للبيئة. هذه الموجة الجوية الاستثنائية ستترك بصمة إيجابية على منسوب المياه الجوفية ونمو الغطاء النباتي، لكنها تطرح سؤالاً حاسماً يقلق كل مواطن: هل نشهد بداية موسم أمطار تاريخي سيعيد تشكيل خريطة المناخ السعودي، أم أن هذا مجرد تذكير مرعب من الطبيعة بضرورة الاستعداد لتقلبات مناخية أكثر حدة وجنوناً في المستقبل؟

أخبار متعلقة :