الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 17 ديسمبر 2025 04:19 مساءً - في تطور يهز أوساط المسافرين حول العالم، كشفت المديرية العامة للجوازات السعودية عن قائمة شاملة بالفئات المحظورة نهائياً من الحصول على تأشيرات الزيارة للمملكة، في قرار وصفه خبراء الأمن بـ"الأكثر صرامة في تاريخ المملكة". يؤثر هذا القرار على ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة من بين 1.2 مليار مسلم يحلمون بزيارة أرض الحرمين الشريفين.
تشمل القائمة السوداء أكثر من 10 فئات محددة بدقة، في مقدمتها الأشخاص ذوو السوابق الجنائية والمدرجون على قوائم الإرهاب الدولية. "أحمد المصري، أب لثلاثة أطفال، اكتشف أن مخالفة مرورية قديمة تحولت لسابقة جنائية تمنعه من أداء العمرة"، في مشهد يتكرر يومياً في مكاتب التأشيرات حول العالم. النظام الجديد يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تفحص ملايين البيانات في ثوانٍ معدودة، مما يجعل إخفاء أي معلومة مستحيلاً.
يأتي هذا القرار ضمن استراتيجية شاملة لمواكبة التطورات الأمنية العالمية وحماية الحرمين الشريفين من التهديدات المتزايدة. "هذه خطوة ضرورية ومتأخرة لحماية المملكة في عصر التهديدات العابرة للحدود"، يؤكد د. محمد الشريعي، خبير القانون الدولي. الإجراءات تشبه ما اتخذته القوى العالمية الكبرى، لكن بنكهة سعودية تراعي خصوصية المملكة كمركز للعالم الإسلامي وحاضنة للحرمين الشريفين.
على الصعيد العملي، يواجه المسافرون الآن ضرورة الحصول على شهادات حسن سير وسلوك مسبقاً، بينما تشهد مكاتب التأشيرات موجة من الاستفسارات المقلقة. فاطمة التونسية، موظفة سفر، تروي: "نرى يومياً حالات رفض مؤلمة، لكن نتفهم ضرورة هذه الإجراءات لحماية بلد الحرمين". القرار يفتح فرصاً جديدة لتطوير خدمات التحقق من السجلات وتقنيات الأمان، بينما يطرح تحديات في إدارة العلاقات مع الدول المتأثرة سلبياً.
تؤكد الجوازات السعودية أن تطبيق هذه القيود يتم بشكل عادل مع توفير آليات للطعن والمراجعة للحالات الاستثنائية. هذا النهج المتوازن يهدف لبناء مملكة أكثر أماناً وجذب سياحة راقية، مع الحفاظ على مكانة المملكة كمركز للعالم الإسلامي. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح المملكة في تحقيق التوازن المثالي بين الأمان المطلق والانفتاح الاقتصادي المطلوب في إطار رؤية 2030؟
أخبار متعلقة :