الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 18 ديسمبر 2025 04:19 صباحاً - في خطوة مفصلية هزت عالم السفر، أعلنت الجوازات السعودية قائمة سوداء شاملة تضم أكثر من 12 فئة محرومة نهائياً من دخول المملكة، في قرار يؤثر على ملايين المسافرين حول العالم ويدخل حيز التنفيذ فوراً. هذا النظام الأمني المتطور يفحص ملايين البيانات في ثوانٍ معدودة قبل منح أي تأشيرة، محولاً المملكة إلى قلعة حصينة لا يخترقها سوى الزوار الشرعيين.
تشمل القائمة السوداء فئات محددة بدقة، في المقدمة أصحاب السوابق الجنائية والمدرجون على قوائم الإرهاب الدولية، إضافة للمطلوبين أمنياً والمنتهكين لقوانين الإقامة السابقين. محمد الأحمد، رجل أعمال لبناني، يروي صدمته: "رُفضت تأشيرتي بسبب شيك قديم بدون رصيد من عشر سنوات، لم أتخيل أن الأمر سيطاردني هكذا". النظام الجديد لا يعرف الرحمة أو النسيان، فكل مخالفة مهما كانت صغيرة تتحول إلى حاجز أبدي أمام أحلام الزيارة.
هذا القرار التاريخي يأتي ضمن رؤية المملكة 2030 لبناء قطاع سياحي عالمي المستوى مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان. كما يوضح د. عبدالله الزهراني، الخبير الأمني: "نحن أمام ثورة حقيقية في مفهوم الأمن السياحي، المملكة تضع معياراً جديداً للعالم". المقارنة صارخة مع الأنظمة التقليدية - فبينما تكتفي معظم الدول بفحص أساسي، تطبق السعودية نظاماً بسرعة البرق يكشف أدق التفاصيل في تاريخ المتقدم.
التأثير على الحياة اليومية فوري وملموس، فاطمة المحمد، مواطنة سعودية، تعبر عن راحتها: "أخيراً أشعر بأمان حقيقي، أعرف أن من حولي في الأماكن السياحية أشخاص موثوقون". النتائج المتوقعة مبهرة - تحسن جذري في الوضع الأمني، وزيادة هائلة في ثقة السياح الشرعيين، وترسيخ سمعة المملكة كـالوجهة الأكثر أماناً في العالم. أحمد التركي، سائح من إسطنبول، يؤكد: "الفحص الدقيق يعطيني ثقة أكبر، أشعر أنني في بلد يحمي زواره والمواطنين معاً".
بهذا القرار الجريء، تؤسس المملكة لـعصر جديد من السياحة الآمنة، مرسلة رسالة واضحة للعالم: السعودية مفتوحة لكل زائر شريف، ومغلقة بإحكام أمام كل من يحمل في جعبته شبهة أو مخالفة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح المملكة النموذج الذي تحتذي به دول العالم في تطبيق السياحة الآمنة؟
أخبار متعلقة :