صادم: 300 ريال لرؤية الأم 90 يوماً فقط في السعودية... آلاف الأسر تواجه خيارًا مؤلمًا!

الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 19 ديسمبر 2025 02:19 صباحاً - في تطور صادم هز أركان ملايين الأسر المغتربة، فرضت رسوماً جديدة تصل إلى 300 ريال لزيارة الأم لمدة 90 يوماً فقط - مبلغ يعادل راتب عامل بسيط لأسبوع كامل من العمل الشاق. هذا القرار المفاجئ رفع التكلفة بنسبة 50% ووضع حاجزاً مالياً قاسياً بين 2.5 مليون مغترب وبين أغلى إنسان في حياتهم، تاركاً آلاف الأمهات في انتظار مؤلم قد يمتد لسنوات.

Advertisements

أحمد المصري، عامل في أحد مصانع الرياض، يكسر صمته بصوت مختنق: "لم أرَ أمي منذ عامين، والآن أحتاج لدفع 400 ريال إضافية لتأشيرة وتمديد واحد فقط." القرار الجديد لم يرفع الرسوم فحسب، بل قلّص مدة الإقامة بنسبة 60%، ما يعني دفع المزيد مقابل وقت أقل. مريم الفلبينية، أم لثلاثة أطفال، تحكي معاناتها: "قضيت ست ساعات مؤلمة في تعبئة النموذج الإلكتروني، ثم اضطررت لدفع 200 ريال إضافية لوسيط، وكل هذا لرؤية والدتي المريضة."

يأتي هذا القرار ضمن رؤية السعودية 2030 والتحول الرقمي، بهدف تنظيم سوق العمل وضبط الحركة السكانية. د. محمد العنزي، الخبير القانوني المتخصص في شؤون الإقامة، يحذر: "النظام يهدف للتنظيم، لكنه يحتاج لمرونة أكبر لتجنب كارثة إنسانية تطال الروابط الأسرية." هذه السياسة تأتي كجزء من خطة حكومية لزيادة الإيرادات، لكن الثمن يدفعه ملايين القلوب المشتاقة التي تواجه خياراً مستحيلاً: المال أم الحب؟

التأثير تجاوز الجانب المالي ليطال النسيج الاجتماعي بأكمله. فاطمة، أم أحمد في السبعين من عمرها، تنتظر ابنها منذ عامين وتعاني من ارتفاع ضغط الدم بسبب القلق المستمر. "هاتفتني أمس تبكي وتقول: لن أراك مرة أخرى، والله كسرت قلبي"، يروي أحمد بصوت متهدج. هذه المأساة الإنسانية تتكرر في آلاف المنازل، حيث تجلس الأمهات المسنات أمام النوافذ ينتظرن عودة قد لا تأتي أبداً. الخبراء يتوقعون انخفاض الزيارات العائلية بنسبة 40% وتزايد حالات الاكتئاب بين المغتربين.

يقترح الخبراء حلولاً عاجلة: تخفيض الرسوم تدريجياً، منح فترات انتقالية للأسر محدودة الدخل، وتسهيل الإجراءات الإلكترونية. السؤال الأهم الذي يؤرق ملايين المغتربين: هل سيصمد النسيج الاجتماعي أمام هذا الحاجز المالي القاسي؟ في زمن التقدم التقني والتحول الرقمي، هل نسمح للمال أن يقطع آخر خيوط الحب بين القلوب المشتاقة؟ الإجابة تكمن في ضمائر صناع القرار وقدرتهم على سماع صرخات الألم التي تتصاعد من ملايين الأسر المتضررة.

أخبار متعلقة :