الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 19 ديسمبر 2025 12:34 مساءً - في قرار تاريخي يعيد تشكيل خريطة السفر إلى المملكة العربية السعودية، أعلنت المديرية العامة للجوازات رسمياً عن قائمة سوداء تضم أكثر من 12 فئة محظورة نهائياً من الحصول على تأشيرات الزيارة. هذا القرار الصارم، النافذ فوراً، يؤثر على ملايين المتقدمين المحتملين حول العالم ويضع معايير أمنية جديدة لم تشهدها المنطقة من قبل.
تصدرت القائمة السوداء فئات خطيرة تبدأ بـالأشخاص ذوي السوابق الجنائية والأحكام القضائية، يليهم المدرجون على قوائم الإرهاب الدولية والمطلوبون أمنياً. "هذا القرار يضع المملكة في المقدمة عالمياً من حيث معايير الأمن الحدودي"، يؤكد د. ماجد الصالح، المحلل الأمني. كما تشمل القائمة منتهكي قوانين الإقامة والعمل الذين تجاوزوا المدة المسموحة أو عملوا بدون تصاريح، ليواجهوا حظراً دائماً حتى لو كانت الزيارة لأغراض عائلية.
تكشف مصادر مطّلعة أن الإجراءات الجديدة تطبق معايير صحية صارمة تمنع حاملي الأمراض المعدية الخطيرة والذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة قد تهدد سلامة المجتمع. "مثل حارس أمن فندق فاخر يختار ضيوفه بعناية فائقة"، هكذا وصف خبير أمني دولي هذا النهج المتقدم. تاريخياً، تُعتبر هذه الخطوة مماثلة لإجراءات الأمن التي اتخذتها القوى العظمى بعد الأحداث الأمنية الكبرى، لكنها تتميز بشموليتها وتطبيقها المباشر.
يشعر خالد البلوي، مواطن سعودي من الرياض، بـراحة وأمان كبيرين بعد هذا القرار، بينما يواجه أحمد محمود، مقيم مصري سابق تجاوز مدة إقامته قبل 5 سنوات، حقيقة مؤلمة: لن يتمكن من زيارة أصدقائه مرة أخرى. تطبق السلطات نظاماً متقدماً للفحص بحجم قاعدة بيانات ضخمة، يرصد المتورطين في التهريب والاتجار، وحاملي الجوازات المزورة، والمنتمين للجماعات المحظورة دولياً. هذا النظام يعمل كشبكة فلترة أقوى من أي نظام أمني إقليمي، ويضمن عدم تسلل أي شخص من الفئات الخطيرة.
تؤكد الجوازات السعودية أن هذه الخطوة الجريئة تأتي ضمن رؤية المملكة 2030 لتطوير قطاع سياحي آمن وموثوق، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن العالمية. النظام الجديد يوفر آليات للطعن والمراجعة للحالات الاستثنائية، مما يضمن العدالة مع الحماية. مع تطبيق هذا القرار التاريخي، تُطرح أسئلة مصيرية: هل ستصبح السعودية النموذج الذي تحتذي به دول العالم في أمن الحدود؟
أخبار متعلقة :