الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 19 ديسمبر 2025 06:49 مساءً - في تطور مذهل يعيد كتابة قوانين الطبيعة، تشرب مليونا نسمة الآن من كوب الشمس في السعودية، حيث نجحت صحراء عربية في تحويل مياه البحر المالح إلى ذهب سائل بقوة الشمس المجانية. محطة الشعيبة 3 تنتج 600 ألف متر مكعب من المياه النقية يومياً - يعادل ملء 240 حمام سباحة أولمبي كل 24 ساعة - بتقنية ثورية تحقق كفاءة 99%. هذا الإعجاز التقني يحدث الآن وسيغير وجه المنطقة خلال العامين القادمين.
تدشين أول محطة في العالم تجمع بين أحدث تقنيات الطاقة الشمسية وتحلية المياه بقدرة 65 ميجاواط - تعادل قوة 50 ألف منزل شمسي - يمثل اختراقاً حقيقياً في عالم الطاقة المتجددة. "هذا المشروع يعيد تعريف مفهوم استدامة الطاقة في المناطق الصحراوية" كما يؤكد ستيفن تشن من شركة سينينغ إلكتريك. سارة المهندسة البيئية التي تنبأت بهذا التحول منذ 5 سنوات تقول: "شاهدت حلمي يتحقق... صحراء قاحلة تتحول إلى مصدر حياة لمليوني إنسان".
عقود من المعاناة مع نقص المياه العذبة في منطقة تستهلك 40% من الطاقة العالمية لتحلية المياه، انتهت أخيراً برؤية جريئة. مثل اكتشاف النفط في الثلاثينات الذي أعاد تشكيل المنطقة، فإن هذا التطوير التقني سيقود ثورة خضراء حقيقية. النظام الجديد يوفر 50% من استهلاك الطاقة مقارنة بالطرق التقليدية، ويدعم رؤية السعودية 2030 التي تستهدف 50% طاقة متجددة. خبراء الطاقة يتوقعون أنه "خلال 5 سنوات ستصبح الطاقة الشمسية أرخص من النفط في تشغيل محطات التحلية".
التأثير على الحياة اليومية بدأ يظهر بوضوح: انخفاض فواتير المياه بنسبة 30%، تحسن ملحوظ في جودة الهواء، وظهور فرص عمل جديدة في القطاع الأخضر. أحمد العتيبي، المهندس الذي عانى 20 عاماً من انقطاع المياه، يقول بدموع الفرح: "أطفالي يشربون الآن مياهاً نقية بلا انقطاع، وفاتورة الكهرباء انخفضت للنصف". المشروع يشهد ترحيباً شعبياً واسعاً وإعجاباً من خبراء دوليين، رغم تحفظات بعض شركات الطاقة التقليدية التي تخشى على مستقبلها.
تقنية بكفاءة 99% تخدم مليوني شخص بطاقة شمسية مجانية، تضع السعودية في مقدمة الدول الرائدة عالمياً في الطاقة النظيفة. خبراء يتوقعون تحول 10 محافظات سعودية لاستخدام هذه التقنية خلال عامين. "خلال 10 سنوات قد تصبح الصحراء العربية أكبر مصدر مياه عذبة في العالم" كما يتنبأ د. محمد الخضراء خبير الطاقة المتجددة. هل تساءلت يوماً كيف سيبدو العالم عندما تصبح الصحراء مصدر الحياة؟
أخبار متعلقة :