الرياض - ياسر الجرجورة في الأحد 21 ديسمبر 2025 11:19 صباحاً - في تطور صاعق هز دوائر الاستثمار العالمي، أعلنت عملاق الترفيه الأمريكي يونيفرسال ستوديوز عن مخططات تاريخية لإنشاء أول مدينة ملاهي عملاقة في الشرق الأوسط، مستهدفة المملكة العربية السعودية كموطن جديد لإمبراطوريتها الترفيهية. هذا القرار الاستراتيجي الذي كشفته صحيفة وول ستريت جورنال، يضع السعودية على خريطة الوجهات الترفيهية العالمية، في تحول جذري سيعيد تشكيل صناعة السياحة بالمنطقة بالكامل.
التفاصيل الأولى تكشف عن مشروع استثماري ضخم يقدر بمليارات الدولارات، حيث تستعد الشركة التابعة لمجموعة كومكاست لتصميم مدينة ملاهي عالمية المستوى في مشروع القدية الطموح قرب الرياض. برايان روبرتس، الرئيس التنفيذي لكومكاست، زار المملكة شخصياً الشهر الماضي في مهمة استطلاعية سرية، حيث تفقد موقع المشروع وحضر مؤتمراً استثمارياً حصرياً. "زيارة روبرتس لم تكن عادية، بل كانت بمثابة استطلاع لإمبراطورية ترفيهية جديدة ستحول الصحراء إلى عالم سحري" كما صرح مصدر مقرب من المفاوضات.
هذه الخطوة الجريئة تأتي كجزء لا يتجزأ من رؤية السعودية 2030 الطموحة، التي تستهدف تحويل المملكة من اقتصاد يعتمد كلياً على النفط إلى مركز عالمي للسياحة والترفيه. المنافسة محتدمة مع دول الخليج المجاورة مثل الإمارات وقطر، التي استثمرت مليارات الدولارات في قطاعات الترفيه والسياحة، لكن دخول يونيفرسال للسوق السعودي يعطي المملكة تفوقاً استراتيجياً واضحاً. الخبراء يشبهون هذا التطور بـ"زلزال اقتصادي إيجابي يهز المنطقة بقوة 9 درجات على مقياس التنمية"، خاصة مع وجود سكان المملكة الذين يبلغ 70% منهم تحت سن الـ35.
التأثير على الحياة اليومية سيكون ثورياً بكل المقاييس. سارة العنزي، أم لثلاثة أطفال من الرياض، تعبر عن حماسها قائلة: "أخيراً سنتمكن من إعطاء أطفالنا تجربة عالمية على أرض الوطن، بدلاً من السفر لأوروبا وأمريكا". المشروع سيخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، من مهندسين ومصممين إلى مرشدين ومشغلي الألعاب، مما يتطلب برامج تدريب مكثفة لتأهيل العمالة السعودية للمعايير العالمية. النتائج الاقتصادية متوقعة أن تتجاوز الاستثمار الأولي بمراحل، مع توقعات بتحقيق عوائد سنوية تقدر بمليارات الريالات من السياحة المحلية والإقليمية.
مع اقتراب افتتاح سيكس فلاجز القدية في نهاية عام 2025 كأول خطوة، ودخول يونيفرسال كلاعب رئيسي، تقف السعودية على أعتاب تحول تاريخي سيضعها في مصاف أكبر الوجهات الترفيهية عالمياً. الرسالة واضحة للمستثمرين والمطورين: القطار انطلق بالفعل، والمحطة الأخيرة هي عام 2030. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون شاهداً على ولادة عصر ترفيهي جديد، أم مجرد متفرج يندم لاحقاً على ضياع فرصة العمر؟
أخبار متعلقة :