السوق السعودية تتحرك بحذر.. السيولة تفرض مساراً محدوداً للمؤشر العام

الرياض - ياسر الجرجورة في الاثنين 22 ديسمبر 2025 07:03 مساءً - تظل سوق الأسهم تتحرك في نطاق ضيق مع غياب محفزات قوية، وسط تراجع السيولة وقلق المستثمرين من تأثير أسعار الفائدة وتحركات النفط وتوقعات نتائج الشركات للربع الرابع، ما يقيد قدرة السوق على تحديد اتجاه واضح خلال الفترة المقبلة.

Advertisements

المؤشر العام يستهل التداولات متذبذباً

افتتح مؤشر تاسي التعاملات على ارتفاع طفيف قبل أن يعود إلى المنطقة الحمراء، مسجلاً هبوطاً بنسبة 0.3%، وبقي دون مستوى 10500 نقطة، متأثراً بضغط أسهم القيادية مثل أرامكو وسابك وأكوا باور والراجحي.

السيولة.. العامل الحاسم لتحرك السوق

يرى غسان الذكير، الرئيس التنفيذي لشركة معيار المالية، أن السوق السعودية لا يزال ضمن اتجاه هابط، متوقعاً اختبار المؤشر لمستوى 10000 نقطة كمنطقة دعم رئيسية، مع استبعاد كسره هبوطاً.

وأكد الذكير أن تعزيز السيولة يبقى المفتاح الأساسي لتحويل السوق إلى مسار أكثر قوة، خصوصاً عبر فتح السوق أمام المستثمرين الأجانب وزيادة وزن السعودية على مؤشر MSCI.

وأوضح أن خفض أسعار الفائدة لم يدعم السوق فعلياً بسبب شح السيولة في البنوك، حيث يفضل المستثمرون العوائد المصرفية الآمنة على المخاطرة بالأسهم.

كما أن الاكتتابات الأولية الأخيرة سحبت جزءاً من السيولة، فيما يظل ارتباط السوق بأسعار النفط عاملاً مؤثراً على التحركات.

أسعار الفائدة والنفط تحت المراقبة

من جانبه، يشير إكرامي عبد الله، كبير المحللين في صحيفة الاقتصادية، إلى أن معدل فائدة سايبور بين البنوك السعودية يضغط على السوق رغم خفض الأسعار، إذ ارتفع المؤشر فوق 5%، ما يزيد تكاليف الشركات ويجعل الأصول البديلة أكثر جاذبية.

أما أسعار النفط، رغم ارتفاعها قرب 60 دولاراً للبرميل، فهي غير كافية لتحفيز السوق، ما دفع المستثمرين إلى التحرك بحذر وانتقاء الأسهم بعناية، خصوصاً في القطاعات المرتبطة بالاقتصاد المحلي مثل الاتصالات وتقنية المعلومات والرعاية الصحية والبنوك.

مشاركة المؤسسات محدودة

أكدت المحللة المالية ماري سالم أن ارتفاع الأسهم في جلسة الأمس لم يترجم إلى قوة حقيقية بسبب ضعف السيولة ومحدودية مشاركة المؤسسات والصناديق، ما أبقى السوق في نطاقه المعتاد دون قدرة على كسر المسار العرضي، وحذرت من أن استمرار جني الأرباح قد يحد من أي ارتداد صاعد.

المطاحن العربية.. مثال على التوزيعات الإيجابية

ارتفع سهم المطاحن العربية بنسبة 0.3% بعد إعلان الشركة عن توزيع أرباح بقيمة 51.3 مليون ريال لعام 2025، وسداد دفعة طوعية بقيمة 50 مليون ريال من اتفاقية مرابحة مع البنك السعودي الأول.

وأشار عبد الله إلى أن هذه الإجراءات تعكس تعزيز القوة المالية للشركة وخفض تكاليف التمويل، وتساهم في استدامة الأداء، خاصة مع خطط الشركة لزيادة الطاقة الإنتاجية للدقيق والأعلاف، مما يجعلها نموذجاً للاستقرار المالي وسط بيئة سوقية متقلبة.

أخبار متعلقة :