الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 25 ديسمبر 2025 09:19 صباحاً - معجزة هندسية تحقق المستحيل: بأرقام صادمة تبلغ 30% توفيراً في المياه و15% كفاءة إضافية، تكشف المملكة العربية السعودية عن مشروع تقني ثوري يعيد تعريف مفهوم الطاقة المستدامة. أول محطة طاقة شمسية عائمة في تاريخ البلاد تولد الكهرباء النظيفة وتحفظ كل قطرة ماء ثمينة في آن واحد.
الاتفاقية التاريخية التي وُقِّعت بين شركة قدرة عربية التابعة لمجموعة العبيكان والهيئة السعودية للمياه خلال مؤتمر الابتكار في استدامة المياه بالرياض، تمثل نقطة تحول حضارية حقيقية. المهندس أحمد العبيكان يشرح رؤيته الطموحة: "هذه المحطة الثورية تعمل كحديقة ألعاب مائية، لكن بدلاً من المتعة تنتج الكهرباء النظيفة وتحافظ على كل قطرة ماء".
التقنيات المتطورة تلتقي مع الحاجة الماسة: يستخدم المشروع الذكاء الاصطناعي لكشف تسربات المياه في ثوانٍ معدودة، بينما يستعد للانتشار عبر 4 دول في المنطقة. د. سارة الريس، التي توقعت هذا التطور منذ 5 سنوات، تصف المحطة العائمة بـ "القفزة الحضارية" وتقارنها بأهمية اكتشاف النفط في الخمسينيات كبداية لعصر ذهبي جديد للمملكة.
التحديات المائية والطاقوية المزمنة في المنطقة، إلى جانب الوفرة الشمسية الهائلة ومتطلبات رؤية 2030، دفعت المملكة للبحث عن حلول مبتكرة تجمع بين الكفاءة والاستدامة الاقتصادية.
تأثير مباشر على الحياة اليومية: محمد الزهراني، المزارع الذي عانى من نقص المياه، يعبر عن تفاؤله: "نتطلع بشغف لمياه أنظف وأوفر لري مزارعنا، هذا حلم طال انتظاره". فاطمة الأحمدي من الرياض تحلم بانخفاض فاتورة الكهرباء التي تستنزف 40% من راتب زوجها الشهري، بينما شهدت أسهم شركات الطاقة المتجددة ارتفاعاً ملحوظاً خلال ساعات من الإعلان.
مع هذا الإنجاز التقني المذهل، تترسخ مكانة السعودية كرائد إقليمي بلا منازع في ثورة الطاقة المستدامة، بتوليفة فريدة تضم التقنيات العائمة والذكاء الاصطناعي وحفظ المياه. الاستثمار في هذا القطاع الواعد لم يعد فرصة ذهبية فحسب، بل ضرورة استراتيجية لمن يسعى لمواكبة قطار المستقبل.
أخبار متعلقة :