الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 25 ديسمبر 2025 07:19 مساءً - قفزة مالية جنونية بنسبة 2500% حولت حلم لقاء الأهل إلى كابوس مالي مدمر. ثمانية آلاف ريال سعودي - هكذا أصبحت فاتورة العواطف الإنسانية في المملكة بعدما فجرت السلطات قنبلة مالية حقيقية برفع رسوم التأشيرات العائلية من 300 ريال إلى مبلغ خيالي يضاهي راتباً شهرياً كاملاً، ضمن تطبيق مبادرات رؤية 2030.
الضربة المالية الساحقة تركت ملايين المقيمين في مواجهة معادلة مستحيلة: إما القطيعة الأبدية مع الأحباب، أو الدخول في دوامة ديون قاتلة. المأساة تتجسد في كلمات أحمد المصري، الذي يقيم بالرياض منذ ثماني سنوات، حين عبر عن يأسه قائلاً إنه لم يشاهد والديه منذ عامين بسبب كورونا، والآن بات الأمر مستحيلاً تماماً مع راتبه الذي بالكاد يكفي معيشته.
الكارثة الاجتماعية تمتد لتشمل شرائح واسعة من العمالة الوافدة، حيث تواجه فاطمة الفلبينية، العاملة في الخدمة المنزلية بجدة، واقعاً مريراً يحرمها من استقدام ابنتها صيفياً كما اعتادت. ثلاثة آلاف ريال لستة أشهر تعني العمل شهرين كاملين بلا مقابل - هكذا وصفت معاناتها مع الرسوم الجديدة.
تحذيرات خبراء الاقتصاد تصل حد الجرس الأحمر، حيث يتوقع الدكتور محمد الاقتصادي، المتخصص في شؤون الهجرة، أن هذه الزيادة الجنونية ستعيد رسم خريطة الإقامة الخليجية بالكامل، محذراً من احتمالية شهود هجرة عكسية للعمالة الماهرة.
الآثار المباشرة لهذا الزلزال المالي تتمثل في:
- إلغاء فوري وصادم لخطط اللقاءات المرتقبة
- بحث محموم عن القروض والتسهيلات المالية
- تصاعد المعاناة النفسية جراء الانفصال القسري
- تقليص جذري في النفقات الأساسية سعياً للتوفير
مع تفعيل النظام المطور عبر منصة الخارجية الإلكترونية، يطرح سؤال محوري: هل ستصبح زيارة الأقارب حكراً على النخبة المالية فقط؟ وكم من الأسر ستجد نفسها محاصرة بين خيارين أحلاهما مر: القطيعة الدائمة أو الانهيار المالي التام؟
أخبار متعلقة :