الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 25 ديسمبر 2025 10:03 مساءً - أعلنت المملكة العربية السعودية تنفيذ خطوة بيئية لافتة بإطلاق 61 كائنًا فطريًا في محمية الملك خالد الملكية، وذلك في إطار برامج إعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض داخل موائلها الطبيعية. ويأتي هذا التحرك بالتعاون بين هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بما يعكس التزام الدولة بحماية البيئة وتعزيز استدامتها، وتأكيد الدور الحيوي الذي تلعبه محمية الملك خالد الملكية في صون التنوع الأحيائي.
تنفيذ متكامل لحماية الحياة الفطرية
يمثل إطلاق الكائنات الفطرية في محمية الملك خالد الملكية نموذجًا للتكامل المؤسسي بين الجهات الوطنية المعنية بالبيئة. وأوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن هذه الخطوة تأتي ضمن برامج علمية مدروسة تهدف إلى إعادة التوازن البيئي، وضمان استقرار الأنواع الفطرية في بيئاتها الأصلية، مع توفير ظروف طبيعية تساعدها على التكيف والنمو.
تصريحات رسمية تؤكد البعد الاستراتيجي
أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان أن إطلاق هذه الكائنات في محمية الملك خالد الملكية يندرج ضمن المبادرات الرئيسة المرتبطة بمبادرة السعودية الخضراء. وأشار إلى أن هذه الجهود تستهدف الحفاظ على الأنظمة البيئية، ودعم التنوع الأحيائي، وبناء بيئة طبيعية آمنة تضمن استدامة الحياة الفطرية على المدى الطويل.
امتداد لبرامج الإكثار وإعادة التوطين
أوضح قربان أن هذه الخطوة تمثل امتدادًا لسلسلة من عمليات الإطلاق التي نفذها المركز في عدد من المحميات الطبيعية داخل المملكة. وتأتي هذه البرامج في إطار تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة وبناء بيئة جاذبة ومستدامة، مع التركيز على إعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض وفق أعلى المعايير العالمية.
تقنيات حديثة لضمان النجاح والاستدامة
يعتمد برنامج الإطلاق في محمية الملك خالد الملكية على أحدث الممارسات العلمية والتقنية، حيث يتم تنفيذ عمليات الإكثار وإعادة التوطين داخل مراكز متخصصة تعد من بين الأفضل عالميًا. كما يجري المركز أبحاثًا ميدانية لرصد التنوع الأحيائي، واستخدام تقنيات التتبع وجمع البيانات لفهم التحديات والمخاطر التي تواجه الكائنات الفطرية، بما يضمن نجاح البرامج واستدامة نتائجها.
دور هيئة تطوير المحمية في استعادة الموائل
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية الدكتور طلال بن عبدالله الحريقي أن إطلاق الكائنات الفطرية في محمية الملك خالد الملكية يعكس التزام الهيئة بتعزيز التنوع الأحيائي واستعادة الموائل الطبيعية. وأوضح أن هذه الجهود تسهم في توفير بيئة آمنة تدعم استقرار الكائنات الفطرية وتسهّل تكيفها داخل نطاق المحمية.
انسجام مع الإستراتيجية الوطنية ورؤية 2030
أشار الحريقي إلى أن هذه المبادرات تتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للحفاظ على البيئة، وتدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين جودة الحياة. كما أكد أن التعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل المؤسسي في تنفيذ برامج إعادة التوطين وفق أفضل الممارسات العالمية.
آفاق مستقبلية لحماية البيئة السعودية
تعكس هذه الخطوة أهمية محمية الملك خالد الملكية كأحد المحاور الرئيسة لحماية الحياة الفطرية في المملكة. ومن المنتظر أن تتواصل برامج الإطلاق والرصد البيئي خلال الفترة المقبلة، بما يعزز مكانة السعودية في مجال الحفاظ على التنوع الأحيائي ويؤكد التزامها بحماية البيئة للأجيال القادمة.
أخبار متعلقة :