الرياض - ياسر الجرجورة في الاثنين 29 ديسمبر 2025 09:16 مساءً - 8000 ريال سعودي - هذا المبلغ الصادم بات ثمن رؤية الوالدين لعام كامل في السعودية، بعد قرار حكومي رفع رسوم التأشيرات العائلية بنسبة 2500% عن النظام السابق، محولاً ما كان يكلف 300 ريال إلى مبلغ يوازي راتب شهر كامل للموظف العادي.
هذا التحول الجذري في سياسة الرسوم، الذي جاء ضمن توجهات رؤية السعودية 2030 لتطوير الإيرادات الحكومية، ألقى بظلاله الثقيلة على ملايين المقيمين الذين باتوا يواجهون خياراً مؤلماً بين الفراق القسري والإنهاك المالي.
أحمد المصري، الذي يقيم في الرياض منذ ثمانية أعوام، يعبر عن مرارة الواقع الجديد بقوله: "لم أرى والديّ منذ عامين بسبب كورونا، والآن مع هذه الرسوم الجديدة، أصبح الأمر مستحيلاً تماماً. كيف أدفع 8000 ريال وراتبي بالكاد يكفي معيشتي؟"
الدكتور محمد الاقتصادي، خبير شؤون الهجرة، يحذر من التداعيات بقوله: "هذه الزيادة الجنونية ستغير خريطة الإقامة في الخليج بشكل جذري، وقد نشهد هجرة عكسية للعمالة الماهرة."
المأساة تتجلى بوضوح في قصة فاطمة الفلبينية، العاملة في جدة، التي تقول بحرقة: "كنت أستقدم ابنتي كل صيف لتقضي الإجازة معي، الآن مستحيل. 3000 ريال للستة أشهر تعني أن أعمل شهرين كاملين مجاناً."
النظام الجديد، رغم تطبيقه عبر منصة وزارة الخارجية الإلكترونية المحدثة، يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل التركيبة الاجتماعية للعائلات المقيمة في المملكة. التأثيرات المباشرة باتت واضحة:
- إلغاء فوري لآلاف خطط الزيارات العائلية المرتقبة
- بحث يائس عن مصادر تمويل وتسهيلات ائتمانية
- ضغوط نفسية متصاعدة بسبب استمرار الفراق العائلي
- تقشف حاد في المصروفات الأساسية للتوفير
المقارنة مفجعة: ما كان بمثابة كوب ماء أصبح بثمن تذكرة طيران، والسؤال المؤرق الذي يواجه الملايين اليوم: هل ستتحول زيارة الأهل إلى امتياز مقصور على الأثرياء؟ وكم عائلة ستضطر للاختيار بين الفراق الأبدي والإفلاس المحتم؟
أخبار متعلقة :