بعد أحداث اليمن.. السعودية تحذّر من تحركات على حدودها الجنوبية وتصف أمنها بـ«الخط الأحمر»

الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 10:33 صباحاً - في لحظة سياسية حساسة تمر بها المنطقة، خرج بيان سعودي بنبرة مختلفة، أثار تساؤلات واسعة حول ما يجري على الحدود الجنوبية للمملكة، لماذا اختارت الرياض هذا التوقيت؟ وما الذي يعنيه هذا التحذير الصريح لأمن المنطقة واليمن تحديدًا؟

Advertisements

ماذا أعلنت ؟

أعلنت وزارة الخارجية في بيان رسمي اليوم أن المملكة تعرب عن أسفها للتحركات الإماراتية على الحدود الجنوبية، مؤكدة أن أي تهديد لأمنها الوطني يُعد “خطًا أحمر” لن تتردد في مواجهته بكل الإجراءات اللازمة.

وأوضح البيان أن الموقف يأتي إلحاقًا ببيان سابق صدر بتاريخ 25 ديسمبر 2025، بشأن الجهود التي بذلتها المملكة بالتعاون مع دولة لإنهاء خطوات تصعيدية قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة.

وأشار البيان إلى تحركات لسفن محمّلة بالأسلحة والعربات الثقيلة من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا دون الحصول على تصاريح رسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، معتبرًا ذلك تطورًا بالغ الخطورة، كما أعربت المملكة عن أسفها لما وصفته بالضغط الإماراتي على قوات المجلس الانتقالي للقيام بعمليات عسكرية قرب حدودها الجنوبية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني السعودي، ولأمن واستقرار اليمن والمنطقة.

وشددت الخارجية السعودية على أن هذه الخطوات لا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا تخدم هدف تحقيق الأمن والاستقرار.

لماذا حدث ذلك؟

بعيدًا عن لغة البيانات، يحمل هذا الموقف السعودي رسائل واضحة:

  • أولها أن الحدود الجنوبية للمملكة خط أحمر لا يقبل أي اختبارات أو تحركات غير منسقة.

  • ثانيها أن أمن اليمن واستقراره لا يمكن أن يتحقق عبر فرض وقائع عسكرية، بل من خلال المسار السياسي والحوار الشامل.

  • وثالثها أن أي دعم عسكري أو مالي لأطراف داخل اليمن خارج إطار الشرعية والتحالف قد يفتح الباب أمام تصعيد أوسع لا يخدم أحدًا.

كما أكدت المملكة دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وحكومته، مجددة موقفها بأن القضية الجنوبية قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، وأن حلها لا يكون إلا عبر طاولة الحوار ضمن حل سياسي شامل تشارك فيه جميع الأطراف، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي.

خلاصة المشهد

في ختام بيانها، دعت المملكة إلى تغليب الحكمة ومبادئ الأخوة وحسن الجوار، مطالبةً بخروج القوات العسكرية الإماراتية من اليمن خلال 24 ساعة، ووقف أي دعم عسكري أو مالي داخل البلاد، ويبقى السؤال الأهم: هل تتجه الأطراف إلى تهدئة تعيد البوصلة نحو الحل السياسي، أم أن المنطقة على أعتاب مرحلة أكثر توترًا؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

أخبار متعلقة :