الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 31 ديسمبر 2025 09:33 مساءً - اقترب مؤشر السوق السعودية "تداول" من إنهاء عام 2025 بأضعف أداء له منذ عشر سنوات، بعدما خسر نحو 13.75% منذ يناير، في خطوة أعادت النقاش حول مدى اعتماد الاقتصاد على النفط وسط محاولات التنويع المتواصلة.
تراجع مؤشرات الطاقة والبنوك
في ختام تداولات 30 ديسمبر 2025، سجل مؤشر السوق الرئيسية "تاسي" 10,381.5 نقطة، منخفضًا من 12,036.5 نقطة نهاية ديسمبر 2025.
وهبطت القيمة السوقية من 10.2 تريليون ريال إلى 8.7 تريليون ريال، في حين تراجع عدد الصفقات إلى 110.9 مليون صفقة بقيمة أسهم متداولة بلغت 1.2 تريليون ريال.
كان أداء القطاعات متفاوتًا: قطاع الطاقة تراجع 11.68%، البنوك 1.38%، المواد الأساسية 9.36%، في حين سجل قطاع الاتصالات نموًا بنسبة 8.26%.
القطاع الأكثر تأثرًا كان المرافق العامة بتراجع حاد بلغ 45.56%.
النفط.. المؤثر الأكبر
يؤكد الدكتور ياسين غلام، أستاذ الاقتصاد المشارك ومدير الأبحاث بجامعة اليمامة بالرياض، أن النفط كان المحرك الرئيسي لتراجع السوق.
وهبط خام برنت من 73 دولارًا في بداية العام إلى 62 دولارًا في العقود الآجلة، مما أثّر على الإنفاق وأداء شركات الطاقة، خصوصًا أن القطاع يمثل 66.8% من إجمالي القيمة السوقية لتداول، وعلى رأسها أرامكو السعودية التي فقدت 15.8% من قيمتها.
توجه السيولة وأداء الشركات
مع انخفاض أسهم الطاقة، تحرك المستثمرون نحو أدوات الدخل الثابت مثل الصكوك والسندات، حيث ارتفع إجمالي إصدار السندات في المنطقة بنسبة 20% إلى 125.9 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأولى من 2025.
من جهة أخرى، أظهرت شركات أخرى أداءً إيجابيًا، مثل معادن (+20.9%) والبنك الأهلي السعودي (+13.9%).
مقارنة إقليمية وفرص 2026
تباين أداء السوق السعودية مع الأسواق الإماراتية، إذ ارتفع مؤشر دبي 16.6% وأبوظبي 5.8% منذ بداية العام.
ويرى محللون أن 2026 سيشهد حذرًا نسبيًا تجاه الأسهم السعودية، مع توقعات بنمو محتمل بين 4% و6% إذا تحسنت العوامل المحلية، مع استمرار دعم قطاعات الطاقة المتجددة والتقنيات المالية وفق رؤية 2030.
كما تشير التوقعات إلى نشاط طروحات محتمل في دول الخليج، مع شركات مثل طيران الاتحاد ومجمع دبي للاستثمار وTabby وRed Sea Global، ما قد يعيد بعض الحيوية إلى الأسواق ويمنح المستثمرين فرصًا جديدة للترقب والمراقبة خلال الأشهر القادمة.