حال الرياضة

كونسيساو وإنزاجي على خطى فينجر.. مورينيو.. وفيتوريا

كونسيساو وإنزاجي على خطى فينجر.. مورينيو.. وفيتوريا

دبي - هبه الوهالي - أعاد مشهد «اللا مصافحة» بين البرتغالي سيرجيو كونسيساو، مدرب فريق الاتحاد الأول لكرة القدم، والإيطالي سيموني إنزاجي، نظيره في الهلال، بعد انتصار القطب العاصمي 2ـ0 في كلاسيكو الجولة السادسة من دوري روشن السعودي، الجمعة في جدة، ذكريات حالات مشابهة بين عمالقة التدريب، حين يتحول الأمر إلى رمز للكرامة أو الانتقام.
كونسيساو، مدرب الاتحاد، لم يتردد في تفسير السبب: «ربما يعود الأمر إلى آخر مواجهاتنا في ديربيات ميلانو، حيث كنت دائمًا الأقوى»، لكنه سرعان ما أضاف لمسة من الدبلوماسية: «لا شيء بيننا حقًا، وسنلتقي مرة أخرى قريبًا».
وقبل حادثة كونسيساو وإنزاجي، كان عالم المستطيل الأخضر مسرحًا لحالات شبيهة، أشهرها بين البرتغالي جوزيه مورينيو، والفرنسي أرسين فينجر، فعلاقتهما كانت فاترة إلى أبعد الحدود، وتدافعا أمام أعين المشجعين والمتابعين في مباراة بين تشيلسي وأرسنال في أكتوبر 2014.
وفي العام التالي، وبعد فوز أرسنال على تشيلسي في مواجهة درع المجتمع الإنجليزي، صافح مورينيو جميع لاعبي أرسنال بعد استلامهم الكأس، إلى أن مرّ فينجر بجانبه، لكن الأخير رفض مصافحة المدرب البرتغالي، فسُئل رئيس رابطة الدوري الإنجليزي حينها عن الحادثة، إلا أنّه رفض انتقادها، عادًا إياها تصرفًا فرديًا، وأن المهم هو التركيز على التنافسية بين المدربين واللاعبين على أرض الملعب، واصطفاف اللاعبين لمصافحة بعضهم بعضًا احترامًا قبل المباريات.
فينجر نفسه لم يكن بريئًا من هذه الدراما، في نوفمبر 2006، انتصر وست هام على أرسنال بهدف في الدقائق الأخيرة. توجه ألان باردو، مدرب «الصقور»، لمصافحة فينجر، لكن الأخير وقف جامدًا، يداه مشبوكتان كالقلعة الحصينة، وأطلق كلمات لاذعة تجاه باردو. الأخير، تجاهل الإهانة وصافح طاقم أرسنال.
في موسم 2014ـ2015، ودع تشيلسي كأس الاتحاد مبكرًا بخسارة مفاجئة أمام برادفورد في الدور الثاني. حافظ مورينيو على هدوئه، وفي الدقيقة 86، مد يده لفيل باركنسون، مدرب الفريق المنافس، الذي رفض قائلًا: «التركيز على الملعب أولًا، خاصة أمام تشيلسي».
وكان البرتغالي روي فيتوريا، مدرب فريق النصر السابق، أحد أطرف «عدم المصافحة»، خلال محطته مع سبارتاك موسكو الروسي عام 2021، إذ حقق فيتوريا نتائج جيدة في الدوري الأوروبي، وهزم نابولي مرتيْن، لكن عدسات الكاميرا أظهرت لوتشيانو سباليتي، مدرب النادي الإيطالي، يرفض مصافحته بعد الإياب في موسكو.
وعن الحادثة، قال سباليتي إن فيتوريا لم يصافحه قبل المباراة، وإن على المدرب المضيف مصافحة المدرب الضيف قبل المباريات، وليس فقط بعد نهاية مباراة فاز بها.. في هذا الحديث، قاعدة غير مكتوبة تحولت إلى درس في الآداب الرياضية.
ومن ناحيته، كان الإسباني بيب جوارديولا أحد أطرف نزاعات المصافحات في حادثتيْن مضادتيْن، الأولى عام 2014 عندما كان مدربًا لبايرن ميونيخ، إذ رفض مصافحة كاليب بورتر، مدرب نجوم الدوري الأمريكي، بعد مباراة تجريبية في نوع من الاعتراض على التدخلات العنيفة من اللاعبين الأمريكيين، ما أدى لإصابة باستيان شفاينشتايجر، والثانية مع مانشستر سيتي عام 2019، حين مدّ يده لمصافحة ماوريتسيو ساري، مدرب تشيلسي، لكن الأخير رفض الأمر، ولعل سبب الرفض هو خسارة تشيلسي للمباراة بسداسية دون رد.
وفي أكتوبر 2021، أراد يورجن كلوب، مدرب ليفربول السابق، مصافحة دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، بعد فوز «الردز» بنتيجة 3ـ2 في مباراة نارية على ملعب «ميتروبوليتانو» في مدريد، لكن الأخير تجاهل الأمر وركض سريعًا نحو الممر المؤدي إلى غرف تبديل الملابس. وسلطت الوسائل الإعلامية الكثير من الأضواء على هذه الحادثة، إلا أن سيميوني قلل من شأنها، عادًا أنّه عادة لا يصافح المدربين بعد المباريات، فيما قال كلوب: «أنا أردت المصافحة وهو أراد الهرب».
وحتى في كأس العالم، لا تُستثنى الدراما، في 2010، ودع المنتخب الفرنسي النهائيات بخسارة أمام جنوب أفريقيا. رفض ريمون دومينيك مصافحة كارلوس ألبرتو بيريرا، وصمت عن السبب. قال بيريرا: «مساعدوه قالوا إنني أهنت لاعبهم سابقًا، لكنني لا أتذكر». خيبة وغموض في أكبر المسارح.
في 2022، تصافح توماس توخل وأنطونيو كونتي بعد مباراة تشيلسي وتوتنام، لكن توخل أمسك اليد وطالب النظر في العيون. ثار كونتي، وتحول السلام إلى مشادة، تذكير بأن حتى اليد الممدودة قد تكون قنبلة موقوتة.


Advertisements

قد تقرأ أيضا