دبي - هبه الوهالي - يعد «كلاسيكو» فريق النصر الأول لكرة القدم مع ضيفه الاتحاد، في ثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، مسرحًا للمواجهة المباشرة رقم 20 بين البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب القطب العاصمي، ومواطنه سيرجيو كونسيساو، نظيره في النادي الجداوي، بعد صولات وجولات بينهما في تحديات صاخبة سابقة، جميعها على الأراضي البرتغالية، لا سيما قمة بورتو وسبورتينج، وأيضًا بورتو وبنفيكا.
وتمثّل المواجهة رقم 20 بين هذا الثنائي فرصة لتوجيه أحدهما ضربة مؤلمة جديدة إلى الآخر، كونها مواجهة إقصائية، إذ نجح جيسوس في إقصاء كونسيساو من مسابقات الكؤوس المحلية البرتغالية في مناسبتيْن، كلاهما في موسم 2017ـ2018، الأولى في كأس الدوري البرتغالي والأخرى في كأس البرتغال، فيما نجح كونسيساو في إقصاء جيسوس من كأس البرتغال مرتيْن، في موسميْ 2014ـ2015 و2021ـ2022، كما كان صاحب الغلبة في مواجهة كأس السوبر في ديسمبر 2020.
والتقى المدربان وجهًا لوجه للمرة الأولى بتاريخ 24 مارس 2012، بعد أشهر قليلة من بداية مسيرة كونسيساو التدريبية، مع أوليانينزي البرتغالي، الذي كان سابعًا في ترتيب الدوري عندما استضاف جيسوس وفريقه بنفيكا. وكان بنفيكا حينها في خضم منافسة شرسة على اللقب، إذ كان ثانيًا في الترتيب بفارق نقطة خلف بورتو، وبفارق الأهداف أمام براجا.
ونجح كونسيساو في فرض التعادل السلبي على جيسوس في هذه المواجهة، والنتيجة أدّت إلى تراجع بنفيكا إلى المركز الثالث قبل 6 جولات من نهاية الموسم، ولعبت دورًا في خسارة جيسوس اللقب، إذ اكتفى عند نهاية المطاف بالمركز الثاني، بفارق 6 نقاط خلف بورتو.
وحقق جيسوس بعد ذلك 4 انتصارات متتالية مع بنفيكا على كونسيساو، عبر انتصاريْن على أوليانينزي، وآخريْن على أكاديميكا كويمبرا، أي الفريق الثاني في مشوار كونسيساو التدريبي. ونجح لاعبو جيسوس في تسجيل 10 أهداف في هذه المواجهات الـ 4، فيما لم يسجل لاعبو كونسيساو سوى هدف وحيد.
وانتقل كونسيساو إلى تدريب نادي براجا صيف عام 2014، ليسجل محصلة إيجابية أمام جيسوس، إذ واجهه 3 مرات مدربًا لبراجا، وحقق انتصاريْن أحدهما في الدوري، والآخر في ثمن نهائي كأس البرتغال، عندما تكفّل بإقصاء جيسوس وبنفيكا في عقر دار الأخير، أي في ملعب «دا لوز» في لشبونة، فيما حسم جيسوس المواجهة الثالثة، بهدفين نظيفين دوريًّا.
وتجددت المواجهات المباشرة بين المدربين في موسم 2015ـ2016، لكن تحت شعارين آخرين، إذ انتقل جيسوس لقيادة سبورتينج لشبونة، فيما بدأ كونسيساو محطته التدريبية الرابعة مع نادي فيتوريا جيمارايش. والتقى المدربان في مناسبتين، كلاهما على مستوى الدوري في هذا الموسم، إذ حقق جيسوس فوزه الأعرض على كونسيساو في الأولى، وفاز بنتيجة 5ـ1، فيما انتهت المواجهة الثانية بالتعادل السلبي.
وأمضى كونسيساو النصف الثاني من موسم 2016ـ2017 في فرنسا، مع نادي نانت، قبل أن يعود إلى البرتغال صيف عام 2017، من بوابة بورتو، فواجه جيسوس في قمة بورتو وسبورتينج التقليدية 5 مرات بين عامي 2017 و2018، وانتهت الأولى على نتيجة التعادل السلبي أيضًا في الدوري البرتغالي.
واحتدم الصراع بين جيسوس وكونسيساو بعد ذلك، إذ نجح مدرب النصر الحالي في إقصاء كونسيساو وبورتو من نصف نهائي كأس الدوري البرتغالي، بتاريخ 24 يناير 2018، بعد فوز سبورتينج بركلات الترجيح، وقائمة كونسيساو ضمت حينها أسماءً لعبت لاحقًا في الدوري السعودي، مثل موسى ماريجا ودانيلو بيريرا وأليكس تيليس، إضافة إلى فينسنت أبو بكر الذي أهدر ركلة بورتو الترجيحية ما قبل الأخيرة.
وبعد قرابة 3 أشهر، أطاح جيسوس بكونسيساو من مسابقة أخرى، إذ خسر ذهاب نصف نهائي كأس البرتغال بهدف، ثم فاز إيابًا بهدف، فاتجه الحسم نحو ركلات الترجيح التي ابتسمت مجددًا لجيسوس وسبورتينج، لكن الابتسامة دوريًّا كانت لكونسيساو، الذي فاز على جيسوس بنتيجة 2ـ1 في مباراة حاسمة لحساب الجولة 25، تمهيدًا لفوزه مع بورتو بلقب الدوري البرتغالي عن موسم 2017ـ2018، الذي كان اللقب الأول في مشواره التدريبي.
وغادر جيسوس البرتغال لتدريب الهلال وفلامنجو بعد ذلك، قبل أن يعود إلى بنفيكا صيف عام 2020، ليواجه كونسيساو 4 مرات في الكلاسيكو البرتغالي بين بنفيكا وبورتو، لكن جيسوس لم يعرف طعم الفوز في هذه المواجهات، بدءًا من خسارته مواجهة كأس السوبر البرتغالي أواخر عام 2020 بهدفيْن دون رد.
وعلى مستوى الدوري في موسم 2020ـ2021، انتهت مواجهة بورتو وبنفيكا ذهابًا على نتيجة التعادل 1ـ1، قبل أن تتكرر النتيجة نفسها إيابًا، وصولًا إلى المواجهة الأخيرة بين جيسوس وكونسيساو في ديسمبر 2021، التي شهدت أعرض انتصارات كونسيساو على جيسوس، إذ فاز بورتو 3ـ0 في ثمن نهائي كأس البرتغال، في نتيجة أسهمت بقرار انتهاء العلاقة بين بنفيكا وجيسوس.
يذكر أن جيسوس هو أكثر مدرب واجهه كونسيساو في مسيرته التدريبية التي بدأت عام 2012، فيما سيصبح كونسيساو، بعد قمة الاتحاد والنصر، خامس أكثر مدرب واجهه جيسوس في مسيرته الطويلة، التي بدأت عام 1990.
