دبي - هبه الوهالي - نظَّمت قطر، مساء الإثنين، حفلًا افتتاحيًّا لبطولة كأس العرب 2025، حمل بصمةً عربيةً جليةً، ورؤيةً فنيةً، اعتمدت على سرد قصةٍ رمزيةٍ عن الوحدة والأمل و«البيت العربي الكبير».
وجرى الحفل داخل البيت المونديالي في الخور، وسط حضورٍ جماهيري كبيرٍ، وبوجود وفودٍ رسميةٍ ورياضيةٍ من مختلف الدول المشاركة، في أجواءٍ، امتزج فيها الطابع التراثي بالعرض البصري الحديث عبر استخدام تقنيات الإبهار الضوئي، والطائرات المسيَّرة «الدرون»، والمؤثِّرات التي ملأت أرجاء الملعب.
وانطلقت فقرات الحفل بقصةٍ تمهيديةٍ، حملت عنوان «حيث انطلقت الحكاية»، جاءت على شكل لوحةٍ دراميةٍ، تستعيد اجتماع القبائل العربية قديمًا لبناء صرحٍ واحدٍ، يتحول مع الزمن إلى منارةٍ للعلم والحضارة، وتدرَّجت الرسائل البصرية لتطرح سؤالًا رمزيًّا حول قدرة الشعوب العربية على الحفاظ على هذا الإرث المشترك وتجديده.
وتضمَّن العرض فصولًا متتابعةً، ركزت على مفاهيم «الاتحاد والنهضة»، و«فتنة الغريب»، و«بصيص أمل»، في إطار رحلةٍ، تستعيد الماضي، وتستشرف المستقبل، وصولًا إلى مشهدٍ ختامي، حمل دعوةً للتقارب وتعزيز الروابط بين الشعوب من المحيط إلى الخليج.
ورافقت العروض لوحاتٌ موسيقيةٌ حيةٌ من «أوركسترا قطر الفلهارمونية»، إضافةً إلى أعمالٍ موسيقيةٍ جديدةٍ، قُدِّمت بشكلٍ خاصٍّ للحفل، من بينها أغنية الافتتاح التي حملت توقيع الفنان رشيد عساف، والموسيقار محمد القحوم، مع ظهورٍ بصري للرسالة الموسيقية التي عرفتها اللجنة المنظِّمة بأنها «ذكرى مستمرةٌ، تتجاوز لحظة العرض».
كما قدَّمت مجموعةٌ من المتطوعين من مختلف الدول العربية نسخةً معاصرةً من النشيد الوطني العربي الذي أصبح تقليدًا ثابتًا خلال بطولات كأس العرب، في مشهدٍ، جمع أعلام الدول العربية ضمن منصةٍ واحدةٍ، تأكيدًا على الهوية المشتركة، والتنوع الثقافي.
وشملت الفقرات استخدام الطائرات دون طيارٍ لصناعة أشكالٍ مضيئةٍ في سماء الملعب، إضافةً إلى ألعابٍ ناريةٍ متزامنةٍ، أحاطت بالمنشأة في لحظة الإعلان الرسمي عن انطلاق النسخة الجديدة للبطولة.
وذكرت اللجنة المنظِّمة أن الحفل «يستعيد روح اللقاء العربي، ويعيد التأكيد على أن الرياضة تظل مساحةً جامعةً، تتجاوز الحدود، وتحتفي بالإنسان قبل المنافسة»، مضيفةً أن الرسائل الفنية «تعكس قيم الحوار، والاستمرارية، والعمل المشترك».
وبعد نهاية العروض، انطلقت مباراة قطر وفلسطين، التي تلت اللقاء الأول بين سوريا وتونس.
