جورجينيو.. يداعب أحلام الطفولة في نهائي تاريخي

دبي - هبه الوهالي - يخطط النجم الإيطالي جورجينيو لاعب خط وسط فريق فلامينجو الأول لكرة القدم لأن يصبح اللاعب الحادي عشر من خارج أمريكا الجنوبية يتوج بلقب كأس ليبرتادوريس، عندما يصطدم فجر الأحد، ببالميراس في مواجهة برازيلية خالصة تتكرر للمرة السابعة، ستمنح الفائز مقعدًا في كأس القارات للأندية بقطر، إضافة إلى بطاقة للمشاركة بالنسخة الثانية من مونديال الأندية 2029.
وقد يصبح جورجينيو «31 عامًا» الذي يخوض تجربته الأولى في الملاعب البرازيلية بعد 15 عامًا من بداية رحلته الأوروبية، أيضًا ثالث إيطالي يتوج باللقب إلى جانب أومبرتو ماسكيو «1967» ودانتي ميركولى «1972» مع راسينج وإنديبندينتى الأرجنتينيين. وعلى الرغم من وجود لاعبين آخرين في فلامينجو وبالميراس يحملون جنسيات أوروبية إلا أنهم جميعهم يمثلون منتخبات في أمريكا الجنوبية وبالتالي فقدوا فرصة الحصول على هذ الامتياز.
قضى جورجينيو طفولته الأولى في مسقط رأسه بمدينة إيمبيتوبا بولاية سانتا كاتارينا البرازيلية، قبل أن ينتقل إلى إيطاليا التي يحمل جده جنسيتها، لينضم إلى فريق هيلاس فيرونا تحت 18 عامًا، ثم الفريق الأول 2010 وحتى 2014 حيث انتهى به المقام في نابولي، الذي لفت فيه الأنظار بشكل كبير وتوج ذلك بلقبي السوبر والكأس المحليين.
التألق الذي أظهره جورجينيو أجبر أنتوني كونتي على اختياره في تشكيلته المنتخب الإيطالي 2016 وهو بعمر 24 عامًا، حيث خاض مباراته الأولى ضد إسبانيا تجريبيًا «1-1»، وبعدها أصبح أحد الأعمدة الأساسية مع تعاقب المدربين حتى أكمل 57 مشاركة دولية، سجل فيها خمسة أهداف وفاز ببطولة يورو 2021. وكان ظهوره الأخير أمام كرواتيا بدور المجموعات في يورو 2024 «1-1».
في 2018 انتقل جورجينيو إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر بوابة تشيلسي، والذي كان بعيد النظر في التعاقد معه، إذ أظهر معه قدرات مميزة كلاعب وسط مدافع، لكنه قادر على التسجيل، إذ زار الشباك 29 مرة في 213 مباراة.
وبعد خمسة مواسم ناجحة في «ستامفورد بريدج»، حصل فيها على لقب دوري الأبطال والسوبر الأوروبي والدوري الأوروبي وكأس العالم للأندية، وكوفئ بجائزة لاعب العام من الاتحاد الأوروبي، حزم جورجينيو حقائبه ويمم شطر الجانب الشمالي من لندن حيث الجار أرسنال، إلا أنها لم تكن تجربة جيدة كفاية إذ اكتفى بعد موسمين بـ75 مباراة وهدفين في كل المنافسات، وصفر ألقاب.
وعلى الرغم من العروض التي جاءته من أندية أوروبية إلا أن جورجينيو، وفي سن الثالثة والثلاثين، وفي ذروة قدراته البدنية والفنية، كان يشعر أن هناك شيئًا ما ينقصه: حرارة كرة القدم البرازيلية، ارتداء قميص ينبض بالشغف، وخوض كأس ليبرتادوريس، البطولة التي طالما راود أحلام طفولته وهو يشاهدها عبر التلفاز.
جورجينيو وفي تصريحات له على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الخميس عبر عن هذا الشعور قائلًا: «لطالما تساءلت كيف ستكون التجربة.. لم أتخيل أنها ستحدث الآن.. كنت أظن أنها ستأتي لاحقًا، لكن المشروع أصبح واضحًا، والجماهير بدأت تطالب، فلامينجو كان يريدني بشدة، فقررت أن الوقت قد حان».
وأضاف:«لم أرد مجرد مشاركة شكلية في نهاية مسيرتي، من دون سعادة أو من دون أن أقدم شيئًا للجماهير. في كل ناد لعبت معه تركت إرثًا، وأريد الاستمرار على ذلك».
في فلامينجو استعاد اللاعب الكثير من تألقه وتوهجه الأوروبي، وكان فاعلًا في 27 مباراة سجل فيها أربعة أهداف وصنع ثلاثة وقاد فريقه إلى نهائي البطولة الأعظم في أمريكا الجنوبية بعد أجواء مشحونة وليالي ملتهبة مليئة بالاحتكاكات والحماس خاصة في الأرجنتين عندما اصطدموا بإستوديانتيس وراسينج في ربع ونصف النهائي.
إلى جانب نهائي ليبرتادوريس على ملعب «مونومينتال» في ليما العاصمة البروفية، يتنافس فلامينجو وبالميراس أيضًا على لقب الدوري البرازيلي. ويدرك جورجينيو صعوبة هذا الوضع الاستثنائي، لكنه يواجهه بعقلية قائد.
وأوضح في تصريحاته لموقع الاتحاد الدولي:«أنت تعمل بجد للوصول إلى هذه المرحلة.. إنه امتياز أن تكون في خضم الصراع على لقبين كبيرين. الأمر يتعلق بالتركيز، والعمل الجاد، واستعادة اللياقة بعد المباريات، وأن يتوفر الجميع. نحن نعتمد على الجميع».

Advertisements

أخبار متعلقة :