دبي - ورده حسن - المحتوي
في خطوة جريئة تهدف إلى توسيع إمبراطوريته التجارية المتنامية، يبدو أن عملاق اليوتيوب جيمي دونالدسون، المعروف بلقب “مستر بيست”، يستعد لغزو عالم جديد كليًا قطاع الاتصالات. فقد كشفت تقارير صحفية عن تخطيط الشاب البالغ من العمر 27 عامًا لإطلاق شركة هواتف محمولة خاصة به خلال العام المقبل، في محاولة لتحويل قاعدته الجماهيرية المليونية إلى مشروع تجاري مربح.
وفقًا لتقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر”، تم الكشف عن هذه الخطة الطموحة من خلال عرض تقديمي مسرب للمستثمرين.
ويوضح العرض أن “مستر بيست” وفريقه التنفيذي في شركة “بيست إندستريز” لا يضعون أعينهم على قطاع الاتصالات فحسب. بل يدرسون أيضًا فرصًا استثمارية في مجالات التكنولوجيا المالية وألعاب الهواتف المحمولة.
على خطى المشاهير وبنموذج ذكي
بينما لن يقوم “مستر بيست” ببناء أبراج اتصالات من الصفر، بل يعتمد على استراتيجية ذكية تعرف باسم “مشغل الشبكة الافتراضية للهواتف المحمولة” (MVNO).
ويسمح هذا النموذج لشركته بتقديم خدمات الهاتف المحمول عن طريق استئجار البنية التحتية لشبكات قائمة تابعة لعمالقة الصناعة مثل AT&T، T-Mobile، أو Verizon.
وهذا النهج لا يقلل من التكاليف الأولية الهائلة فحسب. بل يمكن “مستر بيست” من تقديم أسعار تنافسية وخدمة موثوقة لمشتركيه.
كما يتبع بذلك خطى مشاهير آخرين حققوا نجاحًا باهرًا في هذا المجال. وأبرزهم الممثل الكندي رايان رينولدز الذي شارك في تأسيس شركة “مينت موبايل”. والتي استحوذت عليها شركة “تي-موبايل” لاحقًا في صفقة قُدرت قيمتها بنحو 1.35 مليار دولار.
ومن المثير للاهتمام أن “تي-موبايل”، التي تقدم حلولًا جاهزة لشركات MVNO. قد تعاونت بالفعل مع “مستر بيست” في مشاريع سابقة.
معادلة الربحية
يأتي هذا التوجه نحو تنويع الاستثمارات في وقت حاسم بالنسبة لـ”مستر بيست”. فعلى الرغم من شعبيته الجارفة وامتلاكه قاعدة جماهيرية ضخمة تقترب من 430 مليون مشترك عبر منصات “يوتيوب” المختلفة. إلا أن أعماله الإعلامية وإنتاج المحتوى لا تحقق أرباحًا كبيرة كما قد يتوقع البعض.
وتكشف الأرقام المالية هذه الحقيقة بوضوح. ففي العام الماضي، حققت شركة الأغذية التابعة له “فيستابلز” (Feastables)، والتي تنتج ألواح الشوكولاتة والوجبات الخفيفة. مبيعات مذهلة بلغت حوالي 250 مليون دولار، مع أرباح تجاوزت 20 مليون دولار، وفقًا لتقرير من “بلومبرغ”.
على النقيض تمامًا، تكبدت ذراعه الإعلامية، والتي تشمل قناته الرئيسية على “يوتيوب” وبرنامج المسابقات الواقعي الضخم الذي أنتجه لصالح منصة “برايم فيديو”، خسائر فادحة تقارب 80 مليون دولار.
وهذه الأرقام تسلط الضوء على التكاليف الباهظة لإنتاج فيديوهاته المعروفة بتحدياتها الفريدة وهداياها الضخمة.
وبالتالي، ينظر إلى مشروع شركة الهواتف المحمولة، إلى جانب مشاريعه الأخرى مثل شركة الوجبات الجاهزة “لانشلي” وخط إنتاج الألعاب. كجزء من استراتيجية أوسع لتحقيق الاستقرار المالي وتنويع مصادر الدخل، معتمدًا على قوة علامته التجارية وقدرته الفريدة على التسويق لجمهوره العريض.