الرياض - سعد محمود في الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 02:07 صباحاً - أفاد الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني بأن يوم الثلاثاء سيشهد بداية منزلة “السماك”، وهي ثاني منازل الوسم في التقويم المناخي، حيث تمتد هذه الفترة لمدة 13 يومًا، وتعتبر النجم الخامس من نجوم الخريف وآخر النجوم الشامية، وتمثل هذه المرحلة الانتقالية ما بين اعتدال الطقس وبرودة الليالي، مما يجعلها علامة بارزة تدل على تغير الفصول في المملكة العربية السعودية. إقرأ ايضاً: دراسة: المغنيسيوم والنوم المريح.. من يحتاج المكملات حقًا؟ تشريعات جديدة في أميركا.. طفرة تطبيقات الذكاء العاطفي في العالم الرقمي تثير قلق الأطباء.
تغيرات جوية وصحية
ذكر الحصيني أن فترة السماك تتميز بزيادة انتشار أمراض الحساسية ونزلات البرد بأنواعها، وذلك بسبب التقلبات الجوية بين الليل والنهار، إذ تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا، ويقل الشعور بالعطش نتيجة انخفاض نسبة الرطوبة وتقل الحاجة إلى شرب الماء، كما تُلاحظ زيادة ملحوظة في طول الليل مقارنة بالنهار، وهذه ظاهرة موسمية تتكرر سنويًا وتعكس قرب قدوم الشتاء في مختلف مناطق المملكة.
موسم الزراعة والخصوبة
أوضح الباحث أن منزلة السماك تعتبر واحدة من أفضل فترات الزراعة في السنة، حيث يُنصح فيها بزراعة البقوليات والخضروات والورقيات، بالإضافة إلى البدء في زراعة القمح والشعير في وسط المملكة، كما تُعتبر فترة ملائمة لتسميد الأشجار وتحضير التربة استعدادًا لفصل الشتاء، وقد اعتمد المزارعون السعوديون على هذه العلامات الفلكية منذ القدم لتحديد مواسم الزراعة ومواعيد الحراثة والري.
تراث عربي ومأثور شعبي
استشهد الحصيني والمثل العربي القديم: “إذا طلع السماك ذهبت العكاك واستقامت الأضاح وقلّ على الماء اللّكاك”، وهذه أمثال شعبية تعكس الملاحظات الدقيقة للأجداد حول التغيرات المناخية خلال هذه المرحلة، إذ كانت تلك الأقوال تعمل كنوع من التقويم الطبيعي الذي يعتمد عليه الناس لفهم الأحوال الجوية وتوقيت المواسم الزراعية وتنقلات الرعي في الصحراء.
هجرة الطيور وإشارات الطبيعة
وبيّن الحصيني أن منزلة السماك تترافق أيضًا مع انطلاق هجرة طائر الكرك المعروف بـ”الأصلع”، حيث تبدأ أسرابه بالتحرك نحو المناطق الدافئة، مشيرًا إلى أن نهاية هذه المنزلة تمثل بداية موسم هيجان الإبل في مناطق البادية، مما يجعل منزلة السماك مرحلة غنية بتفاعلات بيئية واجتماعية وثقافية، فتتميز عن باقي منازل السنة، وتجمع بين الإنسان والطبيعة في مشهد موسمي متجدد يبرز خصوصية مناخ المملكة.
أخبار متعلقة :