الرياض - سعد محمود في الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 08:07 مساءً - متظاهرون من النقب يحتشدون في بئر السبع ويهتفون ضد هدم البيوت
في منطقة النقب، يقام الاحتجاج ضد هدم المنازل، بحجة البناء على أراضي الدولة، بالقرب من معسكر “نبطيم”. تأتي هذه الحملة كجزء من سلسلة من المبادرات المشابهة التي نفذتها سلطة أراضي إسرائيل في السنوات الأخيرة، حيث تدّعي أنها تهدف إلى “إخلاء الأراضي التي تمت السيطرة عليها بشكل غير قانوني ومنع السيطرة على أراض جديدة بناءً على القانون”. وصف سكان النقب هذه الحملة بأنها بداية الحملة الانتخابية لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. وأوضح ينكي كوينت، مدير سلطة أراضي إسرائيل، قائلاً: “نحن نقود نضال الدولة ضد اقتحام الأراضي ذات الملكية العامة، بدافع قومي، ونسعى لحماية أراضي الدولة لصالح الجميع، وسنعمل بحزم ومسؤولية في كل أنحاء البلاد، بالتعاون مع أجهزة الأمن”.
القيادة النقباوية: “حملة ضد الوجود العربي في النقب”
أصدرت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، بيانًا مشتركًا مع المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ومنتدى السلطات المحلية العربية في النقب، حيث استنكرت بشدة الحملة الواسعة التي تقودها رئاسة دائرة أراضي إسرائيل والدورية الخضراء، بمرافقة وحدات من شرطة “يوآف”، تحت عنوان “نسر الجنوب 3″، مستهدفة بشكل مباشر القرى العربية البدوية وساكنيها الأصليين. كما أشار البيان المشترك إلى أن ما تصفه رئاسة دائرة الأراضي بـ “حملة لمكافحة التعديات على أراضي الدولة” هو استمرارية لسياسة حكومية مخططة تهدف إلى تهجير السكان العرب من أراضيهم التاريخية، ومصادرتها لمصالح عسكرية واستيطانية، تحت غطاء قانوني وإعلامي مضلل. ويتم ذلك في الوقت الذي تعاني فيه القرى العربية في النقب من انعدام الخدمات الأساسية – من كهرباء، وماء، وطرقات، ومدارس – بينما تختار الحكومة استثمار مواردها في حملات قمع وهدم وملاحقة، بدلاً من التركيز على تخطيط وتطوير واعتراف بهذه القرى التي سبقت وجود الدولة بكثير. تؤكد القيادة النقباوية أن الحديث عن “تعديات” هو تزوير للواقع التاريخي، فالعرب في النقب هم أصحاب الأرض الشرعيون الذين تهجر معظمهم عام 1948، وصودرت أكثر من 90% من أراضيهم. هذه الحملات لن تُرهب السكان، ولن تغيّر الحقيقة: لن نغادر أرضنا، وسنستمر في نضالنا القانوني والشعبي حتى الاعتراف الكامل بحقنا في العيش الكريم على أرض الآباء والأجداد. وفي هذا الإطار، أعلنت القيادة النقباوية عن عقد اجتماع طارئ وموسّع قريبًا، بمشاركة لجنة التوجيه العليا، المجلس الإقليمي، ومنتدى السلطات المحلية، لتطوير خطوات نضالية قوية وغير مسبوقة لوقف هذه الإجراءات التعسفية، وتعزيز صمود أهل النقب. كما تؤكد أن من الضروري مشاركة الجميع، لأن الخطر الداهم يهدد الجميع دون استثناء، ولا يمكن التصدي له إلا بوحدة الصف وتكاتف الجهود الشعبية والرسمية. وتدعو القيادة النقباوية الحكومة الإسرائيلية إلى وقف فوري لهذه الحملة العدوانية، وبدلاً من التصعيد والملاحقة، فتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الجمهور العربي في النقب لإيجاد حلول عادلة ودائمة، تضع حدًا لعقود من التمييز والإهمال، وتضمن مستقبلاً كريمًا ومتساويًا لجميع المواطنين.
جبهة النقب: “ندين ما يسمى بحلمة نسر الجنوب 3”
أصدرت جبهة النقب بيانًا أدانت فيه بأشد العبارات ما تُسمّى بحملة “نسر الجنوب 3” التي أطلقتها رئاسة دائرة أراضي إسرائيل بالتعاون مع ما تُسمّى “الدورية الخضراء” ووحدة “يوآف” الشرطية، والتي تستهدف بشكل مباشر القرى العربية البدوية وسكانها الأصليين. كما ذكرت في بيانها أن مجرد الاسم الذي أُطلقت به الحملة – “نسر الجنوب” – يكشف عقلية الحرب التي تتعامل بها المؤسسة الإسرائيلية مع أهل النقب، وكأنهم خطر أمني يجب القضاء عليه، بدلًا من كونهم مواطنين أصليين يطالبون بحقهم في الحياة والكرامة على أرضهم. وهذا وحده يعبر عن نهج استعماري يرى في الوجود العربي قضية أمنية يجب تصفيتها. تعتبر هذه الحملة فصلًا جديدًا في مسلسل التطهير العرقي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية بحق أهل النقب، تحت غطاء “مكافحة التعديات” و”فرض النظام”، مع أن الهدف الحقيقي هو اقتلاع الناس من أرضهم ومصادرة ما تبقى من أراضيهم التاريخية لمشاريع استيطانية وعسكرية. في الوقت الذي تفتقر فيه القرى العربية في النقب إلى أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وطرقات ومدارس، تصرّ الحكومة على توجيه مواردها إلى الهدم والملاحقة والقمع بدلاً من التخطيط والاعتراف والتطوير. وتكشف هذه السياسة العنصرية مجددًا أن ما يجري ليس إدارة أراضٍ بل إدارة تهجير. تؤكد جبهة النقب أن أهل النقب هم أصحاب الأرض الشرعيون، وأن هذه الحملة الممنهجة لن ترهبهم أو تثنيهم عن التمسك بحقهم التاريخي والوطني في البقاء والصمود على أرضهم. ونحن في جبهة النقب – الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، سنعمل مع كافة الأطر الفاعلة في النقب، ومع أهلنا جميعًا، على التصدي بكل السبل لهذه السياسات الخطيرة، وسنواصل النضال السياسي والجماهيري والقانوني لإحباط هذه المخططات وتعزيز صمود الناس في قراهم. ننادي بتصعيد النضال الشعبي وتوسيع التحرك الميداني والسياسي على مستوى المجتمع العربي بأسره من أجل قضية النقب، فهي قضية كل المجتمع العربي، لأن المعركة في النقب هي معركة وجود وكرامة وعدالة.
أخبار متعلقة :