ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 5 سبتمبر 2025 12:22 صباحاً - تحتفي دولة الإمارات، اليوم، باليوم الدولي للعمل الخيري، الذي يصادف 5 سبتمبر من كل عام، مؤكدة مواصلة التزامها بمسؤولياتها الإنسانية والحضارية في تعزيز العمل الخيري والإنساني والتنموي على المستوى العالمي. ويعد العمل الخيري في دولة الإمارات نهجاً أصيلاً وثقافة مجتمعية راسخة منذ قيام الاتحاد، حيث لم تتوانَ منذ ذلك الحين في مساعدة الملهوفين، وإغاثة المنكوبين، وتعزيز روح التضامن والتكافل الإنساني مع جميع الشعوب والدول في أوقات الكوارث، والأزمات، والحروب، والصراعات.
وأكد سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، أن دولة الإمارات سباقة في المبادرات الخيرية العالمية المستدامة، سيراً على الإرث الإنساني الخالد للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نحو البذل والعطاء وعمل الخير ومساعدة الملهوفين وإغاثة المنكوبين والتضامن من الإنسان مع أخيه الإنسان دون النظر إلى الأصل أو العرق أو اللون أو الجنسية أو الدين.
وقال سموه في كلمة بمناسبة «اليوم الدولي للعمل الخيري»: «إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة على مواصلة العمل الخيري والإنساني وتقديم المساعدة ومد يد العون لجميع المحتاجين والمتضررين جراء الزلازل والفيضانات والصراعات في جميع قارات العالم، فضلاً على المساهمات والمبادرات الخيرية الإماراتية الرائدة لتوفير المواد الغذائية والأدوية وتحسين الصحة والتعليم وتوفير المياه والمستلزمات الإيوائية في الدول والمجتمعات التي تواجه تحديات إنمائية وأزمات حرجة».
وأضاف سموه: «إن الإمارات أسست لنفسها سمعة عالمية مميزة في مجال المساعدات الخيرية والإنسانية التي تقدمها بشكل عاجل لمعالجة آثار الكوارث والأزمات للوقوف مع مختلف الشعوب والمجتمعات، إذ تسارع فرق العمل الإماراتية بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي اللازم لضمان حياة كريمة للمجتمعات المتضررة حول العالم»، منوهاً سموه إلى أن الإمارات تواصل التزامها بمسؤولياتها الإنسانية الدولية في كل الظروف والأوقات من جهة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالعمل الخيري والإنساني والتنموي كالقضاء على الفقر وتوفير متطلبات الصحة الجيدة والرفاه والتعليم الجيد والمياه النظيفة من جهة أخرى.
التزام
ووفقاً للمبدأ التاسع من مبادئ الـ50 لدولة الإمارات، تعد المساعدات الإنسانية الخارجية للدولة جزءاً لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، وترجمة لذلك فقد وصلت قيمة المساعدات الإمارات الخارجية حتى منتصف عام 2024، إلى ما يفوق 360 مليار درهم أي ما يعادل 98 مليار دولار أمريكي.
وتحل المناسبة هذا العام، في حين تقود دولة الإمارات الجهود الدولية لمساعدة وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال عملية «الفارس الشهم 3»، وتواصل التزامها بتقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني الشقيق، إذ تجاوزت قيمة الدعم خلال الـ10 سنوات الماضية 3.5 مليارات دولار، في حين بلغ إجمالي عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها الإمارات للشعب الأوكراني الصديق حتى فبراير الماضي أكثر من 1.2 مليون شخص.
وعلى صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية، قدمت دولة الإمارات خلال العام الجاري مساعدات لجمهورية تشاد الصديقة تضمنت 30 ألف سلة غذائية، وأكثر من 20 ألفاً من الأغطية، كما قدمت 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة إلى المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة في الصومال، وأرسلت مساعدات إنسانية عاجلة إلى جمهورية ميانمار لتوفير الدعم لما يقارب 80 ألف شخص من المتضررين جراء الزلزال الذي شهدته البلاد، في حين أعلنت دولة الإمارات في الأول من سبتمبر الجاري عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لأجل 960 أسرة تضررت من السيول التي اجتاحت مناطق الساحل الغربي لليمن.
ووقّعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وحكومة جمهورية تشاد، اتفاقية بناء مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومركز غسيل الكلى في أنجمينا عاصمة جمهورية تشاد. وشهدت دولة الإمارات خلال العام الجاري، إطلاق عدد من المبادرات الإنسانية ذات الأثر العالمي، مثل «وقف الأب» الذي سيُستثمر جزء من ريعه في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تطوير المستشفيات، وتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة.
إشراف
ويُشرف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية في ديوان الرئاسة، على منظومة الشؤون الإنسانية الدولية، التي تضطلع بها دولة الإمارات، عبر مبادراتها العالمية الرائدة ومشروعاتها الخيرية والتنموية المتعددة.
وتمتلك دولة الإمارات العشرات من المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية التي تضطلع بأدوار بارزة ومؤثرة على مستوى الدولة وخارجها، مثل جمعية دبي الخيرية التي وفرت مساعدات أساسية لملايين المستفيدين في 21 دولة من ضمنها الإمارات، وجمعية الشارقة الخيرية التي بلغ إجمالي المساعدات والكفالات والمشاريع التي نفذتها خلال النصف الأول من العام الجاري ما يزيد على 214 مليوناً و415 ألف دولار أمريكي، استفاد منها أكثر من مليون و546 ألف شخص.
من جهتها أعلنت مؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية عن سلسلة من الإنجازات والبرامج النوعية التي أنجزتها خلال النصف الأول من عام 2025، محققة أثراً مباشراً ومستداماً في حياة الآلاف داخل إمارة رأس الخيمة وخارجها. وفي السياق ذاته، نفذت جمعية الإمارات الخيرية 1451 مشروعاً خيرياً خلال النصف الأول من عام 2025، في حين بلغت قيمة مساعدات مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية في أم القيوين 18.2 مليون درهم خلال الربع الأول من عام 2025.
بدورها نفذت هيئة الأعمال الخيرية العالمية مشاريع بقيمة 222 مليون درهم خلال النصف الأول من العام الجاري، في حين تجاوزت قيمة مشاريع ومبادرات مؤسسة الاتحاد الخيرية 16 مليون درهم، أما جمعية الإحسان الخيرية، فقد أنفقت أكثر من 60 مليون درهم على مشاريع إنسانية وتنموية خلال الفترة ذاتها.
ونجح مشروع «حفظ النعمة» التابع لجمعية الفجيرة الخيرية في الوصول إلى 259 ألف مستفيد خلال النصف الأول من عام 2025، في حين قدمت مؤسسة حمد بن محمد الشرقي الإنسانية مساعدات بارزة في المجالات الصحية والتعليمية إلى جانب مساهمتها في عملية الفارس الشهم 3.
وتعد دولة الإمارات من أوائل الدول التي سارعت إلى تنظيم العمل الخيري، من خلال وضع كل الأطر التشريعية والتنفيذية التي تضمن له المرونة وسرعة التحرك، وفي هذا الإطار أصدرت الإمارات القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2021 الذي نظم جمع التبرعات في الدولة، وحماية أموال المتبرعين وتقديمها بشكل مشروع.
«عونك يا يمن»
وأطلقت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية مبادرات إنسانية وخيرية عدة، لمد يد العون إلى الأشقاء والأصدقاء والوقوف إلى جانبهم في أوقات الأزمات والكوارث، منها حملة «عونك يا يمن» عام 2015، وحملة «لأجلك يا صومال» عام 2017، و«حملة الإمارات إلى أطفال ونساء الروهينغا» عام 2019، وحملة «لنجعل شتاءهم أدفأ» عام 2022، الموجهة لدعم اللاجئين والنازحين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وحملة «جسور الخير» في فبراير 2023 لنجدة المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا، وحملة «تراحم من أجل غزة» في أكتوبر عام 2023، وحملة «الإمارات معك يا لبنان» عام 2024، وغيرها من الحملات التي جسدت نهج الخير المتأصل في دولة الإمارات.
