ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 01:26 صباحاً - لانا نسيبة: الاتفاقيات الإبراهيمية جاءت لتؤكد مبدأي التعايش والتكامل.. وضم الأراضي الفلسطينية خط أحمر
أبوظبي - صبري صقر، وام
انطلقت في أبوظبي، أمس، فعاليات النسخة الثانية من «منتدى هيلي 2025» تحت شعار: «إعادة ضبط النظام الدولي: «التجارة والتكنولوجيا والحوكمة»، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
ويعكس المنتدى، الذي يقام على مدار يومين، مكانة دولة الإمارات كقوة فاعلة في معالجة القضايا العالمية من منظور محلي وإقليمي ودولي، حيث يستقطب هذا العام أكثر من 1000 مشارك و70 متحدثاً من أكثر من 30 دولة حول العالم، لبحث تحولات استراتيجية ترسم ملامح النظام الدولي في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا.
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، في كلمته بالمنتدى، أن الإمارات تقف منارة للأمن والاستقرار وسط مشهد الاضطرابات العالمية، بداية من حروب التعرفة الجمركية إلى أزمات المناخ وتحول الطاقة والتوترات التجارية، وتراجع الثقة العامة.
وأشار معاليه إلى أن الإمارات تمتلك اليوم إرثاً تاريخياً عريقاً متجذراً في ميادين الاقتصاد والأعمال وعلى مدى قرون، نجحت في تعزيز حضورها الاقتصادي والاستثماري بين دول العالم لتصبح مركزاً اقتصادياً مهماً ومحورياً يربط شرق العالم بغربه، وشماله بجنوبه، كما باتت إحدى أكثر الفاعلين الاقتصاديين ديناميكية وتأثيراً على مستوى العالم من خلال مسار تعاوني وشامل في الدبلوماسيه الاقتصاديه.
وأضاف معاليه أن الدبلوماسية الاقتصادية في جوهرها نهج شامل يهدف إلى سد الفجوات وبناء الثقة، وانفتاح اقتصادي على العالم لا تحده أي قيود، وتواصل يعزز الشراكات في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكيتين، عمادها المساعدات الخارجية.
خط أحمر
وقالت معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، في كلمتها: «إن فلسطين تظل في صلب جهود إحلال السلام في المنطقة»، مشيرة إلى أن الاتفاقيات الإبراهيمية جاءت لتؤكد مبدأي التعايش والتكامل، لذلك فإن ضم الأراضي الفلسطينية خط أحمر، لافتة إلى أنه لا يمكن وضع حد لمعاناة الشعبين إلا بالسعي الجماعي إلى إحلال السلام، وذلك بالتوافق على حل الدولتين عن طريق التفاوض.
وأردفت: «الافتراضات التي كانت ذات يوم ركائز أساسية للنظام الدولي لم تعد قائمة، فالوقوف بلا حراك في أوقات انعدام اليقين لا يجلب الأمان بل يكشف عن الضعف، ويجعل الآخرين يتخذون القرارات بالنيابة عنك.
وقد باتت المؤسسات واهنة والقواعد تنتهك، مشيرة إلى أن الغاية من إعادة ضبط النظام العالمي هي إعادة صياغة النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية».
وأضافت أن الحوارات التي يحتضنها منتدى هيلي تعزز قوة الإمارات الناعمة ونفوذها عبر تمكين تبادل المعرفة والتعاون والحوار الشامل بين مختلف المناطق والقطاعات.
مرحلة دقيقة
وأكد الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في الكلمة الافتتاحية للمنتدى، أهمية الحوار في هذا المنتدى في تحويل الاضطرابات العالمية إلى فرص للتعاون والابتكار والنمو.
وقال: يعد منتدى هيلي استمراراً للشراكة الاستراتيجية مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، وحرصاً على جمع العقول من المسؤولين والخبراء والمختصين تحت مظلة هيلي لمناقشة أهم القضايا على المستويين الإقليمي والدولي.
وقد جاء التأكيد على اختيار مسمى هيلي لإبراز العمق الثقافي والفكري الممتد لدولة الإمارات، التي استطاعت عبر آلاف السنين أن تكون ملتقى حضارياً وثقافياً وتجارياً.
دبلوماسية إنسانية
وأشارت الدكتورة ابتسام الكتبي، مؤسسة ورئيسة مركز الإمارات للسياسات، خلال مشاركتها في إحدى جلسات المنتدى، إلى أنه ومن خلال الاتفاقيات الإبراهيمية وسّعت دولة الإمارات نطاق دبلوماسيتها الإنسانية، واستفادت من الاتفاقيات لإيصال المساعدات إلى غزة.
مشيرة إلى أن دول الخليج تمكنت من تعزيز نفوذها الدولي بفضل تحولها إلى مراكز مالية ولوجستية، في وقت أصبحت فيه قوى كبرى تلجأ إلى القوى الوسطى من أجل القيام بجهود الوساطة، وحل قضايا عالمية محورية.
6 دول
وقال الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق، خلال مشاركته في جلسة بعنوان «تحولات جيوسياسية: الشرق الأوسط»: إن التحديات في منطقة البحر الأحمر تظهر مدى الترابط الإقليمي.
حيث تشترك 6 دول في مصالح وأزمات متشابكة، ما يجعل أي أزمة محلية تؤثر في الجميع، وتستدعي معالجة شاملة ومتعددة الأبعاد. وأضاف أن الأزمة السودانية تعتبر أكبر كارثة إنسانية في العالم، مشيراً إلى أن حل الأزمة يحتاج إلى وقف لإطلاق النار بمراقبة دولية، ودعم حوار داخلي شامل.
3 محاور
ويتضمن المنتدى 3 محاور أساسية هي المحور الجيوسياسي، والمحورالجيواقتصادي والمحور الجيوتكنولوجي، بهدف تقديم رؤية لواقع النظام الدولي وتحولاته وتأثيراته الاستراتيجية.
ويتناول المحور الجيوسياسي التعامل مع التحولات العالمية الكبرى التي تعيد تشكيل أسس النظام العالمي، في ظل احتدام التنافس بين القوى الكبرى وتصاعد نفوذ القوى المتوسطة، في ظل الصراعات المستمرة والاستقطاب السياسي، وفرص الشراكات الجديدة في عالم متعدد الأقطاب.
ويناقش المحور الجيواقتصادي، التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي وما تفرضه التجزئة والحمائية من تحديات في ظل عصر العولمة، والفرص المتاحة أمام من يمتلكون القدرة على الابتكار بما يمكنهم من التعامل مع المشهد الاقتصادي المتطور.
ويتناول المحور الجيوتكنولوجي تأثيرات التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، في تعريف مفهوم القوة العالمية، والأمن الوطني، والتنافسية الاقتصادية، والعلاقات الجيوسياسية، بهدف تحقيق تنمية تكنولوجية، تُسهم في الاستقرار العالمي وتعزيز التعاون الدولي.
ويشارك في أعمال المنتدى نخبة من كبار المسؤولين وصناع القرار والدبلوماسيين والخبراء والمفكرين من داخل الدولة وخارجها، والذين يقدمون رؤى ثرية بشأن القضايا العالمية الراهنة، ومساراتها المستقبلية.
