الارشيف / حال الإمارات

4 نصائح لخطوات واثقة نحو السنة الأولى في الجامعة

4 نصائح لخطوات واثقة نحو السنة الأولى في الجامعة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 13 سبتمبر 2025 11:46 مساءً - يمثل الانتقال من مقاعد المدرسة إلى قاعات الجامعة منعطفاً مهماً في حياة الطلبة، إذ يجد الكثيرون أنفسهم أمام بيئة أكاديمية جديدة تختلف في طبيعتها وأساليبها عن المرحلة السابقة، ما يفرض عليهم تحديات عدة تتعلق بالتكيف، وإدارة الوقت، والقدرة على صنع مسار أكاديمي ومهني ناجح.

ويؤكد مختصون وأكاديميون لـ«حال الخليج» أن السنة الأولى بالجامعة تعد من أكثر المراحل حساسية في حياة الطلبة، حيث تتداخل مشاعر الحماس والقلق معاً، وهنا يبرز الدور المحوري للنصائح التربوية والإرشادية التي تساعدهم على تجاوز التحديات والانطلاق بخطوات واثقة نحو المستقبل.

وحددوا 4 نصائح لتعزيز وعي الطلبة المبكر بالاختلافات بين المرحلة الثانوية والجامعة يساعدهم على التكيف بشكل أسرع، وتتمثل أبرز هذه النصائح التي تعينهم على اجتياز هذه المرحلة في تنظيم الوقت بفعالية، طلب المساعدة عند الحاجة، الانخراط في الأنشطة الجامعية، الموازنة بين الحرية والمسؤولية والعناية بالصحة الجسدية والنفسية

أما عن أبرز الاختلافات التي قد تواجه الطلبة المنتقلين حديثاً من المرحلة الثانوية إلى الجامعة فأوضحوا أنها تتمثل في: العمل باستقلالية أكبر والاعتماد على الذات، العمل كفريق جماعي، طرق التقييم، وجود علاقة وثيقة بين حضور الفصول الدراسية والمحاضرات، وبين التحصيل الدراسي، النظام الدراسي، تنظيم الوقت والحرية الشخصية، تحديد المستقبل المهني، تحديد أهداف واضحة.

تفكير نقدي

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن مدير جامعة الوصل بدبي، يشدد على أهمية أن يدرك الطالب منذ البداية أن الجامعة ليست امتداداً للمدرسة، بل فضاء أوسع للتفكير النقدي والاعتماد على الذات، لافتاً إلى أنه من المهم أن ينخرط الطلبة في الأنشطة الجامعية المختلفة، التي لا تقتصر فائدتها على الترفيه، بل تفتح أمامهم آفاقاً للتواصل وبناء الشخصية وصقل المهارات الحياتية. وأضاف أن إدارة الوقت تمثل حجر الزاوية في نجاح أي طالب جامعي، لاسيما إذا وضع جدولاً دراسياً متوازناً، وتحديد الأولويات بين الدراسة والأنشطة الاجتماعية، حيث يساعد ذلك الطلبة على تجنب التشتت والضغط النفسي، ويمنحهم القدرة على الإنجاز.

من ناحيتها، قالت البروفيسور فيونا روبسون رئيس كلية إدنبرة للأعمال بجامعة هيريوت وات دبي، إن مرحلة الانتقال من المدرسة إلى الجامعة تشهد تحديات عدة، إلا أن الجامعات تضم كوادر مؤهلة لدعم الطلبة في هذه المرحلة الانتقالية.

وأضافت أن تكوين الصداقات بين الطلبة سيسهم في تقليل الضغوط والمخاوف بينهم، لافتة إلى أن الانخراط في الفعاليات والأنشطة في بداية الفصل الدراسي وسيلة لتكوين صداقات والتعرف على زملاء يشاركونهم نفس اهتماماتهم وتبادل المعلومات.
فعاليات اجتماعية
وشددت على ضرورة العمل على تحقيق التوازن بين الدراسة والراحة وممارسة الهوايات الخاصة، مشيرة إلى أن العديد من الجامعات مجموعة توفر نوادي وفعاليات اجتماعية لتخفيف الضغوط عن الطلبة.

من جانبها، قالت الدكتورة غادة عبيدو أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس بالقاهرة، إن الطلبة يواجهون في انتقالهم من المرحلة الثانوية إلى الجامعة مجموعة من الاختلافات الجوهرية التي تشكل تحدياً في البداية، ففي حين اعتادوا في المدرسة على متابعة مباشرة من المعلمين وأولياء الأمور، يجدون أنفسهم في الجامعة أمام مسؤولية أكبر في الاعتماد على الذات وإدارة شؤونهم الأكاديمية، كما يختلف نظام الدراسة من حصص يومية قصيرة إلى محاضرات مطولة تتطلب جهداً أكبر في التركيز والتحضير المسبق.

وترى أن مواجهة التحديات في السنة الجامعية الأولى يجب أن تحول إلى فرص للتعلم والنضج، مشيرة إلى أن الجامعة تعتبر بيئة مثالية لاستكشاف الذات وصياغة الأهداف المستقبلية، وعلى الطلبة أن يسعوا للاستفادة من مراكز الإرشاد الأكاديمي والمهني التي توفرها الجامعات.

مساحة أوسع

ويرى الدكتور عبدالله إسماعيل الزرعوني أستاذ الهندسة في جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي، أن من ضمن التحديات هي طرق التقييم التي تتحول من اختبارات قصيرة وأعمال فصلية متواصلة إلى مشاريع وأبحاث وامتحانات نهائية، أما على المستوى الاجتماعي، فإن الجامعة تمنح مساحة أوسع للطلبة عبر الأندية والأنشطة التطوعية والثقافية، مقارنة بالأنشطة المحدودة في المرحلة الثانوية.

وأضاف أن عنصر الحرية الشخصية وتنظيم الوقت، يبرز أيضاً كتحدٍ آخر، حيث يمنح الطالب حرية واسعة في إدارة يومه، الأمر الذي قد يمثل فرصة أو تحدياً بحسب قدرته على التخطيط، وأخيراً، فإن اختيار التخصص الجامعي يضع الطالب على بداية مسار مهني محدد، في حين تبقى سنوات الثانوية مجرد مرحلة تمهيدية لاختيار الاتجاه المستقبلي.

التزام

أما الدكتورة فاطمة طاهر المدير الأكاديمي لمركز الجيل القادم بجامعة زايد، فحثت على أهمية وضع جدول دراسي أسبوعي يوازن بين المحاضرات والمذاكرة والأنشطة الاجتماعية، مع الالتزام بمراجعة الدروس أولاً بأول.
كما شددت على أهمية طلب المساعدة عند الحاجة عبر الاستفادة من مراكز الإرشاد الأكاديمي والنفسي الموجودة في الجامعة، وعدم التردد في الاستفسار من الأساتذة والزملاء، فضلاً عن الانخراط في الأنشطة الجامعية والانضمام إلى الأندية الطلابية أو المبادرات التطوعية لتعزيز المهارات الحياتية وتوسيع شبكة العلاقات.

وقالت لا بد أن يقوم كل طالب بتحديد أهداف واضحة عبر وضع خطة شخصية قصيرة وطويلة المدى تحدد ما يريد الطالب تحقيقه أكاديمياً ومهنياً، مع التأكيد على أهمية الموازنة بين الحرية والمسؤولية بشكل إيجابي من خلال الالتزام بالحضور، وإنجاز الواجبات، وتجنب التسويف، فضلاً عن العناية بالصحة الجسدية والنفسية، والاهتمام بالنوم الكافي، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة كجزء من الروتين اليومي لتخفيف الضغط النفسي.

مواجهة التحديات

من ناحيتهم، تحدث عدد من الطلبة عن أبرز العقبات التي واجهتهم، وكيف تمكنوا من تجاوزها، وأصبحوا أكثر قدرة على صناعة مستقبل مشرق لأنفسهم والمساهمة في بناء مجتمعهم. وقال الطالب سالم العميمي، إنه في البداية واجه صعوبة في التكيف مع نظام المحاضرات الطويلة والاعتماد على النفس في المذاكرة، لكن مع الوقت تعلم تنظيم وقته والانخراط في أنشطة النادي الطلابي، مما ساعده على تكوين صداقات جديدة وتخفيف الضغوط.

أما الطالب حارب الخوري من جامعة دبي، فأكد أن الانضمام إلى الفرق التطوعية الجامعية كان نقطة تحول بالنسبة له: «شعرت أنني جزء من مجتمع الجامعة بسرعة، وأصبحت أكثر ثقة في التعامل مع زملائي وأساتذتي».

وقال الطالب سلطان النعيمي: النصيحة الأهم التي تعلمتها هي ألا أؤجل المهام الأكاديمية، وأن أضع أولويات واضحة، لأن تراكم الواجبات والمحاضرات قد يسبب ضغطاً كبيراً.

Advertisements

قد تقرأ أيضا