الارشيف / حال الإمارات

«حال الخليج» تشارك الطلبة حضور أول حصتين للذكاء الاصطناعي في مجمع زايد التعليمي

«حال الخليج» تشارك الطلبة حضور أول حصتين للذكاء الاصطناعي في مجمع زايد التعليمي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 22 سبتمبر 2025 11:50 مساءً - حضرت «حال الخليج» صباح أمس حصتين دراسيتين لمادة الذكاء الاصطناعي المخصصة لطلبة الحلقة الثانية والثالثة واحدة للبنين وأخرى للبنات، في مدرسة مجمع زايد التعليمي بالبرشاء حلقة ثانية وثالثة، في مشهد يعكس نقلة نوعية في مسار التعليم بالدولة، ويترجم التوجه الاستراتيجي لجعل تقنيات المستقبل جزءاً من الحياة المدرسية اليومية.

قبل دخول المعلم إلى القاعة، كان الطلبة يتبادلون الأحاديث حول ما سيتعلمونه في مادة جديدة تحمل اسم «الذكاء الاصطناعي»، بعضهم كان يتخيل روبوتات وأجهزة، فيما ذهب آخرون إلى الحديث عن «تشات جي بي تي» و«الصور التوليدية» التي يستخدمونها في حياتهم اليومية. لحظة دخول المعلم قوبل الأمر بترحيب جماعي من الطلبة، كأنهم يدركون أنهم على موعد مع تجربة مختلفة عن أي درس تقليدي.

تفاعل حي وأسئلة غير متوقعة

بدأ المعلم الحصة بشرح تمهيدي قصير عن ماهية الذكاء الاصطناعي، مستخدماً عرضاً تفاعلياً على الشاشة الذكية، عرض من خلاله صوراً وفيديوهات قصيرة توضح كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، ولم يمضِ وقت طويل حتى توالت الأسئلة من الطلبة: «هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الطبيب؟» «هل يستطيع أن يكتب رواية أفضل من الإنسان؟» «وماذا عن الأخطاء التي يرتكبها؟»، هذه الأسئلة عكست فضولاً لافتاً ورغبة في النقاش، وهو ما جعل المعلم يؤكد أن الإجابات عن هذه الأسئلة ستأتي في سياق تعلم المنهج، وأن الهدف المبدئي من دراسة المادة هو التزود بالمعارف والمهارات اللازمة لفهم مبادئ الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحياة اليومية، والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا بوعي ومسؤولية.

خصص المعلم جزءاً من الحصة لتطبيق عملي صغير، طلب فيه من الطلبة أن يقيموا مثالاً على أداة ذكاء اصطناعي وفق 3 معايير: العدالة، الشفافية، والمصداقية. وانقسمت القاعات إلى مجموعات، كل مجموعة ناقشت مثالاً معيناً.

واللافت أن بعض الطلبة دافعوا بحماس عن ضرورة وجود رقابة بشرية، بينما رأى آخرون أن الذكاء الاصطناعي لا يحمل تحيزات شخصية. النقاشات ارتفعت نبرتها، وتخللتها ضحكات وحماس، لتتحول القاعة إلى ساحة حوار مصغر يعكس كيف يمكن للتعليم أن يحاكي التفكير النقدي.

نقلة استراتيجية

ومن جهتها، أكدت ميمونة الجوهري، مديرة مجمع زايد التعليمي بالبرشاء، أن إدخال مادة الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة استراتيجية في المنظومة التعليمية، مشيرة إلى أن الحصة الأولى التي شهدتها المدرسة أظهرت شغف الطلبة واستعدادهم لتبني معارف جديدة، وهو ما يعد دليلاً على أن أبناء قادرون على التفاعل مع قضايا المستقبل متى توافرت لهم بيئة تعليمية محفزة.

وأضافت إن ما يميز هذه المادة أنها لا تقتصر على الجانب التقني، بل تركز على غرس قيم أخلاقية ومجتمعية تعزز من وعي الطلبة بمسؤولياتهم تجاه وطنهم والعالم، وبيّنت أنه تم بالفعل تطبيق تدريس منهج الذكاء الاصطناعي الذي يشمل جميع المراحل الدراسية، من رياض الأطفال وحتى الصف الـ12، موضحة أن المنهج يضم وحدات تعليمية تراعي خصوصية كل مرحلة عمرية، ويركز على 7 مجالات رئيسة في الذكاء الاصطناعي، بما يساعد الطلبة على فهم التقنية وتوظيفها بصورة عملية ومبسطة.

وقالت، إن المجمع تم تجهيزه بمختبرات خاصة لحصص الذكاء الاصطناعي، مزودة ببنية تحتية متكاملة، كما جرى تدريب المعلمين من خلال دورات تخصصية نظمتها الوزارة. وأشارت إلى أن المجمع حرص على توظيف العديد من قدرات الذكاء الاصطناعي في تقديم مختلف المواد الدراسية، ليكون التعليم متكاملاً ويواكب المستقبل، وليُخرج أجيالاً قادرة على التعامل مع هذه التقنيات بصورة عملية ومستدامة، لافتة إلى أن الحصص شهدت تفاعلاً ملحوظاً بين الطلبة والمعلمين حول تطبيق الذكاء الاصطناعي ومفاهيمه.

وأبدى عدد من الطلبة تفاعلاً ملحوظاً مع الحصة الأولى لمادة الذكاء الاصطناعي، حيث انطلقت أسئلتهم منذ البداية لتعكس فضولاً واسعاً حول أبعاد هذه المادة الجديدة وأدوارها في حياتهم اليومية، حيث تنوعت المداخلات بين من ركّز على الجانب الأخلاقي للتقنيات الحديثة، ومن ناقش آثارها في التعليم والعمل، فيما رأى آخرون أن أهميتها تكمن في تقديم حلول عملية لمشكلات المجتمع، وهو ما حوّل الحصة إلى مساحة تفكير جماعي تفاعلية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا