ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 16 أكتوبر 2025 11:34 مساءً - أكد معالي عبدالله سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، أن القدوة المجتمعية تمثل حجر الأساس في بناء الإنسان وتنمية المجتمعات، مشيراً إلى أن القدوة ليست مجرد شخصية ناجحة، بل هي مصدر إلهام يوجّه السلوك، ويحفز الطموح، ويغرس القيم النبيلة في النفوس.
وأوضح معاليه أن القدوة تجسيد حيّ للقيم والمبادئ، وسلوك يسبق القول، وهي الجسر الذي يربط أصالة الماضي بعزيمة الحاضر وطموح المستقبل، بما يضمن نقل الموروث الوطني إلى الأجيال المقبلة، مؤكداً في الوقت نفسه، أن تعزيز الهوية الوطنية يرتكز على ترسيخ مفهوم القدوة في المجتمع.
جاء ذلك في كلمته الرئيسية، خلال انطلاق فعاليات ندوة «القدوات المجتمعية: الأهمية والمعايير والأدوار»، أمس، والتي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، بمقر المركز في أبوظبي.
وأضاف معالي عبدالله النعيمي أن أثر القدوة يتجاوز القوانين والتشريعات، فهي لا تفرض نفسها بالقوة، بل تؤثر من خلال الممارسة والسلوك، وتشكل قوة ناعمة تسهم في تربية النفوس وصياغة ثقافة المجتمع.
واستذكر النعيمي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان نموذجاً فريداً في القيادة المتواضعة والحكمة والبناء، مضيفاً أن «الشيخ زايد، رحمه الله، جعل من سيرته اليومية مدرسة في النزاهة والتواضع.
حيث كانت قدوته اللبنة الأولى في بناء الاتحاد، إذ آمن بوحدة الإمارات وسعى بعزيمة لتحقيقها برؤية مدروسة وحكمة قيادية جعلت منه نموذجاً يحتذى في فن القيادة السياسية».
وأوضح النعيمي أن القيادة الرشيدة تؤمن بأن القدوة المجتمعية لا تنمو بمعزل عن سيادة القانون، ولهذا عملت على صياغة منظومة تشريعية متكاملة تحوّل مفهوم القدوة إلى واقع عملي يقوم على المساءلة والشفافية، مشيراً إلى أن هذه المنظومة تمنح الملتزمين بالقانون مكانة وتقديراً، وتتصدى في المقابل لمن يخرجون عليه.
ولفت معاليه إلى أن هذه الرؤية تتجلى في القوانين الاتحادية مثل المرسوم بقانون اتحادي رقم (34) لسنة 2023 بشأن مكافحة التمييز والكراهية والتطرف، الذي يعزز روح التسامح ويحمي النسيج المجتمعي.
إضافة إلى التشريعات المنظمة للإعلام والمحتوى الرقمي التي ترسّخ احترام الهوية الوطنية والثقافة المحلية، وتحظر نشر ما يثير الفتنة أو يسيء إلى التماسك الاجتماعي.
كما أشار معالي الوزير إلى القانون الاتحادي رقم (9) لسنة 2019 بشأن حقوق كبار المواطنين، الذي يجسد رسالة أخلاقية ومجتمعية عبر تكريم كبار السن باعتبارهم ركائز الحكمة ومصادر للقيم الوطنية.
من جانبه، أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يمثل قدوة حضارية فريدة من نوعها، مشيراً إلى أن تأثير شخصيته يمتد لأجيال طويلة، تصل إلى مئة عام أو أكثر، وهو ما يعبّر عنه بـ«البعد الحضاري للقدوة».
وأوضح معاليه أن الحديث عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لا يقتصر على مرحلة زمنية محددة، بل يتعداها إلى إرث فكري وإنساني وحضاري مستمر وراسخ في كيان ووجدان البشرية، مؤكداً في الوقت نفسه، أن «القدوة الحقيقية هي التي يظل أثرها قائماً في القيم والسلوك والوجدان الجمعي لعقود طويلة».
وأشار إلى أن المجتمع الإماراتي يتميز بترابطه الاجتماعي والأسري حول قيادته الرشيدة، وهو ما ينعكس في قوة العلاقة بين الشباب والقيادة، قائلاً: «في بعض المجتمعات الأخرى قد لا نجد هذا الارتباط العميق بين الأجيال وقياداتها.
بينما في الإمارات، يشكل الولاء والانتماء إلى القيادة والاقتداء بها جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية». وأعرب معاليه عن سعادته بما يلمسه من وعي لدى شباب الإمارات، مؤكداً أن التنوع الثقافي الذي تشهده الدولة، لم يؤثر على تمسكهم بالقيم الإماراتية الأصيلة.
وأوضح معالي الفريق ضاحي خلفان تميم أن القدوة تتنوع في مستوياتها وأبعادها، فمنها القدوة الحضارية المتمثلة في القادة، ومنها القدوات التي تمثل نماذج عملية في مجالات التعليم والعلم والعمل.
مضيفاً أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يواصل هذه المسيرة الحضارية، من خلال رؤيته المستقبلية في تطوير الدولة وتعزيز حضورها في ميادين الابتكار والذكاء الاصطناعي».
بدوره، قال الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن الندوة تأتي ثمرة للتعاون والشراكة الممتدة مع جامعة الإمارات.
وتابع: المجتمعات لا تنهض إلا بوجود نماذج ملهمة في الفكر والعطاء والعمل، توجه الأجيال وترسخ الإيمان بالمسؤولية والقدوة الحسنة، الأمر الذي أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على أن «الرهان دائماً يكون على القدوة».
حيث جاءت تلك الكلمات في سياق بيان سموه لما يتطلبه وطننا لمواجهة تحديات المستقبل، ما يعني أننا في مسيس الحاجة وبشكل مستمر لتعزيز هذا المفهوم، والبناء عليه، وترسيخه كدعامة وطنية مجتمعية.
تعزيز الهوية الوطنية يرتكز على ترسيخ مفهوم القدوة في المجتمع
ضاحي خلفان:
الشيخ زايد قدوة حضارية فريدة من نوعها
سلطان النعيمي:
المجتمعات لا تنهض إلا بوجود نماذج ملهمة في الفكر والعطاء