ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 20 أكتوبر 2025 11:50 مساءً - لم تكن سارة، ذات الاثنين والعشرين ربيعاً، تتخيل أن تجربة قصيرة مع الأدوية بعد عملية جراحية لوالدها ستغيّر مجرى حياتها، تقول وهي تستعيد بدايات قصتها: كنت في السادسة عشرة من عمري عندما جربت الدواء للمرة الأولى، وبعد المرة الثالثة بدأت أبحث عنه من مصادر خارجية.
تحول الفضول إلى عادة، والعادة إلى إدمان، ومع مرور الوقت، وجدت سارة نفسها أسيرة تلك المواد المخدرة التي اعتادت الحصول عليها من خارج المنزل، تروي بحزن: أمي لم تكن تصدق ما يحدث، أغلقت علي الباب، أما أبي فقد أبدى بعض التفهم لحالتي، وآمن بأن العلاج هو الحل، وأن عليّ الذهاب إلى مركز للتأهيل.
دخلت سارة مركز «إرادة للعلاج والتأهيل» في دبي وهي تخشى المجهول، تقول: «كنت خائفة في البداية، لكنني تعودت لاحقاً، وشعرت بأنه بيتي. في المرة الأولى لم أكن جاهزة، وكنت أنا وأهلي لا نعرف كيف نتعامل مع الإدمان، فانتكست وغادرت المركز.
لكن التجربة القاسية في المنزل، حيث كادت تسقط مجدداً في دوامة التعاطي، دفعتها إلى اتخاذ قرارها بالعودة. «جسمي كان نظيفاً، لكنهم كانوا خائفين عليّ، فقررت الرجوع للمركز».
تتوقف سارة عند الجرح الأعمق في رحلتها قائلة: أول ما سمعته من أهلي كان: إخوتك الأولاد ما عملوها.. لماذا هذا التفريق بين البنت والولد؟ كنت أريد فقط أن تقف أمي معي، هذا ما كنت أحتاجه، لأن الدعم الأسري يشكّل الركيزة الأساسية في طريق التعافي.
فالتفاهم والاحتواء يسهمان في إعادة بناء الثقة بين المريض وعائلته، ويمنحانه الدافع للاستمرار في العلاج. فالمتعافي يحتاج إلى من يستمع له دون حكم أو رفض، بل بحب وصبر وإيمان بقدرته على التغيير. اليوم تنظر سارة إلى الماضي كدرس قاسٍ علمها أن الإدمان لا يعرف جنساً ولا عمراً، وأن الشفاء يبدأ من البيت، حيث الكلمة الطيبة قد تنقذ حياة.
