ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 8 نوفمبر 2025 01:06 صباحاً - يُعد مشروع «الشارقة - سات - 2»، واحداً من المشاريع الفضائية الرائدة التي ستطلقها أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية في الإمارة، وشركة ISISPACE الهولندية.
ويأتي هذا المشروع، استكمالاً لنجاح القمر الاصطناعي الأول «الشارقة - سات - 1» ويمثل نقلة نوعية من المهام البحثية التعليمية، إلى المهام التطبيقية العملية.
وقال الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك: «سيتم إطلاق القمر الاصطناعي «الشارقة - سات - 2»، في الربع الأول من 2026، ويُعد قمراً اصطناعياً مكعباً، بحجم 6 وحدات.
وأبعاده 10×20×30 سم، أي ضعف حجم الشارقة-سات-1 تقريباً، ومزوّد بكاميرا فائقة الطيفية عالية الدقة، قادرة على التقاط صور متعددة الأطياف لسطح الأرض، تتيح له قدرة تمييز مكانية تصل إلى نحو 4.75 أمتار من مداره المنخفض.
والذي يبعد نحو 500 كيلومتر عن سطح الأرض. وتعمل الكاميرا ضمن 32 نطاقاً طيفياً قابلاً للتغيير، ما يمكّنه من تحليل سطح الأرض، عبر أطياف الضوء المرئي والقريب من الأشعة تحت الحمراء، حيث تتيح هذه التقنية الحصول على بيانات دقيقة، تساعد في دراسة بعض من موارد الأرض الطبيعية، ومراقبة التطور العمراني، ورصد التغيرات البيئية على المدى الطويل».
وأضاف: «ويمثل «الشارقة - سات - 2»، خطوة مهمة نحو جعل الشارقة مركزاً بحثياً متقدماً في علوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث يجمع بين البحث العلمي والتطبيق العملي لخدمة المجتمع، ويجسد رؤية الإمارة في توظيف الفضاء لخدمة الإنسان والتنمية المستدامة».
وأوضح أن المشروع يهدف إلى دعم البحث العلمي والتعليم في مجال مراقبة الأرض والاستشعار عن بُعد، فيركّز على رصد وتحليل التغيرات الطبيعية والعمرانية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات.
ومن أبرز وأهم أهدافه، مراقبة الأرض، والاستشعار عن بُعد، باستخدام كاميرا فائقة الطيفية عالية الدقة، لرصد التغيرات في البيئة، ودعم التخطيط العمراني المستدام، من خلال تزويد الجهات الحكومية ببيانات دقيقة حول التوسع الحضري في إمارة الشارقة ودولة الإمارات.
وتعزيز استخدام البيانات الفضائية في اتخاذ القرارات داخل المؤسسات الحكومية، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتطوير القدرات الوطنية في مجال الفضاء، عبر إشراك الباحثين والطلاب في تصميم وتشغيل القمر، ما يرفع كفاءة الكوادر الإماراتية في التقنيات الفضائية، وتعزيز مكانة الشارقة مركزاً علمياً وبحثياً في علوم الفضاء والفلك على مستوى الدولة والمنطقة.
كما يهدف مشروع «الشارقة - سات - 2»، إلى التقاط صور طيفية عالية الدقة لسطح الأرض، مؤكداً أن مشروع «الشارقة - سات - 2»، سيضيف قيمة كبيرة لإمارة الشارقة، من خلال تمكينها من الاعتماد على بيانات فضائية دقيقة، لدعم خططها التنموية والبيئية.
من جانب آخر، لفت الأستاذ الدكتور النعيمي، إلى أن «الشارقة - سات - 2»، يعد مرحلة متقدمة وأكثر تطبيقية ضمن سلسلة الأقمار المكعبة التي تطورها الأكاديمية، حيث صُمم بحجم 6 وحدات، ويحمل حمولة رئيسة متقدمة للتصوير فائق الطيفي، قادرة على التقاط صور عالية الدقة.
وتوفير بيانات طيفية غنية بدقة تمييز مكاني، تصل إلى نحو 5 أمتار، ما يتيح تحليلاً تفصيلياً لخصائص سطح الأرض، واستخدامه في مراقبة الأرض والاستشعار عن بُعد، ودعم مشاريع التخطيط العمراني والبيئي في الإمارة.
الجدير بالذكر، أن أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، التابعة لجامعة الشارقة، حققت إنجازات بارزة، جعلتها من أبرز المراكز المتخصصة في المنطقة، حيث تضم مرافق متطورة، تشمل قبة الشارقة الفلكية، والمراصد الفلكية البصرية والراديوية، وعدداً من المختبرات المجهزة بأحدث التقنيات.
كما أسهمت الأكاديمية في تطوير سلسلة الأقمار الاصطناعية المكعبة الشارقة - سات، كأحد المشاريع الرئيسة للأكاديمية في مجالي البحث العلمي والابتكار، وعززت شراكاتها مع مؤسسات محلية ودولية متخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، إلى جانب تنظيمها فعاليات تعليمية وتوعوية لنشر الثقافة الفلكية في المجتمع. كما تمثل الأكاديمية دولة الإمارات في المحافل والهيئات الفلكية الدولية، وتعمل على دعم مسيرة الدولة في مجال استكشاف الفضاء والابتكار العلمي.
