حال الإمارات

الإمارات.. قوة دفع أساسية للحل السلمي في السودان

الإمارات.. قوة دفع أساسية للحل السلمي في السودان

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 12 نوفمبر 2025 10:06 صباحاً - تسارع دولة الخطى على أكثر من مسار دبلوماسي وسياسي وإنساني لتحقيق السلام في السودان، حيث تقود حراكاً من أجل تحقيق الهدنة وضمان وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات، ورسمت ملامح خريطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، كما حملت فيها طرفي النزاع المسؤولية عما ارتُكب من جرائم.

منذ بداية الصراع دعت الإمارات إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وبدء الحوار الدبلوماسي عبر منتديات ثنائية ومتعددة الأطراف إلى جانب شركائها، من دون أن تنحاز لأي من الأطراف في الصراع، مع الدعوة إلى احترام سيادة السودان.

وظلت دولة الإمارات في كل مناسبة وفي كل منبر تدعو الأطراف لتغليب مصلحة الشعب السوداني الشقيق بالحفاظ على مكتسباته ومقدراته، وبما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.

وسجلت اسمها بأحرف من نور من خلال موقفها الثابت الذي لم يتزحزح ودورها الإنساني في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، ما يعكس الإحساس بالمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني الشقيق حالياً.

وحدة السودان

ولا يختلف اثنان في الدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات تجاه حل الأزمة التي تمر بها السودان، والذي يأتي انطلاقاً من حرص دائم على الحفاظ على وحدة السودان وأمنه واستقراره.

حيث لا تدخر جهداً في حشد كل الدعم لمواجهة تداعيات الصراع في السودان، سواء على الصعيد السياسي والإنساني، بحث الأطراف السودانية على الاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، واللجوء لنهج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات وحل الأزمة.

وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن الإمارات تدعم انتقالاً شاملاً يقوده السودانيون أنفسهم نحو حكم مدني مستقل عن الأطراف المتحاربة.

مشدداً على أن الإمارات تساند وحدة السودان وترفض أي محاولة لإعادة النظام العسكري «الإخواني» الذي عرفته البلاد في العقود الماضية، مشيراً إلى أن التزام الإمارات بالسلام وبالشعب السوداني ثابت لا يتزعزع رغم حملات التضليل ومحاولات تشويه مواقفها السياسية والإنسانية.

ويقوم موقف دولة الإمارات تجاه الأزمة في السودان على رؤية متكاملة، ذات أبعاد إنسانية وسياسية واضحة لتحقيق السلام المستدام، وإتاحة المجال أمام انتقال مدني حقيقي يعبّر عن إرادة الشعب السوداني.

قوة استقرار

وتعد دولة الإمارات قوة استقرار إقليمية أساسية تدعو إلى التوافق والسلام والتنمية ونبذ العنف، ولم تتأخر في التحرك دبلوماسياً وإنسانياً، من أجل تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء مصالح السودان العليا.

والحفاظ على أمنه واستقراره، إذ إن تركيزها الأساسي انصب - ولا يزال - على الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف الاقتتال الداخلي، الذي يجري في السودان في أسرع وقت، كما دعت إلى محاسبة المسؤولين عن الفظائع والانتهاكات، وإنشاء آلية لمراقبة دخول الأسلحة إلى السودان، وتشكيل حكومة مدنية مستقلة.

وتعمل دولة الإمارات بشكل بنّاء مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تحقيق السلام في السودان، حيث تشارك في «الرباعية» بدور مؤثر وأساسي في إطار التزامها الثابت بالسلام والأمن الإقليميين، وحرصها على حفظ ودعم الاستقرار الدولي.

حيث أسهمت تحركاتها في الرباعية بإعادة تفعيل الحراك السياسي في السودان باتجاه حوار وطني يسعى لإنهاء الحرب، والتوصل إلى اتفاق يجنب البلاد مزيداً من الانهيار عقب تحذيرات أممية ودولية من الانزلاق نحو كارثة إنسانية تصل إلى موت آلاف جراء المجاعة ونقص الغذاء.

هدنة

في شهر سبتمبر الماضي أعلنت دول الرباعية عن «خريطة طريق» شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب وبدء عملية انتقال سياسي تدريجي تقود إلى حكومة مدنية.

وشملت المبادرة الدعوة إلى وقف إنساني لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر لتمكين وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، يعقبه وقف دائم وشامل للقتال، ثم بدء مرحلة انتقالية مدنية مدتها تسعة أشهر، تنتهي بانتخابات حرة تعيد للسودان استقراره ووحدته الوطنية. ويبقى حال الخليج الرباعي هو الملاذ الوحيد لإنقاذ السودان من براثين الحرب الأهلية.

سلام

من أبوظبي إلى نيويورك، مروراً بسويسرا وإثيوبيا ولندن، تجوب دولة الإمارات العالم، حاملة مشعل السلام لدعم أي حراك يهدف لإنهاء أزمة السودان.

تواصلت دولة الإمارات بشكل فعال مع الأطراف في السودان وأصحاب المصلحة المعنيين بما في ذلك الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي، ودعمت المحادثات في جدة والمنامة.

كما شاركت في المؤتمر الإنساني الدولي بشأن السودان والبلدان المجاورة والذي عقد في باريس، وانضمت إلى إعلان المبادئ الصادر عنه من أجل الدفع قدما بمبادرات السلام الخاصة بالسودان، وتعهدت بتقيدم 100 مليون دولار دعما للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.

وأكدت الدولة في بياناتها الرسمية أنه «بهدف ضمان السلام الدائم في السودان، يجب اتباع عملية سياسية فعالة بهدف واضح وهو الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة بقيادة مدنية مستقلة بعيدة عن سيطرة السلطة العسكرية».

وشددت على أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان.

صمت المدافع

وتؤكد دولة الإمارات على ضرورة «صمت المدافع»، وتدعو في هذا الصدد كلاً من الجيش والدعم السريع إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والانضمام إلى طاولة المفاوضات بنوايا حسنة وصادقة، فلا حلّ عسكرياً لهذا الصراع إلاّ عبر التوصل إلى حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.

حل داخلي

ويؤكد محللون أن الحل للأزمة يتلخص في الحل السياسي السوداني - السوداني، الذي يحترم سيادة ووحدة السودان ويدعم مؤسسات الدولة السودانية، مشيرين إلى أن ما يجري في السودان لا يمس أبناء شعب السودان، بل يهدد الاستقرار الإقليمي.

والأمن الوطني العربي والأفريقي أيضاً. حيث إن السودانيين يتطلعون لوقف الاقتتال وعودة حياتهم الاجتماعية لما قبل الخامس عشر من أبريل 2023، ويرون في الهدنة مساحة لمد حبال الأمل لوقف شامل لإطلاق النار وتحقيق حكم مدني بعيداً عن حكم العسكر.

رؤية متكاملة ذات أبعاد إنسانية وسياسية واضحة لتحقيق السلام المستدام في السودان

الإمارات تعمل بشكل بنّاء مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار

Advertisements

قد تقرأ أيضا