ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 15 نوفمبر 2025 12:51 صباحاً - أكد معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن الهيئة تترجم رؤيتها في ترسيخ التنمية المستدامة عبر الاستثمار في شبكات ذكية للبنية التحتية المائية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لمراقبة وتحليل ملايين نقاط البيانات بشكل يومي.
لافتاً إلى أن هذه الأنظمة تتيح استباق الأعطال ومعالجتها بكفاءة، ما أسهم في خفض نسبة الفاقد في شبكة المياه إلى 4.5 %، وهي أدنى نسبة عالمياً، مقارنة بمعدلات تتجاوز 15 % في كبرى المدن المتقدمة، ما يعكس كفاءة إدارة الهيئة وريادتها في هذا المجال.
وقال لــ«حال الخليج»: يتيح نظام (سكادا) المطور مراقبة شبكة المياه في دبي التي تمتد لأكثر من 3000 كيلومتر، وتشمل: الأنابيب ومحطات الضخ والخزانات على مدار الساعة، مشيراً إلى أنه تم تعزيز هذه القدرة من خلال تركيب أكثر من 10.000 جهاز ذكي، ما يدعم التحول الرقمي ويعزز الكفاءة التشغيلية.
نظام
وأضاف: طورت الهيئة نظام محاكاة ذكياً يحاكي حالات تسريب الأنابيب المختلفة، ما يمكنها من تقييم واختبار تقنيات الكشف الجديدة. ويعتمد هذا النظام على: إنترنت الأشياء (IoT) للمراقبة والتحكم عن بعد، ومستشعرات ذكية في الأنابيب لرصد البيانات الهيدروليكية (مثل الضغط والتدفق ودرجة الحرارة)، إضافة إلى خوارزميات متقدمة لتحليل البيانات وتحديد مواقع التسريبات بدقة.
حلول تقنية
وقال معالي سعيد الطاير: تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تعزيز كفاءة شبكة المياه في الإمارة من خلال تبني مجموعة متطورة من الحلول التقنية والذكاء الاصطناعي، ما يسهم في رفع مستوى الخدمة ودعم جهود الاستدامة.
وأشار إلى الابتكارات الرئيسية في الهيئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وهي: الرصد والمعالجة الفورية: حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد الهجمات السيبرانية، والتسريبات، والأعطال في الشبكة، وعزلها وإصلاحها تلقائياً.
والصيانة التنبؤية: وذلك من خلال التنبؤ بأعطال العدادات الذكية والمضخات قبل حدوثها، بالاعتماد على بيانات أجهزة الاستشعار، إلى جانب إشعارات التسريب الآلية: حيث تم أتمتة إرسال الإشعارات للمتعاملين في حال الاشتباه بوجود تسريب للمياه في عقاراتهم.
أنظمة
وأوضح أن أبرز الأنظمة والتقنيات المستخدمة لضمان إدارة مثلى لشبكة المياه، تعتمد الهيئة مجموعة من الأنظمة المتطورة، منها: نظام (سكادا) SCADA: للإشراف والتحكم وجمع البيانات، والشبكة الذكية وتقنيات المراقبة:
مثل المشروع الرائد «هيدرونت»، ونظام إدارة التوزيع الذكي (SDMS)، وتقنية «الكرة الذكية»، إضافة إلى أنظمة إدارة الضغط وتحديد التسريبات: مثل أنظمة DMA وتقنيات الكشف السمعي واستخدام غاز الهليوم لاكتشاف التسريبات غير المرئية.
نتائج
حققت الحلول المبتكرة التابعة للهيئة نتائج استثنائية، وإنجازات بارزة منها: خدمة «iService»، والتي ترصد انقطاع الخدمة وإصلاح الأعطال في العدادات تلقائياً، ومشروع «هيدرونت» لإصلاح التسريبات في ثوانٍ دون تدخل بشري، من خلال التكامل مع أنظمة (سكادا).
إضافة إلى نظام «هايدرو إنسايت» الحائز على جائزة عالمية، والذي يسهم في خفض الوقت اللازم لرصد الأعطال وإصلاحها من 30 يوماً إلى ساعة واحدة فقط، مساهماً في تحقيق أدنى نسب فاقد مائي عالمياً.
كذلك تقنية «الكرة الذكية»، والتي حققت وفورات مالية بلغت 12 مليون درهم في 2024، وأسهمت في منع هدر 1.34 مليون متر مكعب من المياه، والكشف عن 180 تسريباً في خطوط النقل منذ إطلاقها.
وأوضح أن الهيئة تمتلك منصة متكاملة لدمج وتنظيم البيانات الضخمة القادمة من مختلف التطبيقات والتقنيات. وتسهم هذه المنصة في: تحليل البيانات الحالية والتنبؤ بالمستقبلي منها، وتحسين عمليات إدارة الأصول والعدادات الذكية.
والارتقاء بتجربة المتعاملين وسعادتهم. كما تقوم هيئة كهرباء ومياه دبي بتوفير إمدادات مائية مستدامة وآمنة، من خلال اعتماد أحدث التقنيات، وأكثرها تطوراً لمراقبة الجودة وضمانها في كل مرحلة، بدءاً من التحلية وحتى التوزيع.
جودة
وقال معالي سعيد الطاير: توفر الهيئة مياهاً محلاة تتوافق تماماً مع أعلى معايير السلامة العالمية، بما في ذلك المعايير الصارمة التي تضعها منظمة الصحة العالمية لإنتاج ونقل وتوزيع مياه الشرب.
لافتاً إلى أن ثمة رقابة مستمرة على مدار الساعة لضمان هذه الجودة، حيث تطبق الهيئة نظام رقابة متكاملاً يشمل: فحص عينات مياه البحر الداخلة إلى المحطات بشكل مستمر، والرصد الآني لخصائص مياه البحر مثل:
درجة الحرارة، والملوحة، والأوكسجين المذاب، ودرجة الحموضة، ومراقبة كمية الكلور الحر المتبقي لضمان فعالية التعقيم وحماية المعدات، إلى جانب نظام أخذ عينات دوري من مختلف مراحل عملية التحلية، وتحليل شامل للخصائص الفيزيائية والكيميائية (العضوية وغير العضوية) والميكروبيولوجية للمياه الداخلة والخارجة، وفقاً للقوانين المحلية في دولة الإمارات.
وحول التقنيات الذكية لتعزيز الرقابة والكفاءة أوضح معالي سعيد الطاير، أن الهيئة حققت قفزة نوعية في عمليات الرقابة عبر توظيف التقنيات الرقمية والمتقدمة: الطائرات من دون طيار (الدرونز) والتي تشمل:
الطائرات المائية لجمع عينات المياه من مواقع مختلفة تلقائياً، وطائرات المراقبة لكشف بقع الزيت مبكراً حتى مسافة 3 كيلومترات من الشاطئ، ما يمنع تلوث المياه مسبقاً، التصوير الحراري لمراقبة البنية التحتية للمحطات والكشف عن حالة العزل الحراري لوحدات التحلية، ما يرفع كفاءة الإنتاج.
وتمتلك الهيئة مركبات تعمل تحت الماء (ROV): يتم التحكم بها عن بُعد لمعاينة البنية التحتية لمآخذ مياه البحر بشكل دقيق وآمن. كما توظف الهيئة الذكاء الاصطناعي للصيانة التنبؤية، باستخدام منصات متطورة مثل «بريدكس» (PREDIX) من «جنرال إلكتريك» لمراقبة أداء المضخات الرئيسية في وحدات التحلية، وتوقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها، ما يقلل فترات توقف المحطات، ويعزز موثوقية الإمداد.
وتضمن الهيئة من خلال هذا النهج المتكامل الذي يجمع بين الرقابة المستمرة والتقنيات الذكية، تزويد المتعاملين بمياه شرب نقية وآمنة، معززة مكانتها الرائدة في قطاع خدمات المياه عالمياً.
