حال الإمارات

الإمارات تطلق منظومة نوعية للذكاء الاصطناعي تدعم تعزيز التنمية الزراعية العالمية

الإمارات تطلق منظومة نوعية للذكاء الاصطناعي تدعم تعزيز التنمية الزراعية العالمية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 8 ديسمبر 2025 10:21 مساءً - أعلنت دولة العربية المتحدة عن إطلاق منظومة للذكاء الاصطناعي لدعم تنمية القطاع الزراعي الدولي.

وستشكل هذه المنظومة منصة عالمية لتوفير حلول الذكاء الاصطناعي في المناطق الزراعية المعرضة لتغيرات المناخ، ودعم المجتمعات الأكثر تأثراً بتقلبات الطقس.

تأتي هذه الخطوة في إطار شراكة مع مؤسسة غيتس بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، والتي أُعلن عنها خلال مؤتمر الأطراف (COP28) لدفع جهود التنمية الزراعية العالمية.

حضر مراسم الإعلان عن إطلاق المنظومة، التي جاءت ثمرة لعامين من العمل والشراكات المتواصلة، معالي مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وبيل غيتس، رئيس مؤسسة غيتس، اللذان شاركا في العرض التفاعلي الشامل لركائز المنظومة الأساسية "معرض شراكة الإمارات - غيتس"، واستعرضا سُبل توظيف قوة البحث العلمي والقدرات التكنولوجية، وريادة الذكاء الاصطناعي في أبوظبي لدعم المجتمعات الزراعية الأكثر حاجة في مختلف أنحاء العالم.

وتستند المنظومة على ثلاث مبادرات رئيسية تشمل: مركز الذكاء الاصطناعي التابع للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، ومعهد الزراعة والذكاء الاصطناعي (IAAI)، ونموذج AgriLLM، ومبادرة آلية التوسيع في الابتكار الزراعي AIM for Scale.

وقالت معالي مريم المهيري: " تقود دولة الإمارات جهود توظيف الذكاء الاصطناعي لحماية المزارعين حول العالم والمجتمعات الأكثر عرضة لتقلبات المناخ. ومن خلال ربط قدراتنا الوطنية المتخصصة في البحوث والذكاء الاصطناعي بشركاء عالميين رائدين، فإننا نحوّل المعارف والأبحاث العلمية إلى حلول قابلة للتطبيق على أرض الواقع وتُمثل شراكتنا الإستراتيجية مع مؤسسة غيتس محركاً أساسياً لتطوير أدوات زراعية ذكية تدعم ملايين المزارعين من أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يواجهون أحوال طقس غير متوقعة، مما يضمن مستقبلاً أكثر استقراراً وأملاً للمجتمعات حول العالم".

بدوره، قال بيل غيتس: " يندرج أصحاب الأراضي الزراعية الصغيرة ضمن الفئات الأكثر تضرراً من آثار تغيّر المناخ فهم لا يملكون ما يكفي من الأدوات اللازمة للتكيّف مع الظروف الجديدة ومن هذا المنطلق حرصنا على أن تساعد منظومة الذكاء الاصطناعي للقطاع الزراعي في تغيير هذا الواقع من خلال توفير حلول عملية قائمة على البيانات للمزارعين. وأنا ممتنّ لقيادة دولة الإمارات؛ فهذه المبادرة تُساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتدعم المزارعين في مواجهة تبعات الاحتباس الحراري المتنامية".

من جانبها، قالت أسمهان الوافي، المديرة التنفيذية للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية: "إن منظومة الذكاء الاصطناعي للقطاع الزراعي مدعومة بالعلوم ومدفوعة بالشراكات العالمية. ومن خلال الجمع بين خبرات الذكاء الاصطناعي ورؤى الشركاء الدوليين، تستطيع هذه المنظومة ابتكار حلول تعزز جودة عمليات صنع القرار وتوجه السياسات والاستثمارات وتسرّع اعتماد الأدوات الرقمية لدعم المجتمعات الأكثر حاجة في الجنوب العالمي وكذلك مزارعي الشمال الذين يواجهون تحديات مماثلة".

وتعتمد منظومة الذكاء الاصطناعي للقطاع الزراعي على شبكة تعاون تضم مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وعدداً من المؤسسات في أبوظبي هي: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة نيويورك أبوظبي، وشركة ai71، إلى جانب شركاء دوليين رئيسيين، منهم مؤسسة غيتس، والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، والبنك الدولي.

ويشكل هؤلاء الشركاء معاً نظاماً موحداً يُحوّل الأبحاث المتقدمة وقدرات الذكاء الاصطناعي إلى حلول عملية للمزارعين والحكومات والمؤسسات التنموية الفاعلة.

ويغطي هذا النظام سلسلة كاملة من الابتكار، بدءاً من الاكتشاف العلمي وصولاً إلى الاستشارات الرقمية، ونماذج الذكاء الاصطناعي الزراعية مفتوحة المصدر، والتطبيق الميداني في المناطق الأكثر عرضة لتقلبات المناخ.

هذه المبادرات الأربع هي:
مركز الذكاء الاصطناعي التابع للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR): وهو منصة عالمية للتعاون تستضيفها أبوظبي بالتعاون مع شركة الذكاء الاصطناعي ai71 كشريك تقني أساسي.

ويهدف هذا المركز إلى إحداث ثورة في قطاع الزراعة من خلال قيادة التحول الرقمي والابتكار، ويسعى إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي الزراعي الدولي، بالاعتماد على خمسة عقود من البيانات والخبرات الزراعية التي يمتلكها 13 مركزاً بحثياً عالمياً وشبكات شركائها.

معهد الزراعة والذكاء الاصطناعي (IAAI): يتخذ من حرم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي مقراً له، ويعدّ إضافة جديدة رائدة في مجال الزراعة عبر تقديم أدوات استشارية رقمية، وبرامج تدريبية، وفِرق دعم فني للحكومات والمنظمات غير الحكومية. كما سيكرّس جهوده لتحسين حياة وسبل معيشة أكثر من 43 مليون مزارع من أصحاب الأراضي الصغيرة.

نموذج AgriLLM الجديد: وهو نموذج لغوي مفتوح المصدر تم تطويره من قبل شركة ai71 في أبوظبي لتوفير حلول ذكية في القطاع الزراعي على مستوى العالم، وجرى تدريبه باستخدام بيانات زراعية مُعمّقة تشمل 150 ألف وثيقة زراعية، و50 ألف ورقة بحثية، و120 ألف سؤال وجواب واقعية متعلقة بمسائل زراعية.

ويمتلك النموذج قدرة على فهم لغات متعددة. وقد أظهرت الاختبارات قدرته على تقديم إرشادات مخصصة حسب المنطقة والتخصص الزراعي. حيث يساعد في مجالات التكيّف المناخي، وإدارة الموارد، والإنتاج الغذائي. وسيتم طرح النموذج الكامل المدعوم بالذكاء الاصطناعي للعامة مجاناً، سواء لاستخدامه أو تعديله أو البناء عليه.

مبادرة آلية التوسع في الابتكار الزراعي (AIM for Scale): وهي منصة مشتركة التمويل بين دولة الإمارات ومؤسسة غيتس، مقرها جامعة نيويورك أبوظبي، وتقود الجهود العالمية لتقديم توقعات للطقس مدعومة بالذكاء الاصطناعي وخدمات استشارات رقمية تساعد المزارعين.

وفي مؤتمر الأطراف (COP30)، أعلنت المبادرة مع شركائها عن هدف مشترك يتمثل في الوصول إلى 100 مليون مزارع بحلول العام 2030.

ومن خلال هذه المبادرة نجحت حكومة الهند عام 2025 في توفير توقعات موسمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي عبر الرسائل النصية القصيرة إلى 38 مليون مزارع.

وانطلاقاً من هذ التقدم، أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي - بالتعاون مع جامعة شيكاغو - برنامجاً لتدريب كوادر خدمات الأرصاد الجوية في أبوظبي. شمل التدريب كوادر من بنغلاديش، تشيلي، إثيوبيا، كينيا، ونيجيريا، مع خطط لتوسيع نطاق خدمات البرنامج لتشمل 25 دولة إضافية بحلول عام 2027.
 

Advertisements

قد تقرأ أيضا