ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 17 ديسمبر 2025 11:21 مساءً - أكد الدكتور عيسى البستكي، رئيس نادي الإمارات العلمي، أن المخيم الشتوي الذي ينظمه نادي الإمارات العلمي يمثل نموذجاً عملياً للاستثمار في العقول الشابة، وبناء قاعدة معرفية ومهارية متينة لدى الطلبة، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من المخيم لا يقتصر على تقديم محتوى علمي، بل يركز على إعداد طالب يمتلك أدوات التفكير، والقدرة على التحليل، والجرأة على الابتكار.
وأوضح الدكتور البستكي بأن 250 طالباً وطالبة، شاركوا هذا العام في المخيم ضمن برنامج علمي تطبيقي متكامل يضع بناء المهارات في صدارة أولوياته، ويركز على تنمية التفكير العلمي، وتعزيز قدرات الطلبة على الابتكار والتحليل والعمل التطبيقي، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ بمتطلبات المستقبل العلمية والتقنية.
ويأتي المخيم في إطار توجه النادي نحو تقديم تجارب تعليمية مختلفة تتجاوز المفهوم التقليدي للتعليم، حيث يعتمد على الدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، ويمنح الطلبة فرصة حقيقية للتفاعل المباشر مع العلوم والتقنيات الحديثة، في بيئة تعليمية محفزة تشجع على الاكتشاف والتجربة والعمل الجماعي، ويغطي المخيم مجموعة واسعة من المجالات العلمية والتقنية التي تشكل ركائز أساسية لمهارات المستقبل، تشمل الكهرباء والإلكترونيات، والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، والروبوت، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والكيمياء العامة، إلى جانب برامج الاستدامة، والعالم الصغير، والنجارة والفن التشكيلي، بما يحقق توازناً بين العلوم التطبيقية والمهارات الإبداعية والحياتية.
وأوضح أن برنامج المخيم يعتمد على ورش عمل تطبيقية ومختبرات تفاعلية، يشارك فيها الطلبة بشكل مباشر، حيث يتعلمون من خلال التجربة والمحاولة، ويعملون على تنفيذ مشاريع مصغرة تحاكي الواقع العملي، ما يسهم في ترسيخ المفاهيم العلمية لديهم، ويعزز قدرتهم على الربط بين المعرفة والتطبيق.
ولفت إلى أن النادي حرص على تصميم برنامج المخيم بعناية ليشمل مجالات علمية متقدمة تمثل ملامح مهن المستقبل، مؤكداً أن تعريف الطلبة بهذه المجالات في سن مبكرة يسهم في توسيع آفاقهم، ومساعدتهم على اكتشاف ميولهم العلمية، وبناء مسارهم التعليمي بثقة ووعي.
وأشار إلى أن مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات تهدف إلى تمكين الطلبة من فهم أحد أهم محركات العصر الحديث، والتعرف إلى كيفية توظيف البيانات والتقنيات الذكية في حل المشكلات وخدمة المجتمع، فيما تسهم برامج الأمن السيبراني في تعزيز الوعي الرقمي، وترسيخ ثقافة الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا.
وأضاف إن ورش الروبوت والطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح للطلبة فرصة تحويل أفكارهم إلى نماذج ملموسة، وتنمية مهارات التصميم والهندسة والدقة، وتعزيز التفكير المنطقي، بينما تسهم برامج الكهرباء والإلكترونيات في بناء أساس علمي قوي، يساعد الطلبة على فهم المبادئ التقنية التي تقوم عليها العديد من التطبيقات الحديثة.
وبين أن المخيم يولي اهتماماً خاصاً بتبسيط العلوم وربطها بالحياة اليومية، من خلال برامج الكيمياء العامة والعالم الصغير، التي تهدف إلى تعزيز حب الاستكشاف لدى الطلبة، وكسر الحاجز النفسي تجاه المواد العلمية، وتحويلها إلى تجربة ممتعة وقابلة للفهم.
وأكد أن النادي لم يغفل الجوانب الإبداعية والمهارية، حيث يتضمن المخيم ورشاً في النجارة والفن التشكيلي، تسهم في تنمية المهارات اليدوية، وتعزيز الحس الفني، وبناء شخصية متوازنة تجمع بين التفكير العلمي والقدرة على الإبداع.
