حال الإمارات

محمد الكويتي: تعيين 5 آلاف كادر وطني بالقطاع الخاص لتعزيز الأمن السيبراني

محمد الكويتي: تعيين 5 آلاف كادر وطني بالقطاع الخاص لتعزيز الأمن السيبراني

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 17 ديسمبر 2025 11:51 مساءً - أكد الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة ، أن الأمن السيبراني بات اليوم أحد أعمدة الأمن الوطني الشامل، وخط الدفاع الأول عن مكتسبات الدولة الرقمية، في ظل عالم يشهد تصاعداً غير مسبوق في التهديدات السيبرانية، وتحوّل الفضاء الرقمي إلى ساحة صراع مفتوحة بين الدول والتنظيمات، وحتى الأفراد.

وأوضح الكويتي، خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة، أن دولة الإمارات تتصدى يومياً لنحو 200 ألف هجمة سيبرانية، تستهدف قطاعات حيوية مختلفة.

مؤكداً أن الجاهزية السيبرانية العالية التي وصلت إليها الدولة تمكّنها من رصد هذه الهجمات وإحباطها قبل أن تُحدث أي تأثير في استمرارية الخدمات أو أمن البيانات.

وأكد الكويتي، حرص دولة الإمارات على الاستثمار الاستراتيجي في الكوادر البشرية الوطنية، باعتبارها الركيزة الأساسية لمنظومة الأمن السيبراني، لافتاً إلى أن هذا التوجه أسهم في تعيين نحو 5 آلاف مواطن ومواطنة في القطاع الخاص بمجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تمكين الكفاءات الشابة وإشراكها في صناعة المستقبل الرقمي للدولة.

وأشار إلى أن تمكين الشباب لم يعد خياراً مرحلياً، بل يمثل أولوية وطنية راسخة انتهجتها القيادة الرشيدة، إدراكاً منها بأن العنصر البشري يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات السيبرانية، إلى جانب التكنولوجيا المتقدمة والأطر التشريعية والتنظيمية.

حيث تبنت دولة الإمارات منهجاً استباقياً متكاملاً في هذا المجال، جعل البعد السيبراني جزءاً مكملاً لرؤيتها المستقبلية، من خلال تطوير الاستراتيجيات الوطنية، ورفع المعايير الأمنية، وتعزيز التنسيق والتكامل بين الجهات الأمنية والتقنية، بما يضمن بناء منظومة سيبرانية وطنية قوية، قادرة على حماية المكتسبات الرقمية ودعم مسيرة التحول نحو اقتصاد رقمي آمن ومستدام.

وبين رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة حاسمة في مواجهة حملات التضليل الرقمي والحروب المعلوماتية، لما يمتلكه من قدرات متقدمة على تحليل البيانات الضخمة وتتبع الأنماط السلوكية للحسابات والمنصات الرقمية.

مشيراً إلى أن تحليل الوسوم «الهاشتاغات» والحملات المغرضة المنظمة ضد دولة الإمارات، يمكن فضحها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على رصد توقيت إطلاق الحملات، ومصادرها الجغرافية، والجهات التي تقف خلفها.

وأشار إلى أن الإرهاب السيبراني لم يعد محصوراً في اختراق الأنظمة أو تعطيل الخدمات، بل أصبح يعتمد بشكل متزايد على التضليل الإعلامي الرقمي وبث الشائعات وتزييف الحقائق عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما تتعامل معه دولة الإمارات بمنهجية متقدمة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتحليل البشري، بما يعزز سرعة الاستجابة ودقة القرار ويحمي الفضاء الرقمي الوطني.

وشدد الكويتي على أن التهديدات السيبرانية لا تميز بين جهة حكومية أو مؤسسة خاصة أو أفراد، مؤكداً أن ما يُعرف بـ«ساعة الصفر» في الهجمات الإلكترونية قد تطال أي كيان يفتقر إلى الجاهزية، ما يجعل الجميع عرضة للمخاطر دون استثناء، مؤكداً أن هذا الواقع يفرض التزاماً جماعياً بتطبيق السياسات والمعايير الوطنية للأمن السيبراني، ورفع مستويات الاستعداد والجاهزية بشكل مستمر لمواكبة تطور التهديدات.

وحذّر الكويتي من الاستخدام غير المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لما قد يسببه من أضرار بالبيانات أو تسهيل عمليات الاختراق، لافتاً إلى أن التسارع التقني أسهم في بروز ظواهر خطرة مثل التزييف العميق وخداع المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

والتي باتت تُستغل كأدوات في الحروب المعلوماتية والسيبرانية، مؤكداً أن دولة الإمارات تعمل بشكل وثيق مع شركائها الاستراتيجيين على التنبؤ بالمخاطر ورصدها والتصدي لها بمنهج استباقي، يضمن حماية الفضاء الرقمي الوطني واستدامة الخدمات الحيوية.

وأكد الكويتي، أن التنمر الإلكتروني، والجرائم الإلكترونية، والابتزاز الرقمي تُعد من أخطر التهديدات السيبرانية التي تستهدف الأفراد والمجتمع، نظراً لما تخلّفه من آثار نفسية عميقة، وانعكاسات اجتماعية سلبية، وخسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، قد تمتد لتطال استقرار الأسر وثقة الأفراد بالمنصات الرقمية.

مؤكداً أن هذه الممارسات تستغل الفضاء الإلكتروني وسهولة الوصول إلى المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي للإساءة والتلاعب والضغط النفسي، وخاصة على فئات الأطفال والشباب، ما يجعلها تهديداً حقيقياً للأمن المجتمعي إلى جانب كونها خطراً سيبرانياً.

وأشار إلى أن تصاعد هذا النوع من الجرائم يسهم في زعزعة الثقة بالبيئة الرقمية ويقوض الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ أسلوب الحياة الذكي وتعزيز التحول الرقمي الآمن.

مؤكداً أن التصدي لهذه التحديات يتطلب تعزيز الوعي المجتمعي بثقافة الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، وتكثيف الحملات التوعوية، وتطوير الأطر التشريعية، وتفعيل آليات الرصد والاستجابة السريعة، إلى جانب دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية في بناء جيل واعٍ رقمياً وقادر على حماية نفسه من المخاطر السيبرانية.

وأكد الكويتي، حرص دولة الإمارات على رصد وإغلاق الثغرات المرتبطة ببعض الألعاب الإلكترونية التي تتيح خاصية المكالمات أو تقدم حوافز ومكافآت مادية، لما تمثله من مخاطر سيبرانية وسلوكية، ومنها الحروب الدينية الموجهة ضد الإسلام، محذراً من خطورة هذه الألعاب على فئة المراهقين على وجه الخصوص، نظراً لدورها في تعزيز الإدمان الرقمي واستغلال الخصائص التفاعلية للتأثير النفسي والسلوكي.

وأشار إلى أن بعض هذه المنصات قد تُستخدم كقنوات للتواصل غير الآمن أو الاستدراج أو الابتزاز، إضافة إلى تأثيرها السلبي في الصحة النفسية والتركيز والتحصيل الدراسي، مؤكداً أن التعامل مع هذه التحديات يتم ضمن إطار وطني متكامل يشمل الرصد التقني، والتشريعات التنظيمية، والتوعية الأسرية والمجتمعية، بما يضمن توفير بيئة رقمية آمنة تحمي النشء وتواكب في الوقت ذاته التطور التكنولوجي.

200.000

هجمة سيبرانية تتصدى لها الإمارات يومياً

التنمر الإلكتروني والابتزاز الرقمي تهديدات حقيقية ضد المجتمع

Advertisements

قد تقرأ أيضا