حال الإمارات

دعم الأهل والمعلمين طريق الأطفال إلى مواجهة تحديات الغد

  • دعم الأهل والمعلمين طريق الأطفال إلى مواجهة تحديات الغد 1/5
  • دعم الأهل والمعلمين طريق الأطفال إلى مواجهة تحديات الغد 2/5
  • دعم الأهل والمعلمين طريق الأطفال إلى مواجهة تحديات الغد 3/5
  • دعم الأهل والمعلمين طريق الأطفال إلى مواجهة تحديات الغد 4/5
  • دعم الأهل والمعلمين طريق الأطفال إلى مواجهة تحديات الغد 5/5

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - يتعرض الأطفال في مراحلهم الدراسية والحياتية لمواقف متنوعة، سواء في الدراسة أو الأنشطة أو العلاقات الاجتماعية، غير أن طريقة تعامل المحيطين بالطفل، خاصة الوالدين والمعلمين، مع هذه المواقف تلعب دوراً حاسماً في تشكيل قدرته على التكيف مع الضغوط وبناء مرونته النفسية.

وأوضح مختصون أن عرض الفشل للطفل على أنه «نقطة نهاية» أو «وصمة» يؤدي إلى شعور بالعجز والدونية وخوف من المحاولة، أما عند النظر للفشل كتجربة تعليمية، فإن الطفل يتعلم أن السقوط جزء طبيعي من النمو، وأن الخطأ فرصة للتطور، وليس نقصاً في القيمة الشخصية.

وأكد الخبراء أن الأطفال الذين يتلقون دعماً حقيقياً من أسرهم ومعلميهم يظهرون مرونة نفسية أعلى وقدرة أكبر على التكيف مع الضغوط، ويطورون طريقة تفكير مستقبلية قائمة على المحاولة والتطوير، بدل الخوف والانكسار.

وأضافوا أن استثمارنا في طريقة تعاملنا مع فشل أطفالنا اليوم يمثل استثماراً مباشراً في جيل قادر على مواجهة تحديات الغد بثقة وتوازن.

وفي هذا السياق، قالت شيخة سعيد المنصوري، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة: إن المؤسسة تحرص على إطلاق برامج لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وبقدراته ومن أبرزها «قلم رصاص» لقصة تركز على أبعاد عميقة قد يتعرض لها العديد من الأطفال، وهي عبارة عن قصة تهدف إلى تجنب الآخرين لهم كما حدث مع القلم.

وتشجع على عدم الاستسلام والبحث عن الذات والقدرات والمواهب، والتسامح مع الآخرين وتقبلهم، مؤكدة أن القصة ستلاقي إقبالاً لدى الأسر نظراً لبساطتها في مخاطبة الأطفال، ومرونتها في إيصال الأفكار الإيجابية إليهم.

رسائل النجاح

جاسم المرزوقي
جاسم المرزوقي

وقال الدكتور جاسم المرزوقي، خبير نفسي وأسري في دبي، إن الأسرة هي أول بيئة يتلقى فيها الطفل رسائله عن النجاح والفشل، مشيراً إلى أنه في كثير من البيوت، لا يزال الطفل يسمع عبارات نقد قاسية عند التعثر، مثل:

«كيف تحصل على درجة متدنية في الامتحان؟» أو «أنت لست على قدر المسؤولية»، أو يتم مقارنته بإخوانه أو زملائه بشكل يضعف ثقته بنفسه.

وأضاف: «لا بد من اتباع ممارسات أسرية إيجابية تسهم في رفع مرونة الطفل النفسية، من أبرزها، التعامل مع الفشل كجزء من التعلم عبر توجيه أسئلة من نوع، «ماذا تعلمت من هذه التجربة؟» بدلاً من «لماذا فشلت؟»، مع التركيز على الخطوات القادمة أكثر من اجترار الخطأ.

أسباب وحلول

لينة أميري
لينة أميري

بدورها، قالت الدكتورة لينة أميري، أخصائية نفسية بدبي، إنه لا بد من إتاحة مساحة للطفل للتعبير عن مشاعره، والاعتراف بحزنه أو خيبته، قبل الدخول في النقاش حول الأسباب والحلول.

ونوهت بضرورة مدح الجهد وليس النتيجة فقط مثل الإشادة بالمثابرة، وتنظيم الوقت، والمحاولات المتكررة للوصول إلى النجاح، ما يرسخ لدى الطفل قناعة بأن قيمته لا تقاس برقمه في الشهادة فقط، لافتة إلى أهمية تجنب المقارنات الجارحة واستبدالها بمقارنة الطفل بنفسه عبر ملاحظة تقدمه الشخصي بين مرحلة وأخرى.

وقالت: إن هذه الأساليب تسهم في بناء شعور داخلي لدى الطفل بأن لديه «شبكة أمان» أسرية، تسمح له بالتجربة دون خوف مبالغ فيه من الفشل.

وأوضحت الدكتورة أميري أن الدعم الأسري والمدرسي عند الفشل لا يقتصر على تحسين أداء الطفل الدراسي أو السلوكي فحسب، بل يحدث تحولاً إيجابياً في بنيته النفسية.

شريك أساسي

إيمان حسين
إيمان حسين

وأكدت المعلمة إيمان حسين، أن المعلم شريك أساسي في بناء المرونة لدى الطفل، وقالت: «إن المدرسة تمثل المحيط الثاني المؤثر في نظرة الطفل للفشل، مشيرة إلى أنه في داخل الصف، قد تتحول الأخطاء الدراسية إلى مصدر سخرية من الزملاء وتنمر، أو نقد علني من المعلم، ما يدفع الطفل إلى الانسحاب، أو رفض المشاركة، أو إخفاء ضعفه خوفاً من الإحراج».

وأضافت: «على الجانب الآخر، يسهم المعلمون الذين يدركون أثر كلماتهم وسلوكهم في تعزيز قدرة الطفل على التكيف، عبر تطبيع الخطأ داخل الصف من خلال توضيح أن الخطأ جزء من عملية التعلم، وأن الجميع معرضون له، بما في ذلك المعلم نفسه».

مساندة

سارة مهدي
سارة مهدي

وقالت المعلمة سارة مهدي: إن دعم الطلاب المتعثرين يجب أن يكون بشكل فردي، عبر تقديم مساندة خاصة للذين يواجهون صعوبة في مادة معينة، وتشجيعهم على المحاولة التدريجية دون تنمر أو تحقير.

وشددت على ضرورة خلق بيئة آمنة للمشاركة وتشجع الطفل على طرح الأسئلة والمحاولة، دون الخوف من السخرية أو التقييم القاسي أمام زملائه، والتركيز على التقدم، لا الكمال، عبر الإشارة إلى أي تحسن، ولو بسيط، في أداء الطالب، وتعزيز ثقته بقدرته على التطور.

وأكدت مهدي أن المعلمين الذي يتبنون هذه النظرية يسهمون في تحويل المدرسة إلى ساحة تدريب حقيقية على مواجهة الفشل، وليس مصدر قلق دائم للطفل.

أمينة الطاهر
أمينة الطاهر

وأوضحت أمينة طاهر، تربوية وأخصائية نفسية، أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه وقت الفشل من قبل والديه ومعلميه، تتكون لديه مجموعة من القناعات الإيجابية، هذه القناعات تشكل نواة ما يسمى بالمرونة النفسية، أي القدرة على استعادة التوازن بعد الضغوط والانتكاسات، والنظر للمواقف الصعبة كفرص للتعلم والنمو، لا كأحكام نهائية على الذات.

الفشل ليس النهاية بل هو تجربة تعليمية يستفاد منها

الأخطاء والتحديات مع الدعم بوابة بناء الشخصية القوية والمتوازنة

Advertisements

قد تقرأ أيضا