ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 24 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - المشاركة في فعاليات ثقافية ومجتمعية
ممارسة أنشطة مشتركة بين الآباء والأبناء
تتجدد التساؤلات مع انطلاق العطلة الشتوية لطلبة الجامعات، حول كيفية استثمار هذه الفترة القصيرة في تعزيز الترابط الأسري والاجتماعي بين الطلبة وأسرهم، بعيداً عن ضغوط الدراسة ومتطلبات الحياة الجامعية.
وأكد أكاديميون ومختصون وطلبة وأولياء أمور، لـ«حال الخليج»، أن العطلة الشتوية تعدّ فرصة ثمينة للطلبة ليستعيدوا توازنهم وطاقتهم، ولتعيد الأسرة ترميم جسور التواصل التي قد يبهت بريقها خلال زحمة الدراسة، والابتعاد عن الشاشات التي باتت تلتهم وقت الطلبة خلال الدراسة، سواء في المحاضرات الافتراضية أو إنجاز الواجبات أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لافتين إلى أن الإجازة ليست مجرد أيام راحة بالابتعاد عن الضغط الروتيني الأكاديمي، وتحقيق الراحة الذهنية والجسدية والنفسية للطالب، بل هي أيضاً مساحة لإعادة بناء الروابط الإنسانية الأهم.
الشعور بالانتماء
وخلصوا إلى 7 نصائح تسهم في تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية وتعزيز الصحة النفسية للطلبة، خلال الإجازة الشتوية، أبرزها: قضاء وقت نوعي مع الأسرة من خلال الزيارات والرحلات القصيرة، المشاركة في فعاليات ثقافية ومجتمعية لتعزيز الشعور بالانتماء، ممارسة أنشطة مشتركة بين الآباء والأبناء مثل الرياضة والقراءة، تشجيع الطلبة على التطوع والمشاركة في المبادرات المجتمعية، إتاحة مساحة للحوار المفتوح بين الطلبة وأسرهم حول خططهم المستقبلية، تطوير مشروعات شخصية، مساحة زمنية.
وقال محمد عبدالله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، إن العطلة الشتوية تمثل مساحة زمنية ضرورية لاستعادة التوازن النفسي، موضحاً أن الضغوط الأكاديمية التي يتعرض لها الطلبة طوال الفصل الدراسي تستدعي فترة استرخاء تمكنهم من استعادة نشاطهم واستعادة التواصل مع أسرهم.
تفاعل حقيقي
وقالت الدكتورة فاطمة طاهر، أستاذة قسم الحوسبة والتكنولوجيا التطبيقية في جامعة زايد ، إن تقليل الوقت أمام الأجهزة يمنح الطلبة مساحة أوسع للتفاعل الحقيقي مع أسرهم، وممارسة أنشطة منزلية واجتماعية تعزز الروابط العائلية وتنعكس إيجاباً على صحتهم النفسية.
وأشارت إلى أن الإجازة يمكن أن تكون بداية لتصحيح العادات الرقمية وتشجيع الطلبة على قضاء وقت نوعي أكثر بالقراءة أو الرياضة أو الجلسات العائلية.
بدورها، تقول الدكتورة شاكيل أجنيو أستاذة في علم النفس بجامعة هيريوت وات دبى، إن إجازة نصف العام ، تسهم في استعادة الطلبة لنشاطهم ونموهم، لاسيما وأن الطلبة في نهاية الفصل الدراسي الأول يشعرون غالباً بالإرهاق، وتتأثر أنماط نومهم ويزداد الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.
مشكلات نفسية
وأوضحت أن بعض الدراسات أشارت إلى أن التعرض المفرط للأجهزة الرقمية يرتبط بنتائج نفسية سيئة، حيث أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في تقرير نشرته العام الجاري أن المراهقين الذين يستخدمون الشاشات لأغراض ترفيهية بشكل مكثف أكثر عرضة لمشكلات نفسية.
حوار أسري
من ناحيتها قالت أمينة الطاهر، تربوية، إن الإجازة الشتوية يجب ألا تختزل في النوم أو العزلة، بل يفترض أن تكون مساحة للحوار الأسري، حيث يمكن للوالدين استغلال هذا الوقت لتقييم احتياجات أبنائهم، ومناقشة تحدياتهم الجامعية، وتشجيعهم على تعزيز مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.
وأوضحت أن المشاركة في الأنشطة المجتمعية، مثل التطوع أو حضور الفعاليات الثقافية، يسهم في توسيع مدارك طلبة الجامعات وزيادة شعورهم بالانتماء للمجتمع.
دفء العلاقات
من ناحيتها ترى نادية غريب البسطي، ولية أمر، أن فترة الإجازة الشتوية تمنح الأسرة فرصة لاستعادة الدفء في العلاقات، ولا سيما بالنسبة للطلبة الذين يقيمون في السكن الجامعي أو يقضون أوقاتاً طويلة خارج المنزل.
من جانبه، أكد ولي الأمر جاسم الشامسي، أن فترة العطلة الشتوية حرصه على استثمار عطلة أبنائه في تعزيز الروابط الأسرية وتنمية مهاراتهم، عبر الأنشطة الاجتماعية والزيارات العائلية التي تفتح أمام الأبناء آفاقاً أوسع للتفاعل الإيجابي وفهم المسؤولية، لافتاً إلى أن الابتعاد التدريجي عن الشاشات خلال الإجازة يساعدهم على اكتشاف اهتمامات جديدة وتطوير قدراتهم في بيئة أكثر صحية وتوازناً.
ويرى الطالب يوسف علي أن الإجازة الشتوية هدنة للعودة إلى الحياة الطبيعية، مشيراً إلى أن انشغالات الدراسة تجعله بعيداً نسبياً عن أجواء العائلة، لكنه يستغل الإجازة للمشاركة في نشاطات منزلية وجلسات عائلية.
وتؤكد الطالبة ليلى عيسى أن العطلة تساعدها على إعادة تنظيم أولوياتها، والاستفادة من الوقت في اكتساب مهارات جديدة، إضافة إلى التقرب من العائلة والأصدقاء الذين يقل التواصل معهم خلال العام الدراسي.
