الارشيف / حال الإمارات

مناسبة العيد فرصة لبناء روابط حقيقية مع المستهلكين

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 17 أبريل 2023 09:58 صباحاً - التاريخ: 17 أبريل 2023

يمثل عيد الفطر وقت التلاقي والامتنان والأعمال الخيّرة، كما أنه وقت التسوق. وتتوقع إحدى الدراسات أن السكان في دولة الإمارات العربية المتّحدة سينفقون مبالغ أكبر بنسبة 39% على هدايا العيد هذا العام، مقارنةً بعام 2022. وبحسب بحث آخر أجرته شركة IPSOS ، فإنّ 78% من مستخدمي تيك توك يخطّطون لشراء هدايا لأحبّائهم خلال العيد.

من الواضح إذاً أنّ عيد الفطر المبارك يمثّل فرصةً لتحقيق زيادة في المبيعات من خلال اعتناق روح المناسبة. وبفضل المنصّات الرقمية، يمكن للعلامات التجارية أن تتوجّه إلى مجتمع شديد التفاعل من المتسوّقين ممّا يؤدّي إلى تحقيق مبيعات مرتفعة ونفاذ المنتجات من على الرفوف هذا العيد.

مفارقة الانتماء

ولكن في حين تسعى آلاف العلامات التجارية إلى الانتماء إلى لحظة العيد، ينتهي الأمر في ظهور كلّ العلامات بنفس الطريقة. وهذا هو جوهر مفارقة الانتماء. ففي سعيها لتحقيق ذلك الانتماء، تفقد العلامات جوهرها الحقيقي حيث تطغى السيناريوهات السطحية والمرئيات النمطية المرتبطة بالعيد. فكم من مرّة رأيت إعلاناً للعيد يتضمن تجمعات عائلية كبيرة، أو علب هدايا مغلفة بألوان زاهية، أو فوانيس ملونة؟

نتيجةً لتلك الرغبة والاندفاع إلى تحقيق الانتماء، تصبح العلامات غارقةً في بحرٍ من التشابه والتكرار.

الانتماء بتميّز

كيف يمكن إذاً للعلامات التجارية أن تحافظ على طابعها الفريد في لحظةٍ تتشاركها آلاف العلامات الأخرى؟ كيف يمكن أن تتشارك اللحظة مع الآخرين والبقاء وفية لجوهر العلامة وطابعها الخاص؟

لتحقيق ذلك، يجب على العلامات أن تحيط بمختلف جوانب اللحظة فتصبح إمكانات التسويق غير محدودة، حيث يمكن الاحتفال بها بطرق مختلفة ومن خلال وجوه وأصوات مفعمة بالحياة، إضافةً إلى المجتمعات العديدة التي يمكن التعبير من خلالها.

ويجب على العلامات التجارية أن تتذكّر أن العيد المبارك يخبر حكاية أوقات مميّزة، حيث تجتمع خلاله العائلات والأشخاص من مختلف الخلفيات والاهتمامات والأعمار. وسواء كانوا يشاهدون صلاة العيد في مكة أو يتنزّهون في بازار في القاهرة، تجمع بهجة العيد الناس في أيّ مكان كانوا وتحلّ أجواء المودّة والترابط والاحتفال.

وفي هذا السياق، تتفاعل المجتمعات مع أنواع المحتوى التي تتحدث إليها وتطال اهتماماتها، مما يعزز نمو مختلف الفئات من المحتوى. ومن الترفيه إلى الطعام والجمال وما إلى ذلك، تشهد كل فئة من هذه الفئات زيادة ملحوظة في الاستهلاك خلال العيد.

وعلى مدار السنة، وخلال العيد وشهر رمضان المبارك بشكلٍ خاص، نرى المستخدمين يلتفّون حول مجتمعات وثقافات فرعية تتشارك المشاعر والقيم والاهتمامات والأفكار الفريدة نفسها. وبغض النظر عن مدى انتشاره أو مدى تخصصه، ثمّة مجتمع للجميع.

وهذه المجتمعات تفسح المجال أمام تنوع كبير في اللحظات. على سبيل المثال، المحتوى الموجود في مجتمع #FoodTok ليس مخصّصاً لربّات المنازل فحسب بل هو موجّه لكلّ العائلة، و#التسوّق عبارةٌ عن تجربة ممتعة يتشارك فيها الجميع لفتح العلب والهدايا وليس مجرّد مسؤولية على قائمة المهام، ونرى هذا الأمر بوضوح في هاشتاغ #TikTokMadeMeBuyIt ، كما أن #الترفيه ليس فقط لنجوم التلفزيون، حيث يمكن للجميع أن يكونوا نجوماً في مقاطع الفيديو الخاصة بهم.

بالتالي، من خلال الاستفادة من تلك المجتمعات واللحظات، يمكن للعلامات التجارية بناء صلة متمايزة، أو بعبارة أخرى، تقديم محتوىً ذات قيمة فريدة.

أربعة عناصر أساسية

من أجل أن نفهم ما تبدو عليه تلك الصورة من الناحية العملية، نحتاج إلى التركيز على العناصر الأساسية الأربعة، وهي المحتوى وصانعي المحتوى والمجتمعات والمستهلكين، والتي تحيي ذلك التميز ولكن مع الارتباط بالموضوع الجوهري.

المحتوى

يمكن للعلامات التجارية أن تنتمي بتميز ببقائها وفيّة لجوهرها ورسالتها وصورتها ولكن من خلال إعادة تصوّرها بالاستعانة بالأساليب والنسق المُتاحة على المنصّة.

ومن خلال الجمع بين العناصر الأساسية الخاصة بالعلامة التجارية والميزات الإبداعية والأصوات المعروفة واللغة الخاصة، يمكن للمسوقين صياغة محتوى يندمج بسلاسة ضمن الوقت التعليمي الترفيهي للمستخدمين، مع الحفاظ على روح العلامة التجارية.

صانعو المحتوى

من خلال التعاون مع صانعي المحتوى الذين يتمتّعون بالقدرة على سرد القصص بأسلوب مميّز، وبصوت أصيل ومقنع، ومعرفة بأحدث الاتّجاهات، يمكن أيضاً للعلامات التجارية أن تحقق الانتماء بتميّز.

وفي العيد، تساعد أصالة تلك الشخصيات إلى جانب شعور المجتمعات بوجود رابط بها على تحقيق الأهداف المرجوّة للعلامات التجارية، حيث يتطلّع المستخدمون إليهم بكلّ شيء بدءاً من وصفات الطبخ إلى مقاطع الفيديو التي تصوّر فتح العلب والهدايا أو حتى وصولاً إلى المقاطع الكوميدية.

المجتمعات

وتعتبر المجتمعات العنصر الأساسي الذي يجعل تيك توك منصّة تشاركية كما هي عليه اليوم. وما من وقت أكثر ملائمة للاستفادة من قوة المجتمعات والثقافات الفرعية من فترة العيد، تلك المناسبة التي تجمع الملايين من الأشخاص حول العالم.

المستهلكون

في النهاية، يبقى المستهلك في صميم كلّ ذلك. ومع تطوّر المحتوى والمشهد الرقمي، بتنا اليوم نرى عدداً لافتاً من المستهلكين الذين يشاركون بشكل ناشط في إنشاء المحتوى الخاص بعلامات تجارية يجدون أنّها تمثلهم أو تهمّهم والتفاعل معه.

الخلاصة

يمثل عيد الفطر فرصة لا تُفوَّت للعلامات التجارية لترسيخ مكانتها في لحظة ذات أهميّة كبرى بالنسبة للكثير من الناس والمجتمعات، ولتزدهر في فرص لا حدود لها للتميز. ومن خلال الاستفادة بشكل استراتيجي من المحتوى وصانعي المحتوى والمجتمعات والمستهلكين الموجودين على المنصّة الأكثر تنوعاً وشمولية حتى الآن، يمكن للعلامات التجارية الانتماء بتميّز هذا العيد واختراق الضوضاء لبناء روابط حقيقية وزيادة المبيعات.

*المتحدث الرسمي: يوخن بيشوف، رئيس الشراكات الاستهلاكية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – الحلول التجارية العالمية في تيك توك

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا