ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 17 مايو 2025 11:35 مساءً - تشهد إمارة دبي تنوعاً تعليمياً استثنائياً يعكس مكانتها كوجهة عالمية من خلال 17 منهاجاً تعليمياً، وتُعد المدارس الأمريكية أحد أبرز مكونات هذا المشهد التعليمي المتنوع، حيث تُمثل خياراً رئيساً للكثير من أولياء الأمور، سواء من المواطنين أو المقيمين، الراغبين في تعليم أبنائهم وفقاً لمنهج يوازن بين الأكاديمية والمهارات التطبيقية.
وتُظهر إحصاءات عام 2024 - 2025 صادرة عن هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أن الإمارة تضم حالياً 40 مدرسة تعتمد المنهاج الأمريكي، يدرس فيها 56,114 طالباً وطالبة من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، موزعين على جميع المراحل الدراسية من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر.
ويُعد المنهاج الأمريكي الخيار الأول لتعليم الطلبة الإماراتيين بين خمسة مناهج تعليمية رئيسة تتوفر في دبي، متفوقاً على المناهج البريطانية، والهندية، والبكالوريا الدولية، والتربية والتعليم، ويُعزى هذا التفضيل إلى عدة عوامل، من بينها الطابع المرن للمنهج الأمريكي، وارتباطه الوثيق بالقبول في الجامعات العالمية، فضلاً عن اهتمامه بتطوير مهارات التفكير النقدي، والتعلم القائم على المشاريع، والابتكار.
ويمتد تأثير المدارس الأمريكية في دبي ليشمل الكوادر التعليمية أيضاً، إذ يحتل المعلمون الأمريكيون موقعاً متقدماً ضمن قائمة الجنسيات العشر الأكثر انتشاراً بين المعلمين في مدارس دبي، ويبلغ إجمالي عدد المعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة بالإمارة 23,014 معلماً ومعلمة من مختلف الجنسيات، حيث يشكل المعلمون الأمريكيون نسبة ملحوظة من هذه الكوادر، وهو ما يعزز من أصالة المنهاج الأمريكي وجودته، نظراً لقدوم هؤلاء المعلمين من بيئة تعليمية تتماشى تماماً مع فلسفة المنهج الذي يدرسونه.
ويُسهم وجود المعلمين الأمريكيين في إثراء التجربة التعليمية داخل المدارس، من خلال تطبيق استراتيجيات تعليم حديثة تركز على التعلم النشط، والتمييز في التعليم، ومراعاة الفروق الفردية، وهو ما ينسجم مع توجهات دبي نحو الارتقاء بجودة التعليم الخاص وتعزيز قدراته التنافسية على المستوى العالمي.
وعلى صعيد الطلبة، فإن أبناء الجالية الأمريكية يأتون ضمن الجنسيات العشر الأكثر انتشاراً في المدارس الخاصة بدبي، ويبلغ إجمالي عدد الطلبة في المدارس الخاصة بالإمارة 294,824 طالباً وطالبة، يتوزعون على أكثر من 220 مدرسة خاصة تُدرّس ما يزيد على 17 منهاجاً تعليمياً معترفاً بها دولياً.
ويعكس الحضور الكبير للطلبة الأمريكيين في المدارس الخاصة بدبي عمق العلاقات التعليمية والثقافية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، كما يُسهم في تعزيز التنوع الثقافي في البيئة المدرسية، الأمر الذي يعد أحد المقومات الأساسية في المنظومة التعليمية بدبي، حيث يُعد التعدد والانفتاح على الثقافات الأخرى من الأهداف الجوهرية للعملية التعليمية.
وتُعرف المدارس الأمريكية في دبي بمستوياتها الأكاديمية المرتفعة، وبما توفره من بيئة تعليمية شاملة تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، وتُهيئ الطلبة للتفوق في اختبارات القبول الجامعي الأمريكية مثل الـ SAT والـ AP، بالإضافة إلى توفير فرص متعددة للنشاطات اللامنهجية مثل الفنون، والرياضة، والبرامج المجتمعية.
كما تولي هذه المدارس اهتماماً كبيراً بالابتكار الرقمي والتقني، وتحرص على دمج التكنولوجيا في التعليم، ما يُمكّن الطلبة من اكتساب المهارات الرقمية المطلوبة لسوق العمل المستقبلي، ويؤهلهم للمشاركة في مجتمع المعرفة والاقتصاد الرقمي، وهو ما يتماشى مع رؤية دبي ومبادراتها في دعم التعليم النوعي وتعزيز الابتكار في المدارس.
المنهاج البريطاني يتصدر المناهج التعليمية في دبي
17 منهاجاً و186 جنسية في مدارس دبي
أخبار متعلقة :