ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 16 يوليو 2025 12:22 صباحاً - تبوأت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في برامج التوعية الصحية، والمشاركة المجتمعية في السياسات الصحية، والارتقاء بجودة الحياة، بحسب «مؤشر الشمول الصحي» الذي أطلقته شركة «هاليون»، بالتعاون مع «إيكونوميست إمباكت».
وجاء الإعلان عن نتائج المؤشر خلال جلسة نقاشية عقدت في أبوظبي، بتنظيم مشترك بين شركة «هاليون»، ومجلس الأعمال الإماراتي البريطاني، و«إيكونوميست إمباكت»، تحت شعار «من الوعي إلى العمل: بناء مجتمعات أكثر صحة عبر الرعاية الذاتية والثقافة الصحية».
وشهدت الفعالية مشاركة نخبة من القادة والمسؤولين الحكوميين والخبراء في قطاع الرعاية الصحية والأوساط الأكاديمية، من بينهم الدكتورة أمنيات الهاجري، المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة، وأردا أرات، المدير العام لشركة هاليون في منطقة الخليج والشرق الأدنى.
الدول الأفضل
ويعد مؤشر الشمول الصحي أداة تقييم دولية تقارن أداء 40 دولة عبر 58 مؤشراً فرعياً في مجالات الثقافة الصحية، والتوعية، والشمول، والعدالة، وقد أظهرت النتائج تصدر الإمارات قائمة الدول الأفضل أداءً، ما يعكس ريادتها العالمية في مجال الرعاية الصحية الوقائية والشاملة.
واحتلت الإمارات المرتبة الثانية عالمياً في تطبيق النظام الصحي الشامل، وكانت من بين أفضل خمس دول للرعاية الصحية المتمحورة حول الأفراد.
كما جاءت في المركز العاشر عالمياً في الثقافة الصحية، التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 30 % خلال السنوات الثلاث الماضية، نتيجة جهود التوعية، وتحسين الوصول، وتعزيز الشراكات بين القطاعات.
وأكدت نتائج المؤشر التأثير الإيجابي للنماذج الصحية الشاملة في تعزيز المرونة الاقتصادية، لا سيما للفئات المجتمعية الأضعف، مثل النساء وذوي الدخل المحدود وكبار السن.
وكشف التقرير أنه يمكن لتقليص ضعف الثقافة الصحية بنسبة 25 % أن يوفر 2.3 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم، بينما يؤدي ضعف الثقافة الصحية إلى ارتفاع تكاليف الفرد الصحية بمعدل 2.8 مرة.
وأشار التقرير إلى أن تحسين ثقافة صحة الفم يمكن أن يوفر 572 مليون دولار من تكاليف معالجة تسوس الأسنان على مدار الحياة، بينما يؤدي فقدان أكثر من 8.2 ملايين ساعة عمل سنوياً بسبب تسوس الأسنان إلى خسائر في الإنتاجية تزيد على 175 مليون دولار.
كما أن معالجة فقر الدم لدى النساء في سن الإنجاب قد يوفر نحو 336 مليون دولار سنوياً من تكاليف الرعاية الصحية، بينما يتوقع أن يؤدي تحسين إدارة أمراض اللثة إلى تقليل تكاليف داء السكري من النوع الثاني بأكثر من 809 ملايين دولار خلال عقد من الزمن.
وأكدت الدكتورة أمنيات الهاجري التزام مركز أبوظبي للصحة العامة بتعزيز النهج الوقائي في بناء أنظمة صحية شاملة، مشيرة إلى أن التوعية والتعاون المجتمعي يمثلان ركائز أساسية لتحقيق مستقبل صحي ومستدام.
تطوير الأنظمة
وأشاد برادلي جونز، المدير التنفيذي للأمانة المشتركة لمجلس الأعمال الإماراتي البريطاني، بدور الشراكات الثنائية في دعم تطوير الأنظمة الصحية الشاملة، وتحويل البيانات إلى سياسات تخدم المجتمعات.
وأكد أردا أرات، المدير العام لشركة هاليون، أن المؤشر لا يمثل مجرد أداة قياس، بل هو دعوة إلى العمل من أجل إزالة الحواجز أمام الصحة اليومية، مشيداً بريادة دولة الإمارات في تعزيز الرعاية المتمحورة حول الأفراد وتحقيق جودة حياة أعلى.
وقال بول داوني، المدير العام لبنك أبوظبي الحيوي، إن فهم الثقافة الصحية وبناء الثقة مع المجتمعات يمثلان الأساس لمستقبل أكثر شمولية في الرعاية الصحية.
واختتم جيرارد دونليفي، المستشار الأول لدى إيكونوميست إمباكت، بالتأكيد أن الثقافة الصحية والشمول يشكلان عاملين رئيسيين في دعم القوة الاقتصادية للدول، مشيراً إلى أن الاستثمار في الشمول الصحي يحقق عوائد ملموسة تتمثل في انخفاض التكاليف وزيادة الإنتاجية ومجتمعات أكثر مرونة وازدهاراً.
أخبار متعلقة :