ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 20 يوليو 2025 12:22 صباحاً - أفادت بشرى البلوشي مديرة مركز صون لرعاية الأحداث التابع لهيئة تنمية المجتمع بدبي أن المركز يسعى ضمن أبرز أهدافه إلى استئناف تعليم الأحداث، كأولوية من أجل تغيير مجرى حياتهم وتوجيههم نحو مستقبل أفضل، إلى جانب حرصه على تقليل نسبة العودة إلى الجرائم، وإكسابهم مهارات مهمة ومتنوعة، مؤكدة أن التفكك الأسري أبرز أسباب جنوح الأحداث.
برامج لاحقة
وقالت لـ«حال الخليج»، إنه عقب انتهاء تدابير إيداع الحدث في المركز يخضع للاختبار القضائي الذي يتم مع باحثات النيابة كمتابعة لاحقة لمدة 3 أشهر لضمان استمرارية الحدث في البرامج اللاحقة، ثم يتم رفع تقرير إلى القضاء للمتابعة من عدمه بحسب التزام الحدث وتعديل سلوكه وضمان احتواء أسرته له.
وأشارت إلى أن هناك بعض الأسر تستجيب لخطة البرامج التأهيلية التي يضعها وينفذها المركز فيما يواجه صعوبة في استجابة أسر أخرى بسبب نقص الوعي لذا يعمل المركز أيضاً على توعية أهالي الأحداث.
وأضافت أن المركز يقدم خدمة الرعاية والتأهيل الاجتماعي والنفسي للأحداث الجانحين من عمر 12 وحتى 18 سنة، من كافة الجنسيات بإمارة دبي، ممن ارتكبوا أفعالاً محل مساءلة قانونية، وتم الحكم عليهم قضائياً، أو توقيفهم على ذمة النيابة العامة.
48 حدثاً
وأوضحت بشرى أن «صون» يعتبر أول مركز متخصص للإناث في دبي، ويشمل إجمالي الطاقة الاستيعابية لكل من الذكور والإناث 48 حدثاً بالتساوي.
وأكدت أن المركز الذي يستوعب المحكومين والموقوفين على ذمة القضايا يسعى إلى تقليل نسبة تكرار الحدث للأفعال محل المساءلة القانونية، وعودته للجريمة ودمجه في المجتمع بعد انتهاء مدة محكوميته عبر إكسابه مهارات وحرفاً واستئنافه لتعليمه.
وحول أبرز حالات الجنوح أوضحت أن السرقة تعتبر السبب الأبرز لدى الجانحين من الذكور فيما يأتي الاعتداء في المرتبة الثانية، بينما تعتبر القضايا الأخلاقية هي الأبرز لدى الجانحات من الإناث بحسب ملفات النيابة العامة بدبي.
وقالت إن هناك عدة أسباب لجنوح الأحداث أبرزها التفكك الأسري، والذي قد يؤدي إلى عدم احتواء الحدث من أفراد أسرته وغياب الحوار بينه وبين والديه أو القائمين على رعايته وانعدام القدوة وغياب الشخص الثقة الذي يتحدث معه ويمكنه توجيه سلوك الحدث بطريقة سليمة، فضلاً عن أصدقاء السوء.
دعم
وأفادت بأن الأخصائيين الاجتماعيين يقومون بوضع خطط تضمن توطيد علاقة الحدث مع محيط كل من أسرته ومدرسته وأصدقائه، وتقديم الدعم لأسرته مثل الدعم المادي الذي قد يكون أحد أسباب انحراف الحدث، حيث يقوم الأخصائيون برفع توصيات لتقديم منفعة مالية لهذه الأسرة.
وقالت إن الاختصاصيين ينظمون لقاءات مع أسرة الحدث للوقوف على أسباب جنوحه، واحتياجات هذه الأسرة لمنع انحرافه مرة أخرى واتخاذ الإجراءات اللازمة، وتأهيلها من أجل إعادة دمج الحدث بين أفرادها.
وفي حال كان هناك انفصال بين الأبوين يبحث الأخصائيون عن الطرف الأنسب والأفضل لولاية واحتواء الحدث ومن ثم يقومون برفع توصيات بذلك للقضاء الذي يتخذ قراره الأنسب.
وبينت أن المركز يستقبل 3 أنواع من الأحداث أولاً الموقوفين على ذمة قضايا ومدة إيداع الحدث تتوقف على موعد انتهاء قضيته، وثانياً المحكومين بالإيداع وتكون مدة بقاء الحدث فيها من 3 أشهر قابلة للتمديد أو التغيير بما يعتمد على التقارير الدورية التي يرفعها المركز للقضاء الذي يتخذ على أساسها قراره إما باستمرار التنفيذ، أو تغيير التدبير أو إنهائه، بالإضافة إلى المحكومين بالإبعاد والذين يتم إبعادهم خارج البلاد عقب انتهاء مدة محكوميتهم.
وأوضحت أنه قد يتخذ القضاء قراره بتغيير تدبير الإيداع إلى اختبار قضائي ليتابع مع باحثات النيابة، بالإضافة إلى تدابير أخرى وردت في القانون تعتزم هيئة تنمية المجتمع تفعيلها بالتعاون مع النيابة العامة مثل التدبير المهني والخدمة المجتمعية وإيداع في مأوى صحي والمناصحة وغيرها.
مركز اجتماعي بجدارة
وأضافت: ما يميز «صون» أنه مركز اجتماعي بجدارة، حيث ينتمي المركز لهيئة تنمية المجتمع كما تعتبر تخصصات كافة العاملين في المركز اجتماعية بحتة.
وحول آليه قياس استجابة الحدث للبرامج المقدمة له في المركز أوضحت بشرى أن الأخصائيات يضعن برامج تسعى إلى تعديل سلوك الحدث وتفكيره ثم يبدأن قياس الأثر على سلوكه، مشيرة إلى أن هناك استجابة وتجاوباً ملحوظاً من الأحداث مع برامج الأخصائيات الاجتماعيات ومع الأوامر الإدارية.
وقالت إن المركز يقدم مكافآت للأحداث على سلوكهم الإيجابي وعلى تعديل السلوك، مثل منحهم ساعات إضافية قبل النوم والسماح لهم بمتابعة المباريات وتقديم الأكلات التي يحبونها، وفي المقابل يوقع المركز عقوبات عادلة عليهم لتعديل السلوكيات السلبية.
وحول آليه إيداع الحدث في المركز قالت إنه في حالة المحكومين بالإيداع يتلقى المركز أمراً قضائياً من خلال الجلسات القضائية التي تعقد وتحضرها الأخصائيات عن بعد كل أربعاء في المركز، ثم يتم إيداع الحدث ويتم توقيعه على حقوقه وواجباته ليتم تسكينه ووضع الخطط والبرامج لإعادة تأهيله.
وفي حال كان الحدث موقوفاً على ذمة قضية يتلقى المركز أمراً من الشرطة بإيداعه كموقوف ويتم إدراجه في نظام إدارة الحالات ويخضع للبرامج والأنشطة مثل بقية الأحداث.
أخبار متعلقة :