ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 9 أغسطس 2025 10:14 صباحاً - فجّر قرار إسرائيل الاحتلال الكامل لمدينة غزة موجة ردود أفعال دولية شاجبة من مختلف دول العالم وكبرى منظماته، تحذر من تصعيد خطير من شأنه مفاقمة أوضاع الفلسطينيين، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، اجتماعاً لبحث الأمر.
وأقر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، خطة طرحها رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، هدفها السيطرة على مدينة غزة، ما أثار ردود فعل محذرة ومعارضة.
وعلى الفور هاجمت عائلات الرهائن وقادة المعارضة، نتانياهو، على خلفية القرار الذي قالوا إنه يعرض حياة الرهائن للخطر. ووصف زعيم المعارضة، يائير لابيد، قرار إرسال المزيد من القوات الإسرائيلية لمدينة غزة بالكارثة.
لافتاً إلى أن القرار يخالف توصيات المسؤولين العسكريين والأمنيين. واتهم لابيد الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن جفير، وبتسلئيل سموتريتش، بجر نتانياهو إلى إطالة أمد الحرب، ما قد يؤدي إلى مقتل رهائن وجنود.
إدانة وتحذير
وأعربت دولة الإمارات، عن إدانتها بأشد العبارات واستنكارها الشديد لقرار الحكومة الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، محذرة من تداعيات هذا القرار الكارثية ووقوع المزيد من الضحايا الأبرياء في القطاع واستفحال المأساة الإنسانية.
ودعت دولة الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تتنافى مع القانون الدولي، وجددت تأكيدها أن صون الحق الفلسطيني لم يعد خياراً سياسياً، بل هو ضرورة أخلاقية وإنسانية وقانونية.
وعبّرت الوزارة، عن رفض دولة الإمارات القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الشقيق ومحاولة تهجيره، وطالبت باتخاذ خطوات عاجلة لتجنّب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار، وبضرورة بذل كافة الجهود بدون إبطاء لتوفير الحماية للمدنيين.
وشددت الوزارة، التأكيد على موقف دولة الإمارات التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وأكدت أن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.
وأعربت الرئاسة الفلسطينية، عن رفضها وإدانتها الشديدين للقرارات الخطيرة بإعادة احتلال قطاع غزة، وتهجير ما يقارب مليون فلسطيني قسراً من مدينة غزة وشمال القطاع إلى الجنوب، مؤكدة أنها قررت التوجه الفوري إلى مجلس الأمن الدولي لطلب تحرك عاجل وملزم لوقف هذه الجرائم.
واعتبرت حركة حماس، أن الخطة جريمة حرب مكتملة الأركان تهدد حياة نحو مليون شخص وتعني التضحية بالرهائن، مشيرة إلى أن القرار استمرار لسياسة الإبادة والتهجير القسري والممارسات الوحشية التي ترقى إلى التطهير العرقي. وحذرت حماس إسرائيل من أن هذه المغامرة الإجرامية ستكلفها أثماناً باهظة، ولن تكون نزهة.
وأدانت المملكة الأردنية بأشد العبارات، الخطة الإسرائيلية، باعتبارها استمراراً للخروقات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً واضحاً لحل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أدانت مصر في بيان صدر عن وزارة الخارجية، بأشد العبارات الخطة الإسرائيلية التي اعتبرت أن هدفها ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، والقضاء على كافة مقومات حياة الشعب الفلسطيني، وتقويض حقه في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة وتصفية القضية الفلسطينية.
تصعيد خطير
وقال ناطق باسم غويتريش في بيان، إن الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء قرار الحكومة الإسرائيلية السيطرة على مدينة غزة، وإن هذا القرار يشكل تصعيداً خطيراً ويهدد بمفاقمة التداعيات الكارثية التي يواجهها ملايين الفلسطينيين.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى الوقف الفوري للخطة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة العسكرية التامة على قطاع غزة، قائلاً:
إن هذا مخالف لقرار محكمة العدل الدولية القاضي بوجوب أن تضع إسرائيل حداً لاحتلالها في أقرب وقت ممكن وتحقيق حل الدولتين المتفق عليه وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
إعادة نظر
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي، أنتونيو كوستا، إن مثل هذا القرار يجب أن يكون له عواقب على علاقات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل. وجاء في منشور له على إكس، أن الوضع في غزة يظل مأسوياً، وقرار الحكومة الإسرائيلية لن يؤدي إلا إلى مفاقمته.
طريق مسدود
وقف تسليح
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ألمانيا بمكافأة حماس بقرارها وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. وقال مكتبه إنه أعرب عن خيبة أمله في محادثة هاتفية مع المستشار فريدريش ميرتس.
من جهته، وصف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة بالخطأ، داعياً حكومة بنيامين نتانياهو إلى إعادة النظر فوراً بها.
وقال ستارمر في بيان، إن قرار الحكومة الإسرائيلية لن يسهم إطلاقاً في وضع حد للنزاع ولن يساعد في ضمان إطلاق سراح الرهائن، محذراً من أنه سيؤدي فقط إلى إراقة المزيد من الدماء.
حل الدولتين
وقال وزير الخارجية الإسباني، مانويل ألباريس: ندين بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية تعزيز احتلالها العسكري لغزة، معتبراً أن هذه الخطة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة.
وأضاف عبر منصة إكس: وقف إطلاق نار دائم ودخول عاجل وواسع النطاق للمساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن أمر عاجل، ولن يتحقق السلام الدائم في المنطقة إلا من خلال حل الدولتين الذي يشمل دولة فلسطينية واقعية وقابلة للاستمرار.
استدعاء ودعوات
وحضت تركيا، المجتمع الدولي على وقف الخطة الإسرائيلية وما تشكله من ضربة قاسية للسلام والأمن، على حد وصفها. وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية: ندعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته للحؤول دون تطبيق هذا القرار الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم.
وأعربت الصين عن قلقها البالغ حيال خطة إسرائيل للسيطرة على كامل مدينة غزة، داعية إسرائيل إلى وقف تحركاتها الخطيرة فوراً. وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية، إن غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.
ومن المنتظر عقد مجلس الأمن الدولي، وبطلب من أعضاء، اليوم، اجتماعاً لمناقشة القرار الإسرائيلي بالسيطرة على مدينة غزة، وفق ما أفادت 3 مصادر دبلوماسية.
موقف أمريكي
ولدى سؤاله عن خطة بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية، أجاب فانس، بأن الولايات المتحدة وبريطانيا لديهما هدف مشترك هو حل الأزمة في الشرق الأوسط، مضيفاً: ربما نختلف على كيفية تحقيق هذا الهدف، وسنناقش ذلك.
وأكد فانس مجدداً أن واشنطن لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية، قائلاً إنه لا يعرف ما يعنيه الاعتراف فعلياً نظراً لعدم وجود حكومة فاعلة هناك.. لو كان من السهل إحلال السلام في تلك المنطقة من العالم، لكان قد تحقق بالفعل.
الإمارات:
صون الحق الفلسطيني لم يعد خياراً سياسياً بل ضرورة أخلاقية وإنسانية وقانونية
غوتيريش:
القرار تصعيد خطير يهدد بمفاقمة التداعيات الكارثية على ملايين الفلسطينيين
نائب ترامب:
واشنطن لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية
الرئاسة الفلسطينية تقرر التوجه الفوري لمجلس الأمن لطلب تحرك عاجل وملزم
تنديد سعودي وأردني ومصري بالقرار وما يشكله من انتهاك صارخ للقانون الدولي
قلق صيني وتحذير فرنسي من طريق مسدود ودعوة بريطانية لإعادة النظر
أخبار متعلقة :