لطيفة بنت محمد: شباب الإمارات يحولون التحديات العالمية إلى فرص حيّة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 12 أغسطس 2025 12:38 مساءً - سموها: العالم يتقدّم عندما يتولى الشباب زمام القيادة

تشارك دولة العالم الاحتفاء باليوم الدولي للشباب، الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام، ويعد محطة عالمية للاحتفاء بدور الشباب في دفع عجلة التنمية المستدامة، وإبراز مساهماتهم في صياغة المستقبل.

Advertisements

وتأتي هذه المناسبة فيما تواصل دولة الإمارات تحقيق مخرجات الأجندة الوطنية للشباب حتى العام 2031، والتي تهدف إلى أن يكون الشباب الإماراتيون النموذج الأبرز محلياً وعالمياً في الفكر والقيم والمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمسؤولية الوطنية.

أرشيفية

الشباب قوة دافعة لعجلة التنمية المستدامة

وبهذه المناسبة، قالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي إن «الشباب يتعامل مع هذا العالم بطريقة مختلفة ومميزة، يأسرني الشغف الذي أراه في أعينهم، والفضول وحب الاستكشاف الذي يمتازون به ويتجلّى تميّزهم في الأثر الملموس الذي يُحدثونه، وفي الفرق الذي يصنعونه عبر فكرةٍ مميزة، أو تصوّرٍ جديد، أو تحدي المألوف».

وأضافت سموها: «من خلال إبداعهم وتواصلهم وتعاونهم؛ يُعيدون تعريف مفهوم التقدم، ليصبح أكثر شمولًا وابتكارًا وإنسانية، وأكثر قدرة على مواجهة تحديات عصرنا.» .

وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم «يأتي موضوع هذا العام ليوم الشباب الدولي «العمل الشبابي المحلي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وما بعدها»، كتجسيد حقيقي لما نعيشه فعلًا في دولة الإمارات وخارجها.

ففي جميع أنحاء مدننا، يحوّل الشباب التحديات العالمية إلى فرص حيّة نابضة بالأمل، ينسجونها في سياساتنا، ويغزلون خيوطها في تفاصيل حياتنا اليومية؛ لنراها على هيئة حلول بيئية يبتكرها الطلاب، أو برامج ومبادرات تقنية وفنية ومجتمعية وغيرها، كل ذلك يؤكد على أن الابتكار قادرٌ على تغيير العالم إلى الأفضل.».

وأضافت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم «لقد تعلمتُ من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي آمن بقدراتي كما أؤمن اليوم بقدرات شباب الإمارات، أن «قيمتنا الحقيقية تتعزّز من خلال قدرتنا على تغيير حياة الناس للأفضل».

وهو ما أره اليوم في شبابنا، في روحهم وإصرارهم على المبادرة، وفي إبداعهم وجرأتهم على الحلم، وعزمهم على بناء مستقبل أفضل. وتابعت سموها: فلننصت إليهم، ونستثمر فيهم، ونسير معهم، وكلنا ثقة أن العالم يتقدّم عندما يتولى الشباب زمام القيادة.

استثمار

ويشكل الاحتفاء باليوم الدولي للشباب فرصة لإعادة التأكيد على أهمية الاستثمار في قدرات الشباب، وتوفير البيئة الداعمة التي تمكّنهم من المساهمة الفاعلة في مجتمعاتهم، محلياً وعالمياً.

وفي هذا المجال، تواصل الدولة جهودها في تمكين الشباب وتطوير قدراتهم وتأهيلهم لحمل المسؤولية، إذ شهد العام الجاري إطلاق «مجلس شباب الإمارات لريادة الأعمال» بهدف تفعيل دور الشباب في تعزيز التنمية الاقتصادية.

وتنافسية ريادة الأعمال الوطنية، وإطلاق برنامج المستشارين الماليين الشباب لتأهيل وإعداد الشباب الإماراتيين كمستشارين ماليين معتمدين، قادرين على تقديم تعليم مالي فعّال يسهم في رفع جودة القرارات المالية وتحفيز الادخار والاستثمار.

مناسبة مهمة

ويسلط اليوم الدولي للشباب 2025 الضوء على الدور الفريد الذي يضطلع به الشباب في تحويل الطموحات العالمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى واقع مجتمعي نابض، من خلال إبداعاتهم وطاقاتهم التي لا غنى عنها في هذا المسار.

عبدالله النعيمي

وأكد معالي عبدالله سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، أن يوم الشباب العالمي يشكل مناسبة مهمة تعكس التزام القيادة الرشيدة بدعم وتمكين شباب الإمارات، باعتبارهم القوة المحركة لمسيرة التنمية والابتكار، وركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومزدهر.

وقال معاليه: إن تخصيص عام 2025 ليكون عام المجتمع تحت شعار يداً بيد، يعزز من مكانة الشباب في قلب المبادرات الوطنية، ويؤكد أهمية دورهم في ترسيخ قيم التعاون والانتماء، والمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل الإمارات.

آمنة الضحاك

من جهتها أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن تمكين الشباب هو استثمار استراتيجي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز ريادة الدولة العالمية في كل المجالات، وهو ما يمثل جوهر المسيرة التنموية في الإمارات.

وأشارت معاليها إلى أن شعار اليوم العالمي للشباب لهذا العام العمل الشبابي المحلي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وما بعدها، ينسجم مع إيمان دولة الإمارات الراسخ بأن تحقيق الأهداف العالمية الكبرى يبدأ من العمل المحلي، وأن الشباب هم الشركاء الأكثر قدرة على قيادة هذا التحول.

وقالت معاليها: إن رؤية قيادتنا الرشيدة، ومنذ عهد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تنظر إلى الشباب الإماراتيين ليس كقادة للمستقبل فحسب، بل كشركاء فاعلين في صناعة حاضرنا ومستقبلنا.

فالدولة لا تدخر جهداً في سبيل تسليح الشباب بالعلم والمعرفة، وتوفير كافة الممكنات التي تصقل مهاراتهم وتحفزهم على الابتكار، لأننا ندرك أن طاقاتهم وأفكارهم غير التقليدية هي المحرك الأساسي لبناء اقتصاد متنوع مستدام وقائم على المعرفة.

وأوضحت معاليها أن الوزارة تترجم هذه الرؤية إلى برامج عملية تهدف إلى إعداد جيل جديد من الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة مسيرة الاستدامة.

ركيزة أساسية

سلطان النيادي

إلى ذلك أكد معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، أن دولة الإمارات لطالما اعتبرت الشباب ركيزة أساسية في نهضتها الحضارية، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأنهم عماد التنمية، وأهم عناصر رأس المال في مسيرة التطوير والبناء، لتضع بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الاستثمار في الإنسان، وفي مقدمتهم الشباب، في صلب رؤيتها التنموية الشاملة.

وقال معاليه بمناسبة اليوم الدولي للشباب: «أدركت الإمارات منذ تأسيسها، أن صناعة المستقبل تبدأ من تمكين الشباب وتوجيههم بالشكل السليم وفي المسار الصحيح، من خلال غرس القيم التي تعزز من شأن المعرفة والعمل والابتكار، واليوم، يجسد شبابنا هذه القيم في كل ميادين الحياة، ليساهموا في دفع عجلة التنمية، ويحملوا لواء الوطن بوعي، وعزيمة، وانتماء».

وأضاف: «إن اليوم العالمي للشباب يُشكّل مناسبة مهمة نستذكر من خلالها حجم التحولات التي أسهم بها الشباب الإماراتي، باعتبارهم شركاء حقيقيين في صنع القرار، وبناء مجتمع تنافسي، قائم على المعرفة والاستدامة، ومواصلة العطاء، وابتكار الحلول، وتوسيع آفاق الطموح، والعمل بإيجابية نحو تحقيق أحلامهم وتطلعات الوطن».

ركيزة

وتولي الإمارات الشباب اهتماماً استثنائياً باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل الوطن، حيث حرصت على إشراكهم في عملية صنع القرار وتعزيز روح القيادة لديهم. وأنشأت مجلس الإمارات للشباب ليكون منصة لتمثيل قضاياهم وتطلعاتهم لدى الحكومة، وأطلقت مبادرات لتعزيز الهوية الوطنية وروح الانتماء.

وتوفّر الحكومة منظومة متكاملة من الخدمات الموجهة للشباب، تشمل التعليم الجامعي المجاني، والمنح الدراسية، والتدريب المهني، وفرص التوظيف، وتطوير المهارات المستقبلية، إضافة إلى توفير مرافق رياضية بمواصفات عالمية.

كما أطلقت الأجندة الوطنية للشباب 2031، التي تهدف لأن يكون الشاب الإماراتيون نموذجاً عالمياً في الفكر والقيم، ومحركاً رئيساً للتنمية الاقتصادية، ومواكباً للتطور التكنولوجي، ومتمتعاً بأعلى مستويات الصحة وجودة الحياة.

وتسعى الأجندة لتحقيق أهداف استراتيجية تشمل: تأهيل 100 شاب إماراتي لتمثيل الدولة في المحافل العالمية، توفير فرص عمل مناسبة بنسبة 100 %، جعل الإمارات ضمن أفضل 10 دول عالمياً في جودة الحياة للشباب، مضاعفة مشاريعهم في القطاعات المستقبلية.

وزيادة عدد المؤهلين أكاديمياً ومهنياً بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، إلى جانب إطلاق الميثاق الوطني للشباب والوسام الفخري للنخبة من الشباب.

مهرة المطيوعي

وأوضحت مهرة هلال المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، أن الشباب ليسوا مجرد متلقّين للخطاب، بل شركاء قيادة يصنعون الأثر حين تتحول مبادرات الحي والمدرسة والجامعة إلى نتائج ملموسة تُقاس على حياة الناس.

وقالت إن شعار هذا العام «العمل الشبابي المحلي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وما بعدها» يعيد البوصلة إلى حيث يبدأ التغيير فعلياً، من المبادرة المحلية التي تُسندها المهارة والبيانات والثقة.

وأضافت، إن هذا المنطلق رسخته اليونسكو عبر مسارات عملية لإشراك الشباب، من منتدى شباب اليونسكو إلى إطار التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD for 2030)، الذي يربط التعلّم بالمواطنة الفاعلة وبناء الحلول.

وقالت إن الإمارات، على النهج نفسه، جعلت تمكين الشباب نهجاً مؤسسياً واضحاً، من خلال الاستراتيجية الوطنية للشباب 2031، ومجالس الشباب، ومنصب وزير دولة لشؤون الشباب، وسياسات تُشركهم في الحوكمة وتربط مبادراتهم بمؤشرات الأهداف السبعة عشر، لتلتقي بذلك الرؤية العالمية بالبناء الوطني في مسار واحد يحوّل الشغف إلى سياسات وأثر.

وأوضحت أن التعليم يمثل المسرّع الأهم لتمكين الشباب، مشيرة إلى الحاجة لمناهج تطبيقية وتعلّم بالمشاريع والخدمة المجتمعية، إضافة إلى شراكات بين المدرسة والجامعة وسوق العمل، بما يزوّد الشباب بحزمة متكاملة من المهارات الرقمية مثل البرمجة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.

والمهارات الخضراء ككفاءة الطاقة والاقتصاد الدائري، فضلاً عن ريادة الأعمال والابتكار، والمواطنة والإعلام الرقمي، وحل المشكلات والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، والتواصل متعدد اللغات، والثقافة المالية، وإدارة المشاريع.

وأضافت ان امتلاك الشباب هذه الأدوات يجعل العمل المحلي قابلاً للتوسع والتكرار وتحقيق أثر أكبر، داعية مؤسسات القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني إلى توسيع شراكاتها مع الشباب في التخطيط والتنفيذ والمتابعة.

وأكدت أن كل مبادرة محلية ناجحة تشكل حلقة في سلسلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأن كل فرصة تمنح لشاب أو شابة تطلق أثراً يتجاوز حدود المدينة إلى العالم، ودعت جميع الجهات إلى الاستثمار في طاقات الشباب باعتبارهم الركيزة الأهم لمستقبل مزدهر ومستدام.

خليل رحمة

وفي هذا الإطار، قال خليل رحمة، أمين عام جمعية كشافة الإمارات، إن اليوم الدولي للشباب يمثل مناسبة عالمية نعيد فيها التأكيد أن الشباب هم الثروة الحقيقية للأوطان، والمحرك الأساسي لنهضتها واستدامة مسيرتها التنموية.

وأضاف ان الحركة الكشفية العالمية، التي تضم أكثر من 59 مليون شاب وشابة من مختلف الثقافات، تؤمن بأن تمكين الشباب ومنحهم الفرص للمبادرة وصنع القرار هو استثمار في مستقبل أفضل.

عبدالله النعيمي:

تمكين الشباب رؤية وطنية لمستقبل مزدهر

آمنة الضحاك:

الشباب شركاء فاعلون في صناعة حاضرنا ومستقبلنا

سلطان النيادي:

ركيزة أساسية في نهضة الإمارات

أخبار متعلقة :