ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 17 أغسطس 2025 11:14 مساءً - يشهد العام الدراسي الجديد 2025–2026 في الدولة أربعة تحديثات جوهرية أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم خلال الفترة الماضية، تهدف إلى رفع جودة النظام التعليمي وتحقيق التوازن بين متطلبات التعلم والحياة الأسرية، إلى جانب مواكبة متغيرات العصر، وتعزيز الهوية الوطنية منذ المراحل المبكرة، وتشمل هذه التحديثات: إعادة هيكلة نظام المسارات التعليمية في المرحلة الثانوية، وإدراج مادة الذكاء الاصطناعي كمقرر دراسي، وإلزامية تدريس العربية والإسلامية والمفاهيم الاجتماعية في رياض الأطفال بالمدارس الخاصة، واعتماد هيكلة جديدة للتقويم المدرسي.
أولاً: هيكلة المسارات التعليمية
وأوضحت وزارة التربية والتعليم أن المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية والخاصة المطبقة لمنهاج الوزارة ستشهد بدءاً من العام الدراسي المقبل إعادة هيكلة شاملة للمسارات التعليمية، حيث سيتم تقليص عددها من أربعة مسارات إلى مسارين فقط: المسار العام والمسار المتقدم.
وسيُمنح طلبة الصف التاسع صلاحية اختيار المسار الأكاديمي الأنسب لهم وفق ميولهم واهتماماتهم الجامعية، مع توفير خطط إرشادية وأدلة موجهة بالتنسيق مع فرق الإرشاد الأكاديمي في المدارس، لمساعدتهم وأولياء أمورهم على اتخاذ القرار المناسب.
وأكدت الوزارة أن المسار المتقدم سيكون مخصصاً للطلبة الراغبين في دراسة تخصصات دقيقة مثل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم المتقدمة، مع التركيز على مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء، فيما يركز المسار العام على العلوم الإنسانية والاجتماعية وإدارة الأعمال والعلوم الشرطية والفنون.
كما تضمنت التحديثات إنهاء العمل بمسار النخبة نهائياً، على أن تكون الدفعة الأخيرة فيه في العام الدراسي 2025–2026، مع إعادة هيكلة المسار التطبيقي والإعلان عن تفاصيل إطلاقه لاحقاً.
وبيّنت الوزارة أن الالتحاق بالمسار المتقدم يتطلب حصول الطالب على نسبة لا تقل عن 80 % في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم.
كما أوضحت أن القرار الوزاري رقم (19) لسنة 2024 وضع معايير استرشادية للقبول في مؤسسات التعليم العالي، وفقاً للدرجة الأكاديمية، حيث يشترط لدراسة الطب وطب الأسنان معدل 90 % في الرياضيات و90 % في مادتين من الفيزياء أو الكيمياء أو الأحياء، أما الصيدلة فتتطلب 80 % في الرياضيات و80 % في مادتين علميتين، بينما تشترط الهندسة 80 % في الرياضيات والفيزياء، و80 % في الكيمياء أو الأحياء، في حين يكفي لدراسة القانون معدل 70 % في الرياضيات، من دون متطلبات علمية محددة لبقية التخصصات.
وكشفت الوزارة عبر دليل أولياء الأمور والطلبة للمسارات التعليمية في الحلقة الثالثة، تفاصيل التوزيع الزمني للمسارات بحسب الصفوف، حيث يدرس طلبة الصف التاسع في المسار المتقدم الفيزياء والأحياء، والصف الـ10 الفيزياء والكيمياء، فيما يدرس طلبة الصفين الـ11 والـ12 وفق سيناريوهين، الأول دراسة مادتين علميتين، والثاني دراسة ثلاث مواد علمية (الفيزياء والكيمياء والأحياء).
في المقابل، يدرس طلبة الصف التاسع في المسار العام مادة العلوم، وفي الصف الـ10 يدرس الطالب العلوم (لن يكون هناك فيزياء وأحياء في الصف العاشر وفقاً للتحديثات)، وفي الصفين الـ11 والـ12 يدرس وفق سيناريوهين فقط، الأول موجه لذوي الميول للعلوم الاجتماعية والإنسانية، والثاني يُحاكي ذوي الميول العلمية، ويتطلب الحصول على 75 % على الأقل في مادتي الرياضيات والفيزياء في الصف الـ10.
وقالت الوزارة: «يُسمح في هذا المسار للصف الـ12 استبدال مادة الفيزياء بإحدى المواد الاختيارية التالية: الفنون، العلوم الصحية، أو الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار (CCDI)، شرط تقديم إقرار خطي من الطالب وولي أمره».
وشددت الوزارة على أن السيناريو الثاني في المسار العام متاح فقط في العام الدراسي 2025–2026، ولن يكون خياراً في السنوات التالية، والانتقال من الصف التاسع العام إلى الصف الـ10 المتقدم ممكن فقط في عام 2025–2026.
وأفادت بأن طلبة المسار العام يمكنهم استبدال مادة الفيزياء بمادة بديلة، يجب عليهم اختيار مادة بديلة، لكن ذلك قد يؤثر في فرص قبولهم في تخصصات علمية، موضحة أنه في حال الرسوب في الصفين الـ11 أو الـ12، يُعاد الصف كاملاً وفق السيناريو الأول، بغض النظر عن المسار، وحددت الوزارة آليات الانتقال بين المسارات والسيناريوهات وفق اشتراطات تنظيمية دقيقة، حيث تم تمكين الطالب من الانتقال من العام إلى المتقدم في صفوف محددة (من الثامن إلى التاسع أو من التاسع إلى الـ10)، بشرط تحقيق 80 % في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم في الفصل الأول، ويمكن للطالب الانتقال بين السيناريوهات داخل المسار نفسه، وهذا مسموح فقط في الصف الـ11، خلال أول أسبوعين من بدء العام الدراسي، ولا يُسمح بأي تغييرات في سيناريوهات طلبة الـ12، إذ يلتزم الطالب بما اختاره في الصف الـ11.
ثانياً: إدراج الذكاء الاصطناعي
وأعلنت وزارة التربية والتعليم استحداث مادة الذكاء الاصطناعي وإدراجها ضمن المنظومة التعليمية في المدارس الحكومية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الـ12، اعتباراً من العام الدراسي 2025–2026.
وأوضحت الوزارة أن المنهج الجديد يهدف إلى تعريف الطلبة بمفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية، وتعزيز وعيهم بأخلاقياته، بما يسهم في إعداد جيل يمتلك أدوات المستقبل ومهاراته، ويغطي المنهج سبعة مجالات رئيسة تشمل: المفاهيم الأساسية، البيانات والخوارزميات، البرمجيات، الوعي الأخلاقي، التطبيقات الواقعية، الابتكار وتصميم المشروعات، والسياسات والارتباط المجتمعي.
وأكدت الوزارة أن المنهج الجديد لن يحتاج إلى ساعات إضافية، حيث سيتكامل مع مادة الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار، وسيتولى معلمو هذه المادة تدريس المحتوى الجديد.
كما وفرت الوزارة أدلة تعليمية تتضمن خطط دروس جاهزة وأنشطة عملية قابلة للتطبيق في البيئات الصفية المختلفة.
ويبدأ المنهج منذ رياض الأطفال عبر أنشطة بصرية وقصص تعليمية لتعريف الأطفال بالتكنولوجيا، ويتطور تدريجياً ليشمل في الحلقة الأولى أساسيات عمل الآلات، وفي الحلقة الثانية تصميم النماذج وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى الحلقة الثالثة حيث يتعلم الطلبة هندسة الأوامر والتطبيقات الواقعية، استعداداً للتعليم الجامعي وسوق العمل.
ثالثاً: تدريس العربية والإسلامية والاجتماعية
وفي خطوة لتعزيز الهوية الوطنية والقيم الإماراتية منذ سن مبكرة، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن اعتماد دليل إلزامي لتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والمفاهيم الاجتماعية في رياض الأطفال بالمدارس الخاصة، ابتداءً من العام الدراسي 2025–2026.
كما أكدت الوزارة إلزام المدارس الخاصة بدمج مفاهيم الأسرة والجغرافيا وبيئة الإمارات والقيم الاجتماعية في المناهج، باستخدام أسلوب مبسط يعتمد على الأنشطة والألعاب التعليمية داخل الصف وخارجه، بما يتناسب مع الخصائص النمائية للطفل.
وشددت الوزارة على أن هذه الخطوة ستُسهم في إعداد جيل يعتز بهويته الوطنية والدينية، ويمتلك وعياً اجتماعياً راسخاً، مع توفير برامج تدريبية للمعلمين في المدارس الخاصة لضمان التطبيق السليم.
رابعاً: هيكلة جديدة للتقويم المدرسي
وأعلنت وزارة التربية والتعليم اعتماد تقويم مدرسي جديد يبدأ تطبيقه من العام الدراسي 2025–2026 على المدارس الحكومية والخاصة، بعد اعتماده من مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع.
إذ ينطلق العام الدراسي في 25 أغسطس 2025 وينتهي في 3 يوليو 2026. ويشمل التقويم عطلة شتوية مدتها أربعة أسابيع من 8 ديسمبر 2025 إلى 4 يناير 2026، على أن تُستأنف الدراسة في 5 يناير.
كما يتضمن عطلة ربيع من 16 حتى 29 مارس 2026، مع استئناف الدراسة في 30 مارس باستثناء مدارس الشارقة التي تبدأ في 23 مارس.
أما إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول فتمتد من 13 إلى 19 أكتوبر 2025، وإجازة منتصف الفصل الثاني من 11 إلى 15 فبراير 2026، فيما تكون إجازة منتصف الفصل الثالث من 25 إلى 31 مايو 2026، بالتزامن مع عطلة عيد الأضحى المبارك.
أوضحت الوزارة أن عدد أيام العام الأكاديمي الجديد يبلغ 313 يوماً، منها 178 يوم تمدرس بنسبة 56.9 %، مقابل 135 يوم إجازات بنسبة 43.1 %، تشمل عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية والإجازات الدورية.
وأكدت الوزارة أن هذه التعديلات تحقق التوازن بين الدراسة والراحة، وتعزز الصحة النفسية للطلبة، وتتيح لهم فرصاً أكبر للاندماج في الأنشطة الوطنية والاجتماعية، إلى جانب دعم الأسرة عبر توحيد التقويم بين المدارس الحكومية والخاصة.
أخبار متعلقة :