ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 18 أغسطس 2025 12:06 صباحاً - الإمارات في مقدمة الدول الملتزمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في شقيها الإنساني والتنموي
تحتفي دولة الإمارات غداً باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام، مجددة التزامها بمواصلة نهج العطاء والإغاثة الذي رسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومؤكدة مكانتها كعاصمة للعمل الإنساني ومركز عالمي للمبادرات الخيرية والتنموية، حيث باتت الدولة نموذجاً رائداً للعمل الإنساني والإنمائي عالمياً.
وتواصل الإمارات بفضل جهودها ومبادراتها المبتكرة، مد يد الخير والعون إلى الجميع، لتبقى نموذجاً يحتذى في الإيثار والعطاء وتأكيداً على التزامها الدائم بمبادئ العمل الإنساني العالمي، تجاه قضايا الشعوب والمجتمعات المحتاجة حول العالم وتجسيداً لرؤيتها في أن العطاء لا حدود له، حيث تستمر الدولة بمسؤولياتها الإنسانية الدولية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، المتعلقة بالعمل الخيري والتنموي، وتخفيف حدة تداعيات الظروف الصعبة والاستثنائية، التي تمر بها العديد من دول العالم نتيجة الأزمات والكوارث والنزاعات.
مسيرة طويلة
وتعد جهود الإمارات في العمل الإنساني انعكاساً لمسيرة طويلة من العطاء المتواصل، الذي لا يعرف حدوداً جغرافية أو اعتبارات عرقية أو دينية، حيث تمكنت الدولة على مدار عقود من بناء منظومة متكاملة للعمل الخيري والإنساني، جعلتها في صدارة المانحين الدوليين، وفي مقدمة الدول الملتزمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في شقيها الإنساني والتنموي.
وتترجم الإمارات هذا النهج عبر العديد من المبادرات والمؤسسات الخيرية والإنسانية.
ويؤكد نهج دولة الإمارات وجهودها الإنسانية والخيرية أن الاحتفاء بهذا اليوم هو تجديد لعهد إنساني متواصل، وتجسيد لرؤية قيادة تعتبر العطاء قيمة أصيلة في بناء الدول وعلاقاتها مع العالم، وتتواصل فيه الجهود الإماراتية لمساعدة ضحايا الحروب والنزاعات، والتخفيف من وطأة معاناتهم، وفي مقدمتها عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث لم تتوقف جهود الإمارات على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين، وإيجاد أفق للسلام الشامل، إلى جانب تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي قطاع غزة ورعاية الجرحى والمرضى من خلال المستشفى الميداني الذي تم إنشاؤه وعلاج مئات المرضى والمصابين في المستشفيات الإماراتية، ولا تزال قوافل الخير والمساعدات العاجلة مستمرة في إطار عملية «الفارس الشهم 3».
كما أطلقت الدولة حملة «تراحم من أجل غزة»، التي شارك فيها أكثر من 24 ألف متطوع داخل الدولة، قاموا بتحضير 71 ألف سلة من المواد الإغاثية تم تجميعها محلياً.
وتواصل دولة الإمارات من خلال مؤسساتها الإنسانية والإغاثية، تقديم المساعدات الغذائية والطبية واللوجستية للمتضررين من النزاع في السودان، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، إضافة إلى جهودها السياسية والدبلوماسية الداعمة للحلول السلمية التي تطرحها القوى الإقليمية والدولية، عبر عقد حوارات ولقاءات سياسية بين الأطراف المتنازعة، من أجل التوصل إلى حل سلمي شامل ومستدام.
ومنذ 2015، قدمت الإمارات 3.5 مليارات دولار من المساعدات للشعب السوداني، ما يؤكد جهودها الراسخة في دعم من هم بأمس الحاجة في أوقات الأزمات.
وبلغ مجموع المساعدات الإماراتية للسودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 حتى أبريل 2025 أكثر من 600 مليون دولار غطت كافة القطاعات وأغاثت مئات الآلاف من الجوع جراء الحرب وانقطاع الرعاية عن السكان خاصة في المناطق النائية.
وتحظى استجابة دولة الإمارات الفورية لنداءات الاستغاثة الإنسانية حول العالم، باحترام وتقدير بالغين في جميع المحافل والأوساط الدولية، نظراً لما أظهرته تلك الاستجابة من احترافية عالية في التخطيط والتنفيذ، والوصول إلى المنكوبين والمتضررين في مختلف بقاع العالم بوقت قياسي، وإعلائها للجانب الإنساني بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى.
تعتمد الإمارات منذ تأسيسها سياسة خارجية وإنسانية تقوم على مد يد العون لكل المحتاجين حول العالم، وجعلتها هذه السياسة تحتل مراتب متقدمة عالمياً في تقارير المساعدات الخارجية، حيث تصدّرت لسنوات قائمة أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية مقارنة بحجم الناتج القومي الإجمالي، وتستند هذه الجهود إلى رؤية قيادتها التي تعتبر أن العمل الإنساني جزء أصيل من هوية الدولة ورسالتها العالمية.
مبادرة
وتعزيزاً للقيم الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني»، بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وتم في إطار هذه المبادرة إطلاق «برنامج مستشفيات الإمارات العالمية»، التي تهدف خلال العقد المقبل إلى بناء 10 مستشفيات، مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة بدعم مالي يبلغ حوالي 550 مليون درهم.
إطلاق مؤسسة
وتزامناً مع يوم زايد للعمل الإنساني تم في مارس 2025 إطلاق «مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني» والتي تهدف إلى تعزيز الإمكانات البشرية ودعم أولويات الصحة العالمية وإتاحة الفرص للمجتمعات الأكثر احتياجاً حول العالم، بجانب إثراء الجهود المستدامة في مجال الصحة العالمية والتنمية الشاملة للجميع من خلال الاستثمار في الحلول الواعدة التي تتيح تمكين الأفراد والمجتمعات وتحقق ازدهارها.
وفي ذات السياق أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حملة «وقف الأب» في فبراير 2025 بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام بقيمة مليار درهم، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
وتعكس جهود الإمارات الإنسانية عالمياً دائماً الاستجابة السريعة للكوارث والأزمات،حيث سارعت دولة الإمارات إلى إرسال مساعدات إغاثية عاجلة لضحايا الزلازل والفيضانات في العديد من الدول مثل: تركيا، المغرب، ليبيا، وباكستان، عبر جسور جوية وبحرية تضم مواد غذائية وطبية ومأوى.
كما نفذت الدولة مشاريع لبناء وتجهيز المستشفيات والمراكز الطبية في دول مثل اليمن والسودان وأفغانستان، إضافة إلى إرسال فرق طبية ومبادرات علاج مجانية للمحتاجين.
وفي السياق ذاته مولت الإمارات مشروعات تنموية وزراعية في أفريقيا وآسيا لدعم الأمن الغذائي وتمكين المجتمعات المحلية من الاعتماد على ذاتها، وأسهمت في إنشاء المخيمات وتوفير السكن المؤقت، إضافة إلى برامج التعليم والتأهيل للأطفال اللاجئين في مناطق النزاع.
رؤية إنسانية
وتواصل الإمارات مسيرتها الإنسانية ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى، ممهورة بالتزام إنساني راسخ لمد يد العون للدول التي تعاني من الأزمات والكوارث والحروب عبر تقديمها مساعدات عاجلة، وشحنات غذائية طارئة، ودعم خاص للفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال، ومبادرات استراتيجية تستهدف التنمية المستدامة عالمياً.
أخبار متعلقة :