ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 18 أغسطس 2025 11:46 مساءً - في عالم تتسارع فيه التخصصات الدقيقة والتقنيات المتطورة، يبرز اسم مديحة إسماعيل واحدة من النماذج الإماراتية الاستثنائية التي أثبتت أن المرأة قادرة على التميز في أكثر القطاعات الأمنية حساسية، وهو مجال الرقابة الجمركية على المواد الخطرة..
قصة نجاحها لم تبدأ من منصب رفيع، بل انطلقت من شغف بالمعرفة وإيمان عميق بقدرة الكفاءات الوطنية على إحداث فرق حقيقي.
منذ انضمامها إلى جمارك دبي في عام 2000 ضمن قطاع العمليات والتفتيش الجمركي، عرفت مديحة بالتزامها بالتميز المهني والسعي المستمر للتعلم.
وقد شكلت مشاركتها في ورشة تدريبية مع الإنتربول عام 2009 حول مكافحة الإرهاب البيولوجي نقطة تحول في مسيرتها، لتبدأ بعدها التخصص في التدريب الجمركي بمجال التعامل مع المواد الخطرة.
لم تكتف بالعمل الميداني، بل انطلقت في مسار تطوير المحتوى التدريبي المتقدم، وكانت من أوائل من أدخل تقنية الواقع الافتراضي (VR) في التدريب العملي، كما سبقت التحول الرقمي عبر تقديم برامج تدريبية عن بُعد باستخدام «سكايب» حتى قبل جائحة كورونا.
وحصلت خلال مسيرتها على اعتمادات دولية عدة، أبرزها رخصة «مراقب مواد خطرة» من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، واعتمادها مدربة من قبل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بالإضافة إلى فوزها بجائزة «الثريا» في المجال التخصصي عام 2020.
إيمانها بأن المعرفة لا تكتمل إلا بنقلها للآخرين، دفعها إلى إعداد برامج تدريبية نوعية أسهمت في تأهيل موظفين من مختلف الجهات الحكومية، ومثلت جمارك دبي في العديد من المحافل الدولية.
ومن أبرز إنجازاتها المؤسسية تصميم وتقديم برنامج «التصوير الذكي لتصنيف البضائع الخطرة» بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وهو برنامج تفاعلي استفاد منه أكثر من 1190 موظفاً خلال 4 أشهر فقط، ولا يزال يطرح ضمن نظام التعلم الذكي بالهيئة.
كما أسهمت بفاعلية في مشروع «التفتيش الذكي» وتطوير المحتوى الرقمي المصور ليصبح مرجعاً معتمداً في التدريب الجمركي، فضلاً عن دورها في إطلاق «المنصة الذكية للتدريب الجمركي» التي تقدم محتوى تفاعلياً يواكب العصر الرقمي ويعزز استدامة المعرفة لدى المفتشين.
أخبار متعلقة :