الجمعيات الخيرية.. أيادي الإمارات الإنسانية محلياً وعالمياً

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 19 أغسطس 2025 09:54 صباحاً - متابعة: موفق محمد، سعيد الوشاحي، عائشة الكعبي

Advertisements

تحتفي دولة بـ«اليوم العالمي للعمل الإنساني» الذي يوافق 19 أغسطس من كل عام، لتؤكد حضورها في الساحة العالمية من خلال حملات توعوية وشراكات دولية ومشاريع إغاثية وتنموية تعكس مكانتها بين أبرز المانحين للمساعدات.

ويمثل العمل الإنساني في الجمعيات الخيرية الإماراتية امتداداً عملياً لنهج الإمارات القائم على العطاء والتسامح والتنمية المستدامة، فقد أسست الدولة منظومة مؤسسية فاعلة تتصدرها جهات رائدة في العمل الخيري والإنساني، تعمل جميعها بروح واحدة لتخفيف المعاناة.

وتمكين الإنسان، ودعم استقرار المجتمعات، ويتركز هذا النهج على حلول طويلة الأمد في مجالات التعليم والصحة والأمن الغذائي وتمكين المرأة والشباب، مع استجابة سريعة وفعّالة للأزمات والكوارث.

لتحوّل هذه الجمعيات قيم الإمارات إلى برامج ملموسة تواكب أهداف التنمية المستدامة وتبني جسور الأمل بين الشعوب، ولتكون بمثابة أذرع الدولة الممدودة بالخير محلياً وخارجياً، ولترسخ بذلك الإمارات مكانتها نموذجاً عالمياً للعمل الإنساني المؤثر الذي يصنع فرقاً حقيقياً ويستثمر في الإنسان أينما كان.

الهلال الأحمر

نجح الهلال الأحمر الإماراتي وعلى مدار 42 عاماً من تأسيسه، بأن يكون في مقدمة المنظمات التي تمتلك حلولاً جريئة ومبتكرة لكافة القضايا الإنسانية التي تؤرق المجتمعات البشرية.

حيث حمل على عاتقه مسؤولية إيصال رسالة المحبة والسلام من الإمارات إلى كل شعوب العالم التي تعاني وطأة الظروف وذلك من خلال برامجها ومشاريعها المنتشرة على مستوى العالم دون تمييز.

ووصل إجمالي عدد أبواب المشاريع الخيرية التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خارجياً إلى 132 مشروعاً خيرياً مختلفاً تم تنفيذها في العديد من دول وقارات العالم.

«الفجيرة الخيرية»

سعيد الرقباني
قال معالي سعيد محمد الرقباني، المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية: «يحتفل العالم بيوم العمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام، فيما يواصل بلدنا الحبيب إرسال مساعدات غذائية وإغاثية وصحية تباعاً لمختلف أنحاء العالم تتوج بها دبلوماسية الخير وترسّخ مكانتها كعاصمة للإنسانية.

ونستحضر في هذا اليوم بكل فخر واعتزاز إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي صاغ بإبداع ملهم مسيرة العمل الإنساني في بلدنا الحبيب وجعل الخير لغةً عالمية تتجاوز الحدود، وموروثاً متأصلاً في وجدان شعبنا .

والتي يسير على خُطاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فتعززت مكانة الإمارات عالمياً كمنارةٍ للخير والعطاء وعاصمة للعمل الخيري والإنساني». وأضاف الرقباني:

إن نهج الخير والعطاء جزء أصيل من هويتنا الوطنية، ومنذ تأسيس جمعية الفجيرة الخيرية عام 1987، في مسيرة عطاء على مدى 39 عاماً سعينا فيها إلى ترجمة هذه القيم النبيلة إلى مبادرات ومشاريع واقعية، من خلال مساعدة الفئات المحتاجة من الطلاب والأسر والأيتام والمرضى وحفظ النعمة وتمكين الأسر المنتجة والحملات الإغاثية وغيرها الكثير من المشاريع الخيرية والتنموية المستدامة التي تنفذها الجمعية.

حيث بلغ حجم المدفوعات في هذه المشاريع في آخر خمس سنوات 329,573,368 درهماً، وعدد المستفيدين ما يزيد على 250.000 مستفيد.

دبي الخيرية

أحمد السويدي
وأكد أحمد السويدي، المدير التنفيذي لجمعية دبي الخيرية، لـ«حال الخليج»، أن «اليوم العالمي للعمل الإنساني» يشكل فرصة سنوية للاحتفاء بالجهود العظيمة والعطاءات الجليلة لرواد العمل الإنساني على مستوى العالم.

ورسالة إنسانية عالمية لإعلاء أهمية المساعي والمبادرات الإنسانية النبيلة، وتعزيز قيم البذل والعطاء والتسامح ومد يد العون للمتأثرين بالأزمات والكوارث في كل مكان دون تمييز أو تحيُّز، ترسيخاً لمبدأ الأخوَّة الإنسانية.

وتسعى جمعية دبي الخيرية، في مبادراتها لإسعاد أكبر عدد ممكن من المستفيدين داخل الدولة وخارجها؛ فخلال النصف الأول من عام 2025، ركزت الجمعية على تلبية الاحتياجات الأساسية لملايين المستفيدين في (20) دولة حول العالم .

إضافة إلى دولة الإمارات، في مجالات الرعاية الاجتماعية، والتعليم، والصحة، والإسكان، والبنية التحتية، وهو ما يجسد رسالتها الإنسانية الشاملة، حيث قامت دبي الخيرية ببناء (18) مجمعاً وقرية سكنية، مما أتاح مأوى آمناً للآلاف من الأسر.

بالإضافة إلى ذلك، تم تشييد (470) مسكناً للفقراء، لتوفير بيئة كريمة ومستقرة للأسر التي تعيش تحت خط الفقر.

وإيماناً منها بأن التعليم هو أساس التنمية، عملت دبي الخيرية على تعزيز البنية التحتية التعليمية؛ فقد تم بناء (25) مدرسة جديدة، مما فتح أبواب العلم أمام آلاف الطلاب.

إضافة إلى بناء (66) مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم، ومركزين للتدريب المهني، وذلك لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمستقبل أفضل، كما قامت بتنفيذ (361) مشروع دعم للتعليم، شملت توفير الكتب والمستلزمات الدراسية والوسائل التعليمية للطلاب المحتاجين.

وأولت دبي الخيرية اهتماماً كبيراً لتعزيز البنية التحتية الخدمية والدينية، فحفرت (3922) بئراً لتوفير المياه النظيفة والآمنة للعديد من المجتمعات المحرومة. كما نفذت (1416) مشروعاً لسقيا الماء في المناطق التي تعاني من شح المياه، مما أسهم في تخفيف معاناة آلاف الأشخاص.

بالإضافة إلى ذلك، تم تشييد (897) مسجداً، لتكون منارات للعلم والعبادة، كما تم فرش 70 مسجداً لتوفير بيئة مناسبة للعبادة. ولم تنسَ فئة الأيتام، حيث تم بناء (3) دور للأيتام، لتقديم الرعاية الشاملة لهم.

وخلال هذه الفترة، قدمت دبي الخيرية الرعاية الصحية لـ(1513) حالة مرضية، وقامت بإنشاء (21) مستوصفاً جديداً لتوفير الخدمات الطبية الأساسية للمجتمعات المحتاجة. كما عملت دبي الخيرية على دمج ودعم أصحاب الهمم من خلال تنفيذ (65) مشروعاً مخصصاً لهم، مما ساهم في تحسين جودة حياتهم ومنحهم الفرصة للمشاركة الفعالة في المجتمع.

ولم تتوقف إنجازات دبي الخيرية عند هذا الحد، فقد قامت بتنفيذ (1700) مشروع عام متنوع، بما يخدم شريحة واسعة من المستفيدين.

كما أولت دبي الخيرية اهتماماً خاصاً بدعم الأسر المنتجة، حيث قدمت الدعم لـ(426) أسرة، وذلك بهدف تمكينها اقتصادياً وتحويلها من أسر مستهلكة إلى منتجة. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ (1402) مشروع وقف خيري، لضمان استمرارية الخير وتلبية احتياجات الأجيال القادمة.

بيت الخير

وتحتفي جمعية بيت الخير في اليوم العالمي للعمل الإنساني، بالجهود العظيمة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة الإنسان ورعاية المحتاجين، تأكيداً على التزام الدولة الراسخ بالقيم الإنسانية والتكافل الاجتماعي، مجددة التزامها برسالتها النبيلة في تقديم الدعم والمساندة لكل من يحتاجها، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن العمل الإنساني واجب وطني وإنساني في الوقت ذاته.

عابدين العوضي
وقال عابدين طاهر العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير: «تفخر بيت الخير بأنها تنفذ برامج إنسانية متنوعة داخل الدولة من خلال 27 مشروعاً نوعياً تخدم مختلف الفئات، بدءاً من الأسر المتعففة والأيتام والمرضى، وصولاً إلى طلبة العلم وأصحاب الهمم، بما يضمن تحقيق أثر ملموس ومستدام في حياتهم.

حيث بلغ حجم الإنفاق منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية يوليو 123,135,483 درهماً، بزيادة قدرها 27 مليون درهم عن الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس النمو الملحوظ في قدرة الجمعية على خدمة أكبر عدد ممكن من المستفيدين، ويؤكد ثقة الداعمين والمتبرعين في مسيرتنا.

كما يعكس هذا التوسع في البرامج والمشاريع حرص الجمعية على الاستمرار في تطوير مبادرات نوعية تلبي احتياجات المجتمع وتصب في صالح دعم أكثر الناس حاجة، فالعمل الإنساني لا يتوقف على تقديم المساعدات المادية، بل هو رسالة أمل وكرامة لكل إنسان يعيش ظروفاً صعبة، ورسالة تثبت أن التضامن المجتمعي هو الأساس في بناء مجتمع قوي ومتماسك».

أخبار متعلقة :