جواهر القاسمي.. نموذج أعاد صياغة مفهوم القيادة والتوجيه والرعاية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 27 أغسطس 2025 11:46 مساءً - في «يوم المرأة الإماراتية»، حيث تحتفي الدولة هذا العام بشعار «يداً بيد نحو الخمسين»، يقتضي المسار التراكمي الطويل لإنجازات المرأة الإماراتية وقفة تأمل عميقة أمام النماذج التي أعادت صياغة مفهوم القيادة والتوجيه والرعاية.

Advertisements

وفي مقدمتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، التي تجسد واحداً من أكثر هذه النماذج نقاءً وصدقاً واستدامة.

وتعد سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي صاحبة فكر تأسيسي يصوغ المفاهيم والبنى الأولى للمسارات على أسس من الرؤى الحكيمة بعيدة المدى، فكرٌ جسّد مع الزمن مشاريع ومبادرات وبرامج ومؤسسات تركت آثارها العميقة ولا تزال على عمليات التنمية والتقدم وبناء الثروة البشرية، وتعزيز قيم العدالة والإنسانية داخل الدولة وخارجها.

وفي عام 1982 عندما كان حضور المرأة متواضعاً في القطاعات الحديثة بادرت سموها بتأسيس نادي سيدات الشارقة ليكون الحاضنة الأولى للنساء، ومكاناً يحترم خصوصيتهن ويتيح لهن التعبير عن ذواتهن وتطوير مهاراتهن، ويجمع بين الرياضة والفن والثقافة والعمل الاجتماعي.

ومع بداية الألفية الجديدة، بدا واضحاً أن المرأة لا تزدهر منفردة، وأن الثقافة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يكون هناك إطار يربط بين عناصر المجتمع، فجاء تأسيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة عام 2000 ليجعل من الأسرة نواة المشروع التنموي.

وفي عام 2025، «عام المجتمع» في دولة ، جاء إنشاء مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع ليؤكد استمرارية هذه الرؤية، ويعزز الدور الراسخ للمؤسسات التابعة له، مانحاً تجربة سموها بعداً أكثر شمولاً ومتانة.

وتحت مظلة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، توالدت مؤسسات متخصصة تعمل بتكامل لتلبية احتياجات المجتمع الأسري، كما كان لتأسيس مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات دور محوري يترك بصمة في منزل كل أسرة من أسر الشارقة.

ليصبح اليوم إحدى المؤسسات الرائدة في القطاع ذاته، ومن منطلق اهتمام سموها بالإعلام الهادف، أُنشئَ المكتب الإعلامي لمجلس الشارقة للأسرة والمجتمع.

وأطلقت سمو الشيخة جواهر القاسمي جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي كرّست جهودها لدعم المرضى مادياً ومعنوياً، ونشرت الوعي بأهمية الكشف المبكر والعلاج المتكامل.

ومن أبرز مبادراتها المجتمعية، هي القافلة الوردية. وبعد أن ترسخت أركان الأسرة والصحة والثقافة، ارتقت الرؤية إلى مستوى عالمي يركز على تمكين المرأة، وذلك مع إطلاق مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة عام 2015.

كما أنشأت سموها مؤسسات نوعية مثل مجلس سيدات أعمال الشارقة، بهدف توفير بيئة مستدامة لتمكين سيدات ورائدات الأعمال، ولأن الرياضة ركيزة أساسية في حياة الأفراد، ينبع اهتمام سموها بتعزيز دور المرأة في الفعاليات الرياضية وأنشطة اللياقة البدنية من خلال مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، حيث تستهدف إبراز دور المرأة الرياضية الإماراتية في المحافل المحلية والعالمية.

وأدركت سموها أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الطفولة، فجاء إطلاق مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين عام 2016 ليكون بمثابة إعلان أن التمكين لا يقتصر على الحاضر بل يصنع المستقبل.

وظلت الثقافة محوراً ثابتاً في مشروع سموها، منذ تأسيس رابطة أديبات الإمارات، الذي جسد إيمان سموها بأن تمكين المرأة لا يكتمل دون صوت ثقافي وأدبي يرسخ مكانتها في الوعي الجمعي.

ولم تقتصر جهودها على الداخل، بل رافقت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في رحلات ثقافية وعلمية حول العالم. كان حضورها في هذه الفعاليات تجسيداً لصورة المرأة الإماراتية المثقفة والراعية للفن، الشريكة في صياغة المشهد الثقافي العالمي.

عمل إنساني

ومع كل هذه الأبعاد، ظل العمل الإنساني جوهر فكر سموها. ففي عام 2013، منحتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لقب المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين، لتتوج مسيرة بدأت منذ سنوات. وبعد ذلك بعامين، أطلقت مؤسسة القلب الكبير (2015)، التي لم تكتفِ بالإغاثة بل ركزت على تمكين المجتمعات في التعليم والصحة والدعم النفسي وتأهيل اللاجئين.

ثم جاء إطلاق جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين (2017) لتكون منصة دولية تكرم المبادرات المتميزة وتطور آليات العمل الإنساني. وقد تجسد التزام سموها أكثر في حضورها الميداني المباشر.

وفي عام 2024، اكتسب العمل الإنساني بعداً وجدانياً مع تأسيس مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية، التي جسدت حلم المغفور له الشيخ خالد بن سلطان القاسمي، وسعت إلى حماية الأطفال ضحايا الاستغلال والاتجار بالبشر، ليبقى هذا المسار شاهداً على التقاء البعد الإنساني والعاطفي في رؤية سموها.

أخبار متعلقة :