ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 23 أكتوبر 2025 01:10 صباحاً - أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أمس، أن أي ضم للأراضي الفلسطينية سيُعد خطاً أحمر، كاشفاً عن أن مناقشات جارية بشأن إرسال أفراد إلى غزة، في إطار الجهود الدولية لدعم الاستقرار الإنساني هناك.
وقال معاليه، في مقابلة خلال قمة رويترز نكست الخليجية في أبوظبي، إن أي ضم إسرائيلي لأراضٍ في الضفة الغربية المحتلة، سيشكل «خطاً أحمر» بالنسبة للإمارات.
ورداً على سؤال عما إذا كان هذا الخط الأحمر يمكن أن يؤدي إلى إنهاء اتفاقيات إبراهيم، قال معاليه إن التركيز الآن يجب أن ينصب على إنجاح خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
وأوضح معاليه أن القيادة الأمريكية لعبت دوراً محورياً بتحقيق الهدنة في غزة، مشيراً إلى أن المواجهة المباشرة لم تحقق أي نتائج إيجابية للإسرائيليين أو الفلسطينيين، وأن المطلوب اليوم، هو تركيز الجهود على إعادة الإعمار، وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
وقال قرقاش إن وقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من الشهر الجاري، يمثل فرصة مهمة، لكن النهج المتبع في أحد أكثر الصراعات تعقيداً وصعوبة في العالم، يحتاج إلى تغيير. وأضاف «هذه بالتأكيد فرصة سانحة. أعتقد أن أول ما يمكن قوله، هو أننا نرى فرصة، لأن لدينا فرصة اليوم لتغيير المسار».
وقال معاليه «بعض السياسات لم تعد صالحة، ويجب عدم إحيائها.. لم تعد الآراء المتطرفة بشأن القضية الفلسطينية صالحة.. علينا أن نتعامل مع المسألة على أننا لدينا قوميتان متنازعتان، تتقاتلان على قطعة أرض واحدة، ويجب تقسيم تلك الأرض».
وأضاف «هل سنستمر في هذا النوع من الآراء المتطرفة بشأن كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية، على سبيل المثال، من قبل اليمين الإسرائيلي، والذي يجب أن يفهم أنها لن تزول»، مشدداً على ضرورة تحقيق الأمن لإسرائيل، بالتوازي مع إقامة دولة فلسطينية، تتوافر لها مقومات الحياة.
وقال «كان لدينا 30 عاماً من مسار الإسلام السياسي، وكان الإسلام السياسي هو المقاتل الرئيس هنا في عامين من الحرب»، مضيفاً أن الإسلام السياسي قد يكون الآن في حالة انحسار.
وأضاف أن اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل، منحت الإمارات نفوذاً مؤثراً في القضية الفلسطينية، مؤكداً أن موقف الإمارات من هذه القضية ثابت وراسخ، وأن دور الولايات المتحدة يظل حاسماً في دفع العملية السياسية، وحماية مسار وقف إطلاق النار في غزة.
تحقيق توازن
وأكد أن العمل الإنساني في غزة سيتكثف خلال المرحلة المقبلة، في إطار رؤية إماراتية تسعى إلى تحقيق توازن بين الأمن الإقليمي وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة قابلة للحياة. ورداً على سؤال حول السلطة الفلسطينية، أشار قرقاش إلى أنها أعلنت عن استعدادها للإصلاح، لكنه أضاف أن هناك حاجة إلى تغييرات، مثل الشفافية المالية.
إلى ذلك، قال معاليه إن الضربة الإسرائيلية في قطر، غيرت نظرتنا لأمن الخليج، مشيراً إلى أن أمن الخليج مترابط.
وأوضح أن «قطر لديها أكبر قاعدة أمريكية في الخليج، لكن المفاهيم بشأن أمن الخليج تتغير». وأضاف: «لا يزال دور الولايات المتحدة في أمن الخليج أساسياً».
وعن السودان، دعا المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في هذا البلد العربي.
وأضاف أن السودان لا يسمح في الوقت الراهن للإمارات بالقيام بالدور الإنساني الذي تضطلع به في غزة، لكنه عبّر عن استعداده لتوسيع نطاق الجهود، بمجرد السماح بذلك.
تعزيز التسامح
وقالت معالي لانا نسيبة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، ومبعوث وزير الخارجية، خلال جلسة نقاش في القمة، إن الإمارات وقّعت الاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل، من أجل تعزيز التسامح، وتغيير العقليات في المنطقة.
وأضافت «دخلنا في شراكة مع المنطقة العربية ومع الولايات المتحدة ومع إسرائيل، باستخدام اتفاقيات إبراهيم، للمساعدة في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، الذي كانت هناك حاجة ماسة إليه».
من جهته، قال محمد العبار مؤسس ورئيس شركة إعمار: «إن من قام بتدمير غزة، هو من عليه إعمارها». وتابع خلال القمة، أنه لم يتم التواصل معنا بخصوص المشاركة بإعادة إعمار غزة.
لانا نسيبة:
الاتفاقيات الإبراهيمية هدفت لتعزيز التسامح وتغيير العقليات بالمنطقة
محمد العبار:
من قام بتدمير غزة هو من عليه إعمارها
أخبار متعلقة :