جناح الإمارات يستقطب 20% من زوار «إكسبو أوساكا» في اليابان

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 24 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - أكد السفير شهاب أحمد محمد عبدالرحيم الفهيم، سفير دولة لدى اليابان، حرص دولة الإمارات على إقامة وتعميق علاقات الصداقة مع مختلف دول العالم، مشيراً إلى التزام الدولة بالمشاركة الفاعلة في الفعاليات والمحافل الدولية للتعريف بثقافتها الغنية وإرثها الحضاري العريق.

Advertisements

وأوضح أن جناح دولة الإمارات في معرض «إكسبو أوساكا 2025»، الذي اختتم أعماله في 13 أكتوبر الجاري، شكّل أحد أبرز الأجنحة وأكثرها حضوراً وتميزاً.

حيث استقبل أكثر من 5 ملايين زيارة يشكلون 20 % من إجمالي عدد زوار المعرض البالغ عددهم 25 مليون زائرة، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز يعكس ما قدمه من محتوى ثقافي إماراتي وتاريخي، يجسد قيم الانفتاح والتسامح التي تتميز بها الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأشار في حوار مع «حال الخليج» بمناسبة اختتام فعاليات المعرض، إلى أن المعرض عزز مكانة الإمارات على الخارطة العالمية، حيث نجحت الدولة في نيل إعجاب الدول المشاركة والمنظمين لما قدمته من نموذج متطور في نشر الموروث الثقافي والحضاري.

وهو الأمر الذي أسهم في حصول الجناح الإماراتي على العديد من الجوائز، لافتاً إلى أن التحضيرات للتواجد في معرض «إكسبو الرياض 2030» قد بدأت بالفعل.

وفيما يلي نص الحوار..

في البداية حدثنا عن معرض «إكسبو أوساكا 2025» وأهمية مشاركة الإمارات فيه؟

تعود أول مشاركة لنا في معارض «إكسبو» باليابان إلى عام 1970، وكانت آنذاك مشاركة لإمارة أبوظبي قبل قيام الاتحاد، وقد جاءت تلك المشاركة بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك منذ وقت مبكر أهمية الحضور في مثل هذه الفعاليات العالمية، لما تمثله من منصة لتعريف العالم بتراثنا وطموحاتنا.

واليوم، بعد مرور أكثر من خمسة عقود، نعود إلى اليابان للمشاركة في «إكسبو أوساكا 2025» ونحن نحمل إرثاً عظيماً وتجربة غنية، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققناه في «إكسبو دبي 2020».

كيف تصف نجاح جناح دولة الإمارات في «إكسبو أوساكا 2025» من حيث الأثر وعدد الزوار؟

الحمد لله، جناح دولة الإمارات كان من أنجح الأجنحة على الإطلاق، حيث وصل عدد الزوار إلى أكثر من 5 ملايين زائر، منهم 4.93 ملايين زائر دخلوا قاعات الجناح، بالإضافة إلى 110 آلاف شخص زاروا المواقع و17 ألف شخص من الزوار الافتراضيين.

وهو أعلى رقم بين أجنحة الدول المشاركة، هذا إنجاز نفتخر به جميعاً، ويعكس جاذبية قصة دولة الإمارات وطريقة عرضها في الجناح، سواء من خلال التصميم المعماري المتميز أو من خلال التجربة التفاعلية التي قدمها فريق العمل.

ما الذي جعل جناح الإمارات يحظى بكل هذا الإقبال الكبير من الزوار؟

السر يكمن في القصة التي يرويها الجناح، وطريقة تفاعل الزوار مع الشباب الإماراتيين الذين كانوا يقدمون الشرح بكل شغف وحب وحرص على عكس الصورة المشرفة لدولة الإمارات، بجانب التصميم المعماري الذي أبهر جميع الحضور منذ الوهلة الأولى، وعندما يدخل الزائر يجد نفسه في رحلة تتحدث عن الماضي والمستقبل في آن واحد.

كما ركزنا في جناحنا الإماراتي على ثلاثة محاور رئيسية، هي الفضاء، الاستدامة، والرعاية الصحية، وضمن كل محور عرضنا قصصاً ملهمة عن الإنجازات الإماراتية، في الوقت الذي شكل فيه التفاعل بين شبابنا واليابانيين مشهداً جميلاً، إذ كان الشباب يشرحون للزوار تفاصيل الجناح بطريقة جذبت اهتمام الجميع، حتى إن بعض الزوار عادوا لزيارة الجناح أكثر من ثلاثين مرة.

من هم «سفراء الشباب» الذين أشرتم إليهم؟ وما الدور الذي أدوه خلال المعرض؟

برنامج «سفراء الشباب» من أبرز المبادرات التي أسهمت في نجاح جناح دولة الإمارات في «أكسبو اوساكا 2025»، حيث تم اختيار 24 شاباً وشابة من الإمارات، و24 من اليابان من أصل أكثر من 4 آلاف شخص تقدموا لشغل هذه المهمة، هؤلاء الشباب كانوا واجهة الإمارات في المعرض، وقد تلقوا تدريباً مكثفاً ليعكسوا روح الدولة وثقافتها بأفضل صورة ممكنة.

كما أن الأغلبية من المشاركين الإماراتيين هم دارسون للغة اليابانية أو خريجو جامعات يابانية، أما المشاركون اليابانيون فقد تم تنظيم زيارة لهم إلى الإمارات قبل انطلاق المعرض ليتعرفوا إلى ثقافتنا وعاداتنا.

وهو الأمر الذي ساهم في أيصال أهداف المشاركة، خاصة أنهم كانوا عندما يستقبلون الزوار في الجناح، يتحدثون عن الإمارات بوعي ومعرفة حقيقية، ما جعل التجربة أكثر عمقاً وتأثيراً.

هل حصل الجناح على جوائز أو إشادات مع انتهاء فعاليات المعرض؟

نعم، بفضل الله حصل جناح دولة الإمارات على عدد من الجوائز المهمة، منها جائزة أفضل فريق استقبال وزوار (Best Staff Award)، وهو تقدير كبير لأن الزوار شعروا بترحيب استثنائي من شبابنا.

كما تم تصنيف جناحنا ضمن أفضل 3 أجنحة كبيرة من حيث التصميم المستدام، لما تضمنه من أفكار معمارية مبتكرة استخدمت مواد صديقة للبيئة وتقنيات حديثة.

من الواضح أن الاستدامة كانت محوراً أساسياً في تصميم الجناح، هل يمكن أن تحدثنا أكثر عن ذلك؟

الاستدامة لم تكن مجرد شعار بل كانت جزءاً من بنية الجناح نفسه، حيث استخدمنا أكثر من مليوني قطعة «يريد» في الأعمدة الداخلية، وصُنع السجاد من مادة «الجوت»، أما الأطراف والزخارف فكانت من مخلفات النخيل.

حتى المواد الخارجية التي تشبه الخرسانة كانت من نوع خاص يسمى «دي تكريت» مصنوع أيضاً من النخيل، كما استخدمنا مادة «ديت فورم» المستخرجة من التمر في بعض الأجزاء، كل هذه التفاصيل تعكس التزام الإمارات العميق بالاستدامة، وهو ما انسجم تماماً مع شعار المعرض الذي يدعو إلى تصميم مجتمعات المستقبل.

ما أبرز ما شد انتباه الزوار اليابانيين في الجناح الإماراتي؟

هناك أشياء كثيرة أثارت إعجابهم، لكن أكثر ما لفت نظرهم هو المزج بين الأصالة والابتكار، فعلى سبيل المثال عرضنا مجسماً لصاروخي «مسبار الأمل» و«خليفة سات» مصنوعين من سعف النخيل (الخوص)، وهو ما أثار دهشة الزوار حين علموا أننا أطلقنا فعلاً هذين الصاروخين إلى الفضاء.

أيضاً المطعم الإماراتي في الجناح وهو أول مطعم إماراتي في اليابان، والذي كان نقطة جذب كبيرة، إضافة إلى المتجر التراثي «الدكان» الذي قدم منتجات إماراتية بطابع أصيل.

من خلال تجربتكم في اليابان، ما أبرز الدروس أو الخبرات التي اكتسبتموها والتي ستنعكس على المشاركات المستقبلية لدولة الإمارات؟

اليابان بلد غني بالتجارب في كل المجالات، وقد اكتسبنا الكثير من المعارف والخبرات من خلال وجودنا في المعرض، وأهم ما حرصنا على تنفيذه هو اهتمامهم بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في التجربة الكاملة للزائر.

خلال «إكسبو أوساكا»، تعاونّا مع شركات يابانية لإعادة تدوير الخشب المستخدم في بناء الجناح بطريقة صناعية مبتكرة، وتم شحن المواد وتنظيفها ضمن آلية منظمة ومستدامة.

ماذا عن استعدادات دولة الإمارات لمعرض «إكسبو الرياض 2030»؟ هل هناك تنسيق أو تعاون مبكر بينكم وبين اللجان والفرق الإماراتية التي ستتواجد في المملكة؟

بكل تأكيد. ونهنئ المملكة العربية على استضافة «إكسبو 2030» في الرياض، ونحن واثقون أن الحدث سيكون أحد أهم وأكبر الأحداث وأجملها.

مشاركتنا المقبلة في «إكسبو الرياض 2030» تحمل بعداً رمزياً كبيراً كونها تقام في دولة تجمعنا معها علاقات جوار وأخوة راسخة، علاقات تاريخية متأصلة، فالعمل جارٍ منذ الآن على وضع التصور المعماري والفكري للجناح الجديد.

وسنركز مجدداً على تقديم صورة الإمارات المستقبلية المرتكزة على الابتكار والإنسان والاستدامة، كما سنبني على النجاحات المتواصلة التي حققتها دولة الإمارات طول الدورات السابقة لمعرض «أكسبو».

هناك بالفعل تنسيق مستمر وتبادل خبرات، خصوصاً بعد تجربة «إكسبو دبي 2020» و«إكسبو أوساكا 2025»، مشاركة الإمارات في «إكسبو الرياض» ستكون مميزة بلا شك، وسنعمل على أن نقدم نموذجاً يليق بمكانة دولتنا في المنطقة والعالم.

كيف تقيمون انعكاس هذه المشاركات على تعزيز صورة الإمارات في الخارج، خصوصاً لدى الجمهور الياباني؟

الحقيقة أن تأثير هذه المشاركات عميق جداً، اليابانيون معروفون بحبهم للاستكشاف والتعلم، وقد وجدوا في الجناح الإماراتي تجربة غنية بالمعرفة والثقافة.

فزوار معرض «أكسبو أوساكا» وصل إلى 25 مليون زائر بينهم أكثر من 5 ملايين شخص زاروا دولة الإمارات أي ما يجاوز 20% من إجمالي عدد زوار المعرض، ويشكل اليابانيون النسبة الأكبر بواقع 90% من إجمالي عدد زوار الجناح الإماراتي.

هذا رقم يعكس مدى اهتمامهم بدولتنا وبما تقدمه من فكر حضاري وإنساني متقدم، ونحن فخورون بأننا استطعنا أن نظهر الإمارات في أجمل صورة، دولة تجمع بين الأصالة والطموح، وتعمل دائماً من أجل المستقبل.

في الختام، ما الرسالة التي تودون توجيهها بعد هذا النجاح الكبير والمشاركات المقبلة؟

رسالتي هي رسالة فخر وامتنان، نحن في دولة الإمارات نعمل بروح الفريق الواحد، ونجاحاتنا هي ثمرة رؤية قيادتنا الرشيدة التي تؤمن بقدرات الإنسان الإماراتي.

مشاركتنا في «إكسبو أوساكا 2025» كانت تجربة وطنية ملهمة، ومشاركتنا القادمة في «إكسبو الرياض 2030» ستكون بإذن الله استمراراً لهذا التميز.

وأشعر شخصياً بسعادة كبيرة كوني أمثل الدولة سفيراً ومفوضاً عاماً لجناح الإمارات في اليابان، فهذا شرف ومسؤولية، ونسأل الله التوفيق في كل ما نقدمه لرفع اسم الإمارات عالياً.

شهاب الفهيم:

الدولة ملتزمة بالمشاركة الفاعلة في الفعاليات الدولية للتعريف بثقافتها

المزج بين الأصالة والابتكار أبرز ما لفت أنظار زوار الجناح الجناح

صنف ضمن أفضل 3 أجنحة كبيرة من حيث التصميم المستدام

أخبار متعلقة :