65 ألف موظف في الإمارات اجتازوا برامج الذكاء الاصطناعي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 11:11 مساءً - انطلقت، صباح أمس في دبي، أعمال المنتدى العربي للإدارة العامة في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، تحت عنوان «تعزيز تقديم الخدمات العامة من خلال التحول الرقمي»، الذي تستضيفه كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، بمشاركة وزراء ومسؤولين حكوميين وخبراء وأكاديميين من مختلف الدول العربية، ويتناول الإدارة العامة في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن أكثر من 65 ألف موظف في دولة أنهوا برامج تدريبية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة.

Advertisements

وقالت، خلال كلمتها الافتتاحية، إن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يمثلان ركيزة أساسية لمستقبل الإدارة الحكومية في العالم العربي، مشددة على أهمية تسريع تبنّي التقنيات المتقدمة في تصميم السياسات وتقديم الخدمات العامة بما يعزز الكفاءة والابتكار وجودة الحياة في المجتمعات العربية.

وأضافت: لا يمكن قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي بمهارات الأمس، فالتحول القادم هو من مجرد إدارة خدمات إلى إدارة تجارب بشرية، لافتة إلى أن التحول الرقمي لم يعد مجرد تطوير في التكنولوجيا، بل أصبح إعادة تعريف لمفهوم الحكومة نفسها ولدورها المنوط به، وطريقتها في العمل، ولغة جديدة للإنتاجية والابتكار.

وأشارت إلى أن الجيل الأول من التحول الرقمي ركز على الكفاءة، ورقمنة الإجراءات، وأتمتة المعاملات، وتبسيط العمليات، وتقليص زمن إنجاز الخدمات، بينما اختلف الجيل الجديد جذرياً، فهو جيل الذكاء الاصطناعي، والبيانات التنبؤية، والخدمات الاستباقية، لافتة إلى أن التحول اليوم لا يتعلق بالأنظمة، بل بالقدرة على التعلم، والتوقّع، واتخاذ القرار في الوقت الحقيقي.

وذكرت معاليها أن شركة «PwC» تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي وحده يمكن أن يضيف 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، ما يؤكد أن هناك مؤشرات إلى تحول جذري في كيفية إدارة المجتمعات وتنظيم الحياة العامة، وبحسب تقرير لشركة «Deloitte» أظهر أن 70 % من الأشخاص حول العالم يفضلون التعامل عبر القنوات الرقمية، حتى في الخدمات الحكومية، كما تقدر شركة «Korn Ferry» أن العالم قد يواجه نقصاً يصل إلى 85 مليون وظيفة رقمية بحلول عام 2030.

وعلى الصعيد العربي، أكدت معالي عهود الرومي، أن جميع الدول قطعت خطوات مهمة في إعداد استراتيجياتها الرقمية، إلا أن 10 دول عربية فقط تمكنت من تجاوز المتوسط العالمي في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية، ويتمثل التحدي الأكبر في تطبيق الخطط بسرعة وجرأة ومرونة.

وأكدت أن التحول الرقمي في حكومة دولة الإمارات أصبح واقعاً، وفي حكومة دولة الإمارات، أطلقنا منصة «جاهز» لتطوير مهارات كل موظف حكومي ليكون جاهزاً للثورة الرقمية الجديدة، وهي منصة معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى تعليمي شخصي، وتشمل مجموعة واسعة من المهارات المستقبلية والتخصصية يتم تحديثها باستمرار.

وأضافت الرومي أن أكثر من 65 ألف موظف في دولة الإمارات أنهوا برامج تدريبية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة، وبفضل هذه الجهود، احتلت الإمارات المركز الأول عربياً والثاني عشر عالمياً في مؤشر الجاهزية الرقمية للكوادر البشرية للعام الماضي 2024. وأكدت أن حكومة دولة الإمارات لا تستخدم الذكاء الاصطناعي ليحل محل الإنسان، بل لتمكينه من اتخاذ قرارات أدق وأسرع وأكثر بصيرة.

جاهزية

من جانبه، أكد الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أن الكلية تواصل دورها كمركز فكري عربي رائد في تطوير الفكر الإداري الحكومي وتعزيز جاهزية المؤسسات للتحول الرقمي، مشيراً إلى أن المنتدى يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله في جعل الابتكار والإدارة الفاعلة ركيزتين لبناء مستقبل الحكومات في المنطقة.

وقال علي سباع المري: نعيش اليوم مرحلة مفصلية تتطلب من الحكومات العربية أن تكون أكثر مرونة واستباقية في توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتطوير السياسات العامة وتحسين جودة الخدمات، مشيراً إلى أن عدد مستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي تجاوز 700 مليون مستخدم حول العالم، وباتت الخوارزميات تكتب التقارير وتحلل البيانات، وتقدم المشورة في اتخاذ القرار، كما تشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يحدث تحولاً في أكثر من 40 % من الوظائف الحكومية خلال السنوات الـ5 القادمة.

ويعقد المنتدى تحت عنوان «الإدارة العامة في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي»، ويشكّل منصة فكرية وتفاعلية لاستشراف مستقبل الإدارة العامة في العالم العربي، ومناقشة آليات توظيف التقنيات المتقدمة لتطوير أداء الحكومات وتعزيز مبادئ الكفاءة والشفافية في العمل الحكومي.

أخبار متعلقة :